العوامل الطبيعية المؤثرة في قوة الدولة- الموقع بالنسبة لكتل اليابس والماء (الموقع الجغرافي)-الدول البحرية |
2614
04:43 مساءً
التاريخ: 28-12-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2022
2016
التاريخ: 19-1-2022
1218
التاريخ: 16-12-2021
1747
التاريخ: 16-12-2021
1316
|
الدول البحرية: وهناك وسيلة لتقدير درجة البرية أو البحرية وذلك بعمل نسبة طول الحدود البرية. وتقسم الدول في هذا الأساس كما يلي:
١- دول بحدود بحرية تماما كالجزر البريطانية وايسلندا و اليابان.
٢- دول تغلب على حدودها الصفة البحرية كالبرتغال واسبانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد والنرويج.
3- دول تغلب عدى حدودها الصفة البرية كألمانيا وليبيا والجزائر والسودان.
4- دول حدودها برية تماما كالمجر والنمسا ومالي وبوركينا فاسو ونيبال.
غير أن هذه الطريقة تعنى بالكم ولا تهتم بالكيف، لأنها لا تدخل في اعتبارها نوع الحدود أو قيمتها. فحدود روسيا الاتحادية المطلة على المحيط القطبي الشمالي لاشك إذا دخلت في الحساب، قد تعطي فكرة غير صحيحة، فلسوء حظ روسيا الاتحادية أيضا أن حدودها على بحر بلطيق تتجمد مياهها معظم السنة، وحدودها الشمالية تطل على المحيط القطبي فتصبح الجبهات البحرية الهامة هي جبهة المحيط الهادي، وجبهة البحر الأسود فقط، من ثم تعتبر روسيا الاتحادية رغم طول حدودها البحرية قوة برية أكثر منها بحرية.
وقد يقلل من أهمية الجبهة الساحلية ضيقها بالنسبة لمساحة الدولة كما هو الحال في العراق حيث لا تمتد جبهته البحرية سوى 58 كيلومترا فقط غرب شط العرب، وبذلك تبلغ نسبة هلول الشاطئ إلى المساحة نحو 1: 7482، ويرجع هذا إلى وقوعه عند رأس الخليج حيث يقل اتساع المسطح البحري، وتتعدد الدول المشاركة فيه، وبضاف إلى هذا أن ظروف البيئة الساحلية تنعكس سلبا على هذا الموقع لضخامة كمية الرواسب القلي يلقي بها نهرا الكرخة وقارون في شط العرب، والتي تتراكم بدورها، ويعوق تصريف مياه نهري دجلة والغرات في مجراهما المشترك، وتتكون مساحات من المستنقعات. ولعل هذا كان أحد دوافع الغزو العراقي للكويت.
كذلك تختلف قيمة الجبهة البحرية بحسب بعدها أو قربها من طرق التجارة العالمية الرئيسية، ف لا يمكن القول بأن الجبهة البحرية الغني تطل بها البرازيل والأرجنتين على المحيط الأطلنطي تعادل الجبهة البحرية الثني تطل بها شيلي وبيرو على المحيط الهادي، فلا شك أن دول المجموعة الثانية أكثر عزلة من دول المجموعة الأولى، لأن جبهة الأطلنطي ممر بها ثاني الطرق البحرية العالمية، بينما دول الساحل الغربي تقع يعيدا عن المسار المألوف لطرق التجارة العالمية ومع ذلك ولاشك أنها في وضع أفضل من الدول الداخلية كبوليفيا وباراجواي.
وكان لموقع مصر الجغرافي كنقطة التقاء القارة الآسيوية بالأفريقية وقريبا من أوربا ونقطة التقاء البحر الأحمر والبحر المتوسط وما ورائه، ما جعل موقع مصر متميزا ومتحكما إلى حد كبير في حركة الاتصالات العالمية، وخاصة بعد مد خط أنابيب سوميد كمكمل لقناة السويس وبعد إتمام مشروع الطريق الساحلي إلى المغرب العربي، كذلك بناء جسر الغردان فوق قناة السويس بالإضافة لقناة السويس الجديدة، كذلك ونتيجة لهذا الموقع تعددت الدوائر الغني تعمل فيها سياسة مصر الخارجية، الدائرة الإفريقية والدائرة الآسيوية بعامة، والدائرة العربية، كما زاد الاهتمام بالدائرة الأوربية، خاصة بعد الاهتمام الأوربي بالشمال الأفريقي.
والمناطق الساحلية والجزرية عادة أقل قارية في مناخها من المناطق الداخلية، وأكثر قربا من المواصلات البحرية السهلة الرخيصة، مما يشجع على النشاط التجاري البحري، أما الدول الداخلية فتشعر بالعزلة وتسعى للوصول إلى البحار المفتوحة للتجارة طول العام، وقد يدفعها موقعها الداخلي إلى المنازعات والحروب مع الدول التي تفصلها عن البحر، ولذلك تسعى الدول الداخلية من أجل الحصول على واجهة بحرية حتى وان كانت ضيفة، كما حدث بالنسية لبولندا للوصول إلى بحر البلطيق، وبالنسبة للأردن للوصول إلى خليج العقبة، وكذلك بالنسبة لزائير للوصول إلى المحيط الأطلنطي.
والواجهة البحرية للدولة تختلف أهميتها من مكان لآخر، فهتاك واجهات بحرية عديمة القيمة مثل السواحل الشمالية لكل من روسيا وكندا لوقوعهما على المحيط المتجمد الشمالي رغم طول هذه السواحل، وذلك بخلاف أهمية السواحل المطلة على بحر البلطيق أو البحر الأسود وبحر الشمال والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك بالمقارنة بسواحل كندا المطلة على البحيرات العظمي وعلى نهر السنت لورانس.
وتضعف أهمية الواجهة البحرية إذا كانت تطل على بحار أو بحيرات مغلقة مثل بحر قزوين وبحيرة آرال وبلكاش فى آسيا، وبحيرة فيكتوريا وتشاد في أفريقيا.
كما تتوقف قيمة الجبهة البحرية على الظهير الخلفي للساحل، فالظهير الخلفي لساحل البحر الأحمر المصري يبعد عن وادي النيل حيث مراكز الإنتاج والعمران مسافات طويلة، وكذلك بالنسبة للساحل الشرقي المطل على بحر الأدرياتيك حيث توجد جبال الألب الدينارية الوعرة، وذلك بخلاف ظهير ساحل البحر المتوسط التونسي أو المغربي، أو ظهير سواحل بحر الشمال كدول غرب أوربا.
وقد تكون الواجهة مفتوحة على مسطحات مائية واسعة، ولكنها تختلف في اهميتها، فالسواحل المطلة على المحيط الأطلنطي أكثر أهمية من تلك المطلة على المحيط الهادي بالنسبة للسواحل الأمريكية. وكلما كان للدولة أكثر من واجهة بحرية كلما زادت أهميتها مثل فرنسا المطلة على البحر المتوسط وبحر الشمال والمحيط الأطلنطي مما جعلها مفتوحة على جميع الجهات، ومثلها مصر المطلة على البحر المتوسط والبحر الأحمر، والمملكة العربية السعودية المطلة على البحر الأحمر والخليج العربي، والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك المطلتان على المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي وخليج المكسيك، وتركيا المطلة على البحر المتوسط والبحر الأسود، والمملكة المتحدة واليابان المفتوحتان على العالم لموقعهما الجزري هذا بغلاف الدول ذات الواجهة البحرية الواحدة مثل دول شمال أفريقيا (ليبيا وتونس والجزائر) ومعظم دول غرب أفريقيا، ومثل إكوادور وبيرو في أمريكا الجنوبية، وبولندا المطلة على بحر البلطيق والسودان وأرتيريا على البحر الأحمر، والدول ذات الواجهة البحرية الواحدة تختلف أهميتها من مكان لآخر مثل بولندا المطلة على بحر البلطيق الذي يتجمد ماؤه شتاء بخلاف هولندا المطلة على بحر الشمال المفتوح على دول العالم طول العام.
وتمتاز المناطق الساحلية بأنها ,عادة أرقى حضاريا من المناطق الداخلية وذلك لارتباطها بالعالم الخارجي وتأثرها وتفاعلها مع تيارات الحضارة والتقدم كما كان الحال بالنسبة لفينيقيا التي كانت من أرقى مناطق الشرق الأدنى القديم، وكذلك اليونان بحضارتها الإفريقية، وايطاليا بحضارتها الرومانية ومصر بحضارتها الفرعونية القديمة، ولا يقتصر ذلك على الماضي وإنما يمتد إلى الحاضر.
والموقع الساحلي يؤثر في اقتصاد الدولة الساحلية وفي مصالحها المختلفة، فقد كان لهذا الموقع دور كبير في قوة بريطانيا وامتداد نفوذها، ومثلها فرنسا واليابان ومن قبل إسبانيا والبرتغال، وكما ذكرنا بالنسبة لليونان وإيطاليا، ويبدو أثر الموقع الساحلي أكثر وضوحا بالنسبة للنرويج ذات الطبيعة الجبلية الفقيرة في مواردها الزراعية، ولكنها ذات ساحل متعرج طويل تمكنت من استغلاله إلى حد كبير في شكل صناعة السفن وصيد الأسماك واعداد اسطول تجاري كبير بخلاف الحال بالنسبة للسويد الواقعة على بحر البلطيق الذي يتجمد في شهور الشتاء مما جعلها تعتمد بالدرجة الأولى على مواردها الزراعية ولا تعتمد كثيرا على البحر، وبذلك تقل أهمية البحر بالنسبة لها بالمقارنة بالنرويج.
كما تزداد أهمية الموقع البحري بالنسبة للدول التي تقع على المضايق والممرات مثل تركيا التي تضم مضيق البسفور والدردنيل اللذين يربطان البحر الأسود ببحر الأدرياتيك المؤدي للبحر الأبيض المتوسط، وممرات الدانمرك (السوند والمضيقين الصغير والكبير) وهذه الممرات تفصل بين السويد والدانمرك، كما تربط بين بحر البلطيق وبحر الشمال المؤديين للمحيط الأطلنطي، وكما تبدو من أهمية الدول المطلة على مضيق جبل طارق الذي يصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي، وكذلك تبرز أهمية الدول المطلة على مضيق هرمز الذي يصل الخليج العربي بالمحيط الهندي، وهو الذي أعطى أهمية كبيرة لدولة عمان، وأيضا مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي وهو الذي أعطى أهمية كبيرة لليمن والقرن الأفريقي (الصومال وجيبوتي وأرتيريا).
وتبدو كذلك أهمية الموقع بالنسبة للدول المطلة على القنوات المائية مثل قناة السويس بالنسبة لمصر، وهي الغني ربطت البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وقناة بنما النني ربطت المحيط الأطلنطي بالمحيط الهادي، وقناة كييل بألمانيا وهي التي تربط بحر البلطيق ببحر الشمال عبر ألمانيا.
وبقدر ما أعطت هذه الممرات والقنوات من أهمية كبيرة للدول المطلة عليها فقد كانت سببا في كثير من النكبات في بعض الأحيان لهذه الدول كما حدث بالنسبة لمصر من جراء قناة السويس، وبالنسبة لبنما من جراء قناة بلما، وكذلك بالنسبة لإسبانيا النني ما زال جبل طارق محتلا من بريطانيا بسبب هذا المضيق الذي كان يهم بريطانيا إلى حد كبير من قبل، كما عانت تركيا طويلا في صراعها مع الاتحاد السوفيتي بسبب مضيق البسفور والدردنيل.
وقد انعكس الموقع البحري على أسلوب الدفاع الذي تعتمد عليه الدولة، فيينما تعتمد الدولة البحرية على الأساطيل البحرية والغواصات، فإن الدول القارية تركز على الطائرات والقوات البرية.
ويمكن التمييز بين الدول المطلة على البحار والمحيطات وبعضها البعض من حيث الميزات البحرية بحساب النسبة بين الحدود الساحلية والحدود البرية في كل دولة وكذلك بتقدير أهمية البحر أو البحار التي تطل سواحلها عليها، وكذلك بمعرفة أهمية هذا الساحل أو السواحل وصلاحيتها الإقامة موانئ والمعروف أن الموانئ لا تنشأ إلا إذا توافرت مياه عميقة قرب الساحل مباشرة وأن الدول التي لا تتوفر لها هذه الميزة طبيعيا. تلجأ إلى بناء جسور طويلة تمتد في البحر حتى تصل إلى المناسيب العميقة للمياه لتتمكن السفن من الشحن والتفريغ، وهذه الجسور تتكلف في إنشائها الأموال الطائلة.
والدولة النني تطل على بحرين اهم من الدولة النني تقع على بحر واحد، والدولة التي تقع على المياه المفتوحة أفضل من الدولة التي تطل سواحلها على مياه مغلقة أو بحار داخلية.
وهناك دول لها سواحل طويلة جدا ولكنها غير ذات قيمة مثل السواحل الشمالية لكل من كندا وروسيا - فلهما سواحل على المحيط المنجمد الشمالي - ولكن مياه هذا المحيط متجمدة طول العام ولا تصلح للملاحة على الإطلاق.
وعلى هذا فإن الواجهة البحرية لا تقاس أهميتها بطولها بل بقيمتها المتعددة الأطراف (بحار خالية من الجليد، وتطل على مسارات الحركة البحرية التجارية العالمية) . ومن ثم فإن معظم واجهات الدول على المحيط الأطلنطي أهم من واجهاتها البحرية الأخرى إن وجدت: مثال ذلك واجهة المكسيك و الولايات المتحدة على الاطلنطي أهم من تلك على الباسيفيكي.
ومعروف أن الشعوب تتجه إلى البحر إذا كانت مواردها الاقتصادية محدودة وفقيرة في المقومات الأساسية مثل بريطانيا (بعض جهات الجزر البريطانية مثل ويلز واسكتلندا وكورنول) وكذلك في النرويج واليونان .
والخلاصة أن الموقع البحري هام جدا ومن الضروري أن تتوفر لأي دولة واجهة بحرية واحدة على الأقل حتى لا تخضع لسيطرة الآخرين. فالموقع البحري بالنسبة للدولة هام للغاية. وكلما زادت الجبهات البحرية للدولة كلما زاد ذلك من قدرتها على دفع النشاط الاقتصادي والسياسي وممارسة سياسة مؤثرة في المجال العالمي، وكلما مكن ذلك الدولة من تحقيق متطلبات السكان والارتقاء بمستوى معيشتهم وتحقيق رضائهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|