المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مواضع زعموا فيها أختلاف : عَبَسَ وَتَوَلَّى
17-10-2014
الحكم بن الحكم الصيرفي
22-7-2017
مكانة الأب
12-1-2016
أنماط المساكن العشوائية
30/10/2022
كيف تنمي مهارة البحث؟
2024-09-29
Addition of HX
18-1-2022


كيف يعرف الإنسان عيوبه؟  
  
3454   07:21 مساءً   التاريخ: 31-1-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 53-56
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2019 2587
التاريخ: 21-5-2021 2300
التاريخ: 2023-03-26 1432
التاريخ: 22-4-2019 2576

ذكر علماء الاخلاق طرقاً متعددة لمعرفة عيوب النفس نشير إلى بعضها:

1- بواسطة الخلطاء والاصحاب : (صديقك غيرك فلا يصعب عليه ان يطلع على نقائصك وقد جعله الحب الصحيح كالجزء منك فهو لا يخفي عليك شيئاً تكرهه)(1).

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) (لا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يرى لنفسه)(2).

(أحب اخواني إلي من اهدى إلى عيوبي)(3).

من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه وهو يقدر عليه فقد خانه)(4) 

2- اجتنب ما تعده قبيحاً من غيرك.

3- استفد من لسان عدوك ما خفي على عين صديقك.

4- إذا اتهمت نفسك بخلق ذميم، واردت معرفة موقع هذه التهمة من الصحة فحاول ان توجد عملاً يخالف ذلك الخلق، فإذا صعب عليك العمل فأعلم ان ذلك الخلق من صفاتك.

5- تستطيع النفس ان تخفي نقائصها عن الإنسان، ولكنها لا تستطيع ان تخفي عنه ميولها واهوائها، وهذا الهوى اثر لازم للخلق السيء فإذا خفيت عليك نقائصك فاجتنب اقرب الامرين إلى هواك ... (5).

إذن الإنسان الكيس البصير هو الذي يبصر عيوب نفسه، ويشتغل بإصلاحها ، وحينئذ يشغله ذلك عن الاشتغال بعيوب الآخرين، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام):

(أبصر الناس من ابصر عيوبه وأقلع عن ذنوبه).

(أفضل الناس من شغلته معايبه عن عيوب الناس)

(كفى بالمرء جهلاً ان يجهل عيبه)

(معرفة المرء بعيوبه انفع المعارف)

وكما ان السعيد من ابصر عيوبه وعالجها، فإن الشقي من تعامى عن عيوب نفسه وتغافل عن اصلاحها، وهذا الصنف من الناس تراه مراقباً للناس لا يرى فيهم اي جنبة خير وإذا رآها حاول إخفاؤها، او تأويلها بتأويل يعكس ما في نفسه فكل إناء بالذي فيه ينضح فهو يرى في الناس ما يضمره في نفسه، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام):

(من عمى عن زلته استعظم زلة غيره)

(من شغل نفسه بغير نفسه، تحير في الظلمات وارتبك في الهلكات)(6)

وعلى من ابتلى بمراقبة الناس ، وإحصاء عيوبهم ، وتتبع آثارهم ان يلتفت إلى نفسه، ويحصي ما فيها من عيوب ، وما وقعت فيه من زلات، فإن ذلك يخفف من توقان النفس إلى ذلك ... فكلما تاقت نفسه إلى ذكر عيب احد فليذكر عيب نفسه، وما يدريك لعل الشخص الذي تنظر إلى معايبه، وذنوبه، وزلاته قد اصلحها، وعالجها، وغفر الله له فلماذا إذن تشغل نفسك بما لا يهمك ؟

فمن العار ان ينزل الإنسان نفسه هذا المنزل الوبيء ... يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (لينهك عن ذكر معيب الناس ما تعرف من معايبك).

ويقول العارف العظيم الإمام الخميني (عليه السلام) (فالسالك إلى الله هو ستار عيوب عباد الله، ولا ينبغي ان يتلف عمره في كشف استار الناس، بل عليه ان يغض بصره عن عورات عباد الله وعيوبهم، ولا يهتك سر احد ، ولا يمزق ستر ناموس احد، مثلما ان الله الستار قد ستر عيوبه وهي اكبر مما لدى الآخرين وأشد فضحاً، فهو يخشى ان يزيح الحق حجاب ستاريته عن بعض اعماله ويخزيه على رؤوس الاشهاد.

ان المسافر في طريق الآخرة تشغله دراسة عيوبه وعوراته عن عيوب الآخرين وهو لا يبحث عما لا ينفعه من سائر الامور ، او التي تضره، كما انه لا يضع عمله رأسمال لتجارة الآخرين، وذلك بالغيبة وهتك الستر، وهو لا ينسى ابداً عيوبه وذنوبه ، فإن نسيان الذنوب من اشد عقوبات الحق في الدنيا ؛ لأنه يصد الإنسان عن جيرانها؛ كما انه من اكبر موجبات العقاب في الآخرة)(7).

إن من أساسيات الخلق الإسلامي : الرحمة ، والشفقة، والستر على من ارتكب الذنوب والعصيان، والعمل على إنقاذه من هذه الامراض الوبيئة في الوقت الذي وفقه الله وحماه لا من ذلك ، فيجب عليه ان يشكر الله على هذه الألطاف وهذه الألطاف والنعم ينبغي ان تمنعه عن ذكر عيوب الناس، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (وإنما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا اهل الذنوب والمصيبة، ويكون الشكر هو الغالب عليكم، والحاجز لهم عنهم)(8).

هذه الرحمة هي خلق إلهي، وفيض رحماني أفاضه الله على عبده فصار فكراً وخلقاً ، وطبعاً، وسلوكاً بمنه وبفضله تعالى ، وهذا شن من (تخلق بخلق الله) فعصمه الله ، ووفقه لذلك ...

اما من يرتكب الذنوب والمعاصي ثم يعيب الآخرين على ارتكابها ، فلا بد ان يعلم ان هذا من أسوء الاخلاق، وأحط الصفات، وأقبح الذنوب، وإذا ابتلي الإنسان بذلك لا سامح الله تعالى فإن العلاج هو ان يذكر ستر الله عليه من ذنوبه التي ارتكبها، يقول امير المؤمنين (عليه السلام) (فكيف بالعائب الذي عاب اخاه وعيره ببلواه ، أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو أعظم من الذنب الذي عاب به! وكيف يذمه بذنب قد ركب مثله!

فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو اعظم منه، وايم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير، وعصاه في الصغير ، لجرأته على عيب الناس اكبر)(9).

ثم لماذا يتعجل الإنسان بعيب الناس لذنوبهم؟

وما يدريه لعل هؤلاء قد تابوا وغفر الله لهم ، ولماذا يأمن على نفسه الصغائر، ويستكبرها على غيره؟

فلعله معذب على ذنوبه، يقول سيد الاوصياء (عليه السلام) : (يا عبد الله لا تعجل في عيب أحد بذنبه ؛ فلعله مغفور له ولا تأمن على نفسك صغير معصية؛ فلعلك معذب عليه فليكف من علم منكم عيب غيره؛ لما يعلم من عيب نفسه، وليكن الشكر شاغلاً على معافاته مما ابتلى به غيره)(10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذه النقاط المتقدمة مستفادة من كتاب الاخلاق عند الامام الصادق (عليه السلام) للشيخ محمد أمين زين الدين : 127 ، ط: منظمة الاعلام الاسلامي.

(2) ابن شعبة الحراني، تحف العقول : 90.

(3) ثقة الإسلام الكليني ، الاصول من الكافي، باب من تجب مصادقته : 2/638 ، ح:5.

(4) آمالي الصدوق : 162.

(5) الشيخ محمد أمين زين الدين ، الأخلاق عند الإمام الصادق (عليه السلام) 128.

(6) الآمدي، تصنف غرر الحكم ودرر الكلم.

(7) الإمام الخميني ، سر الصلاة : 124 .

(8) نهج البلاغة خطبة : 140.

(9) نهج البلاغة خطبة : 140.

(10) المصدر نفسه.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.