أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23
363
التاريخ: 4-3-2022
2565
التاريخ: 20-3-2016
3788
التاريخ: 23-5-2019
2180
|
إنّ معاوية بن أبي سفيان أراد إعادة الجاهليّة الأولى إلى المجتمع الإسلاميّ باسم الإسلام وإمرة المؤمنين. وقد اعتمد من أجل الوصول إلى هذا الهدف عدّة خطوات أثّرت تأثيراً بالغاً على الإسلام والمسلمين، حتّى تحوّلت تلك الخطوات إلى سمات سلبية بارزة في المجتمع الإسلاميّ:
أولاً: تحويل الحكم الإسلاميّ من الخلافة إلى الملك
عندما تسلّم معاوية ولاية الشام تصرّف فيها من دون أي رادع، فكان تصرّفه كالملك، من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية بل والاجتماعية، فقد أبعد العديد من القبائل العربية والمناوئين له، بالإضافة إلى استخدام المال بدون قيود بلا رقيب ولا حسيب.
وقال يخاطب أهل الكوفة شامتاً بهم: "يا أهل الكوفة، أترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحجّ، وقد علمت أنّكم تصلون وتزكّون وتحجّون؟ ولكني قاتلتكم لأتأمّر عليكم وأليَّ رقابكم..."(1) .
ثانياً: الإرهاب والتجويع
لقد أشاع معاوية سياسية الإرهاب والتصفية الجسدية لكلّ قوّة معارضة للحكم، فقال سفيان بن عوف الغامديّ، وهو أحد قادة معاوية العسكريّين، قال: "دعاني معاوية فقال: إنّي باعثك بجيش كثيف أداة وجلادة، فالزم لي جانب الفرات حتّى تمرّ بهيت فتقطعها فإن وجدت بها جنداً فأغر عليهم، وإلّا فامض حتّى تغير على الأنبار، فإن لم تجد جنداً فامض حتّى توغل في المدائن. إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم، وتفرح كلّ من له هوى فينا منهم، وتدعو إلينا كلّ من خاف الدوائر، فاقتل كلّ من لقيته ممّن هو ليس على مثل رأيك. وأخرب كل ما مررت به من القرى، وأحرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل وهو أوجع للقلب" (2).
وكانت هذه الخطوة منه واسعة الانتشار في جميع الأقطار والبلاد الإسلامية، فقد أرسل الضحّاك بن قيس الفهريّ وأمره بالتوجّه ناحية الكوفة حتّى قتل الناس وسفك دماءهم (3) .
وقد صوّر الإمام الباقر عليه السلام هذه الحالة بقوله: "فقُتِلت شيعتنا بكلّ بلدة، وقُطعت الأيدي والأرجل على الظنّة، وكان من يُذكَر بحبنّا والانقطاع إلينا سُجن، أو نُهب ماله أو هُدّمت داره، ثمّ لم يزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام" (4).
ومن سياسة التجويع التي استخدمها معاوية محو أسماء المحبّين لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم من الديوان، وإسقاط عطائه ورزقه، فأرسل إلى عمّاله قائلاً: "انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحبُّ عليّاً وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه" (5) .
____________
1) ابن أبي الحديد، عز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص160.
2) موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ، محمد الريشهري، ج ٧، ص ١١٦.
3) إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي، الغارات، تحقيق: السيد جلال الدين الحسيني، لا.ت، لا.ط، ج2، ص421.
4) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج11، ص43.
5) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج11، ص45.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يحتفي بإصدار العدد الألف من نشرة الكفيل
|
|
|