دوران كوكب المريخ وفصوله

إن الهيئة الدائمة لسطح المريخ لا تجعلنا كي تعين فترة دورانه بدقة كبيرة. فيومه الفلكي هو: 24H37M23S أي قريب جدا من فترة دوران الأرض حول نفسها، أي يوم واحد، هذه الدقة العالية في القياس لم تؤخذ من مراقبة المريخ لدورة منفردة ولكن بملاحظة عدد الدورات التي يعملها خلال فترة طويلة من الزمن.

ترجع أفضل الأرصاد لدورة كوكب المريخ بتأريخها إلى أكثر من 200 سنة، والتي خلالها تكون الفترة عشرات الآلاف من أيام المريخ الماضية، القيمة المقبولة اليوم ذات دقة مع مئات الثواني.

يكون خط استواء المريخ مائلاً إلى مستوى دورانه بحوالي 250 قريباً جداً إلى زاوية 230 التي بين مدار الأرض وخط استوائها. لذا فكل من قطبي المريخ مصوباً باتجاه ومبتعداً عن الشمس بالتبادل، وبهذا يمر الكوكب خلال فصوله أشبه بالأرض، ولكون سنة المريخ طويلة فكل فصل منها يعادل فصوله أشبه بالأرض. يذكرنا بأن الأرض تكون في أقرب نقطة أن الشمس أي في الحضيض الشمسي، وذلك في شهر كانون الثاني – خلال الصيف في أسف الكروي الجنوبي - لذا يوجد اختلاف بين الفصول جنوب خط الاستواء مع التي في شماله، وهو كون الأولى أكثر طولاً من الأخرى. بينما لا تكون متساوية التوزيع على الماء واليابسة على الأرض. فنفس الحال للمريخ هو للأرض والسبب هو ان مداره أكثر طولاً باختلافه المركزي عن الأرض . تعتبر التغيرات أكثر وضوحاً وثباتاً في طقس فصول نصف كرته الجنوبي عن التي هي في النصف الكروي الشمالي.

يمكن رصد بعض التغيرات الفصلية في المريخ بالتلسكوب. والأكثر وضوحاً للأعيان هو التغير في القلنسوات القطبية. تصل القلنسوة القطبية الجنوبية في أعظم قيمة لقطرها حوالي 3700 ما في فصل الشتاء، وتمتد إلى منتصف بعد خط استواء الكوكب عن القطب. بينما في الربيع تتحدب القلنسوة، وطالما تختفي في الصيف. فعند القلنسوة الشمالية والمنطقة التي تكون فيها درجة الحرارة الفصلية قليلة نوعاً ما، لا تصل القلنسوة حجماً كبيراً. كما لا تختفي تماماً على الإطلاق، وهنالك شك فيما إذا كانت هذه القلنسوة ماء متجمداً، فيجب أن تكون نحيفة، كما يحتمل كون عدد قليل من الأقدام قد انصهر أو تبخر بسرعة تحت تأثير كمية نسبية من حرارة الشمس. فهنالك بعض المواضع المعينة التي تكون رقعاً بيضاء معزولة، والتي تقلصت من الامتداد الطويل عندما اقترب فصل الصيف، ويعتقد بأن تكون هذه المساحات قماريا هي في خلال ذات ارتفاع عال حينما يكون الشتاء بارداً.

فماريا هي الأخرى التي تكلم عنها الكثير لكونها يحصل تغير في حجمها ليس بكثير الفصول، ولكن ذلك في شدة البرد. لقد وصف الكثير من الراصدين حالة المريخ ربيع وصيف المريخ بأنهم رماديون واضحون. وقال آخرون بأنهم. خضر حتى زرق. وعند سقوط الشتاء يبهت لونها إلى أقل شدة ويصبح من الصعب تمييز بعضها عن المناطق الحمراء التي تحيط به.