المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة ندي
10-1-2016
إلكترود تعجيل acceleration electrode
18-9-2017
السيد شريف بن السيد يوسف آل شرف الدين الموسوي
24-11-2017
موقف اليهود من قدرة الله
24-09-2014
كفاءة الإلكترود electrode efficiency
4-12-2018
مرض الذبول الفيوزاريومي في الكنتالوب Fusarium wilt
2024-10-06


كيف نعالج سوء الظن؟  
  
3788   01:05 صباحاً   التاريخ: 9-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص194ـ198
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2016 1435
التاريخ: 26/11/2022 1575
التاريخ: 29-3-2022 1644
التاريخ: 22-5-2020 1912

على ضوء الحوادث التي تقع في البيت، تبرز التصورات والتوقعات المختلفة في أذهاننا. فمثلاً عند الظهيرة نسمع من يطرق باب البيت باستعجال أو عندما يقرع جرس البيت مرات متتالية، فإن هذا الحادث يخلق في أذهان أفراد المنزل تصورات وتكهنات عديدة: فربّة البيت التي تنتظر ضيفاً تتصور أن الضيوف قد وصلوا وأنهم يطرقون الباب بهذا الشكل لأنهم وصلوا إلى منزل مضيفهم متأخرين عن الموعد المقرر ولأنهم مشتاقون كثيراً لرؤية أصحاب المنزل. أما رب البيت الذي يعلم بأن جاره أعد وليمة عامة حيث نذر لله بأن يوزع الطعام مجاناً على جيرانه وأن جاره صاحب الوليمة هو الذي أخبره بذلك عندما التقى به في الصباح وهو ذاهب إلى عمله. نقول إن رب البيت يتبادر إلى ذهنه تصور آخر. فهو يتصور أن الطارق يحمل معه طعاماً من بيت جاره صاحب الدعوة وأن الطارق يطرق الباب بهذا الاستعجال لأنه يريد توزيع الطعام إلى سائر بيوت الجيران. والجدة التي تعاني من المرض منذ فترة وهي مطلعة على أحوال وأوضاع الجيران، تصاب بصعقة لدى سماعها قرع الباب وتقول وهي مذعورة: يا إلهي! لا بد وأن أمراً ما حصل للحاجة أم محمد حتى تطرق بابنا بهذا الشكل، رحم الله أم محمد! فقد كانت امرأة طيبة!...

أما ابن العائلة الذي يبلغ من العمر اثني عشر عاماً وعلى علاقة بأطفال الحارة فيقول لدى سماعه صوت قرع الباب أعتقد أنهم أبناء الجيران وهم جاؤوا يسألون عن كرتهم...

إذن فكل واحد من أفراد البيت يتبادر إلى ذهنه تصور خاص. وهنا نقول بأن الاختلاف في التصورات يرتبط بالحالات الروحية والنفسية للأفراد كما يرتبط بخبراتهم وتجاربهم ومستوى وعيهم ومعلوماتهم. فطبيعة التصور عند الإنسان تمتد جذروها في هذه العوامل المذكورة أعلاه ويتغذى منها. وبالطبع فكلما كان الشخص يتمتع بوعي أكثر وذكاء أكبر وكلما كان إحساسه الباطني أكثر نقاوة وشفافية كلما اقترب الظن أو التصور من الحقيقة والواقع ولكن في كل الأحوال، طالما لم يفتح باب البيت ولم تتضح الحقيقة الكامنة خلف الباب فلا يمكننا الجزم بصحة هذا الظن أو التصور أو عدم صحته.

ما هو سوء الظن؟

سوء نظن يعني أننا نقوم بتحليل وتفسير الأحداث وأعمال وأقوال الآخرين من خلال تصورنا الخاطئ وظننا السيئ، بهم ودون معرفة صحيحة بخلفيات تلك الأحداث والتصرفات والأقوال وبدون أي دليل أو إثبات واضح وصريح وبالتالي نعتبر تحليلنا وتفسيرنا هذا مؤكداً ومحققاً، وسوء الظن هذا يكون ذنباً من الذنوب عندما يكشف الفرد عن سوء ظنه ويؤذي الطرف الآخر ويسبب له الإزعاج والامتعاض . يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] كما يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

والأسوأ من ذلك أن يسود سوء الظن بين أفراد الأسرة الواحدة. مثلاً تزور أم الزوج بيت ابنها. يكون الطعام الذي أعدته كنتها مالحاً بطريق الصدفة. وهنا يقول الزوج لزوجته لقد وضعت ملحاً إضافياً في الطعام ليصبح مالحاً فتنزعج والدتي ولا تتناول الطعام فتؤكد له زوجته أنها لم تفعل ذلك عن عمد ولكن الزوج لا يقبل كلامها ويصرّ على سوء ظنه بزوجته.

إن سوء الظن ينشأ في الغالب من الباطن السيء والنفس المريضة والشخص السيئ لا يحسن الظن بأحد لأن مرآة باطنة سيئة ووسخة ومهشّمة. ولذلك فهو لا يستطيع بواسطة هذه المرآة المهشمة والوسخة أن يرى وجوه الآخرين نظيفة وبشكلها الحقيقي الصحيح. حيث يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: [الشرير لا يظن بأحد خيراً لأنه لا يراه إلا بطبع نفسه](1). والأسوأ من ذلك كله هو أن تسيء الزوجة الظن بزوجها. فهي في هذه الحالة تدمّر حياتها وحياة زوجها. طالعوا هذه الرسالة التي تتضمن سوء ظن الزوجة بزوجها.

الرسالة:... زوجتي تريد أن تعرف وتطلع على كل شيء وتسأل وتستجوب أياً كان، فهي تراقب كل داخل وخارج وتتنصت على كلام الآخرين وأحاديثهم، إنها تسيء الظن بالجميع وهي تتصور دائماً أن الآخرين ينصبون لها الأفخاخ ويريدون الإيقاع بها وأن هناك دسيسة في الأمر ونظرة سوء تجاهها.

إنها مجبولة بالشك وسوء الظن وتريد دائماً ان تعرف أين أذهب مع من اتحدت وما هي الأمور التي أتحدث عنها مع الآخرين ولماذا تحدثت حول تلك الامور وأحياناً تتعقبني بصورة سرية إلى مكان عملي... وأحياناً عندما كنت ألبس حذائي كانت تنظف حذائي وتربط اشرطة الحذاء وكنت في البداية أتصور أنها تفعل ذلك بدافع حبها لي وتعلقها بي ولكني اكتشفت بعد ذلك أنها تقوم بفحص أحذيتي والتدقيق فيها لدى عودتي إلى المنزل لتتأكد من أنني لم أذهب إلى أي مكان آخر غير مكان عملي، ولكي نتأكد هل فككت أشرطة حذائي أم لا؟!.

لقد تعبت من هذه التصرفات وأريد أن أتخلص من هذه الحياة المليئة بالعذاب والآلام.. فماذا أفعل؟

١- إن مثل هذه الأفكار والظنون قد تظهر أحياناً عند النساء والزوجات نتيجة عواطفهن الجياشة ومحبتهم الشديدة. فالمرأة تقلق وتضطرب وتقوم بمثل هذه التصرفات ظناً منها أن امرأة أخرى قد تأخذ زوجها منها وتستولي على قلبه ومشاعره والحل في مثل هذه الحالة هو أن يطلع الزوج زوجته برواحه ومجيئه والأماكن التي يتردد عليها وذلك في إطار ما يقره العقل ويسمح به الشرع ويطمئنها بأنه لا يزال وفياً لها وملتزماً بما تعهد به لها.

٢- وأحياناً تظهر مثل هذه الحالة وهذه التصرفات عند المرأة نتيجة مجالسة النساء الشريرات والخبيثات اللواتي يبدأن بتلفيق الأكاذيب عن هذا وذاك وينسبن إلى الآخرين، مختلف التهم والافتراءات ما يترك القلق والاضطراب في قلب هذه الزوجة الشابة المسكينة حيث تعشعش الوساوس والأوهام في كيانها وأفكارها وكأن هناك في أعماقها من يحذرها ويقول لها: إياك أن تغفلي عن زوجك لحظة واحدة فهو عديم الوفاء وطائش. وفي مثل هذه الحالة فإن على هذه الزوجة أن لا تعاشر مثل هؤلاء النسوة الخبيثات الماكرات لأن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار](2) إلى جانب ذلك فإن على الزوجة أن تملأ أوقات فراغها بالأعمال المفيدة النافعة التي تبعث الأمل في نفسها وتقوي ثقتها بذاتها كما أن عليها مصادقة ومعاشرة الصالحات والطيبات والمؤمنات من النساء.

٣- اعلم أيها الأخ الكريم بأن جذور سوء الظن تنشأ وتنمو في الأدمغة الضحلة والنفوس الضعيفة وتضيق الخناق على الأفكار القويمة والصحيحة وتقضي على حصيلة العمر وسعادة وهناء الحياة. كما أن سوء الظن هو دافع لارتكاب مزيد من الأخطاء والانجراف نحو مزيد من الآثام والمعاصي وقبائح الأعمال والتصرفات وخلاصة القول إن سوء الظن هو «آفة تهدد سلامة الحياة العائلية». وعليه يجب أن نقوي الروح من خلال ذكر الله ومن خلال ترسيخ الإيمان بالله والالتزام أكثر فأكثر بالورع والتقوى.

وعلينا أن نعمّق أفكارنا بالحكمة والمعرفة وأن نحول دون تنامي سوء الظن واستفحاله من خلال الالتزام بمبادئ الأمانة والصدق والوفاء والعفة ونؤمن بذلك حياة هادئة لائقة وموفقة لنا ولأفراد أسرتنا وللجميع. ونحن كلنا أمل في أن تعملوا بهذه التوجيهات وتنفذوا هذه الإرشادات لتنعموا أنتم وأفراد أسركم بالسعادة والهناء ويعود الوئام والمحبة إلى بيوتكم.  

___________________________________

(1) غرر الحكم ودرر الكلم حرف الشين.

(2) بحار الأنوار ، ج٧٤ ص ١٩٧. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.