المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

The short monophthongs DRESS
2024-06-05
أهم الدراسات السابقة لدراسة استخدامات الأراضي- أما على مستوي البحوث
9/10/2022
حديث بريدي
30-4-2020
طريقة المسابقات وتحقيق مبدأ المساواة في تولي الوظائف العامة
2-4-2016
Comparing accents
2023-12-15
التمدد الظاهري apparent expansion
16-11-2017


الحسين بن علي بن أحمد  
  
2447   04:48 مساءاً   التاريخ: 22-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص183-185
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2315
التاريخ: 10-04-2015 4972
التاريخ: 28-06-2015 6284
التاريخ: 29-12-2015 4714

ابن عبد الواحد بن بكر بن شبيب النصيبي النديم نديم المستنجد بالله ولد سنة خمسمائة وتوفي سنة ثمانين وخمسمائة. كان أديبا كاتبا شاعرا له اليد الطولى في حل الألغاز العويصة تفاوض أبو منصور محمد بن سليمان بن قتلمش وأبو غالب بن الحصين في سرعة خاطر ابن شبيب وتقدمه في حل الألغاز فعمل ابن قتلمش أبياتا على صورة الألغاز ولم يلغز فيها بشيء وأرسلاها إلى ابن شبيب يمتحنانه بها وهي: [الوافر]

 (وما شيء له في الرأس رجل ... وموضع وجهه منه قفاه)

 (إذا غمضت عينك أبصرته ... وإن فتحت عينك لا تراه)

ونظم أيضا: [الهزج]

 (وجار وهو تيار ... ضعيف العقل خوار)

 (بلا لحم ولا ريش ... وهو في الرمز طيار)

 (بطبع بارد جدا ... ولكن كله نار)

فكتب ابن شبيب على الأول هو طيف الخيال وكتب على الثاني هو الزئبق

 فجاء أبو غالب وأبو منصور إليه وقالا هب اللغز الأول طيف الخيال والبيت الثاني يساعدك على ما قلت فكيف تعمل بالبيت الأول فقال لأن المنام يفسر بالعكس لأن من بكى يفسر بكاؤه بالضحك والسرور ومن مات يفسر موته بطول العمر وأما اللغز الثاني فإن أصحاب صناعة الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيار والفرار والآبق وما أشبه ذلك لأنه يناسب صفته وأما برده فظاهر ولإفراط برده ثقل جسمه وجرمه وكله نار لسرعة حركته وتشكله في افتراقه والتئامه وعلى كل حال ففي ذلك تسامح يجوز في مثل هذه الصور الباطلة إذا طبقت على الحقيقة

 ودخل ابن شبيب يوما على الخليفة المستنجد بالله فقال: الخليفة أإبن شبيب؟ فقال: عبدك يا أمير المؤمنين فأعجبه هذا التصحيف منه. ومن شعر ابن شبيب في المستنجد: [البسيط]

 (أنت الإمام الذي يحكي بسيرته ... من ناب بعد رسول الله أو خلفا)

 (أصبحت لب بني العباس كلهم ... إن عددت بحروف الجمل الخلفا)

 فإن جمل حروف لب اثنان وثلاثون والمستنجد هو الثاني والثلاثون من الخلفاء. ومن شعره أيضا: [الطويل]

 (ومحترس من نفسه خوف زلة ... تكون عليه حجة هي ما هيا)

 (يصون عن الفحشاء نفسا كريمة ... أبت شرفا إلا العلا والمعاليا)

 (صبور على ريب الزمان وصرفه ... كتوم لأسرار الفؤاد مداريا)

 (له همة تعلو على كل همة ... كما قد علا البدر النجوم الدراريا)

وقال: [الكامل]

 (أغصان ورد زينت درر الندى ... أجيادها بمخانق وعقود)

 (فتوهجت كمسارج وتأرجت ... كنوافج وتدبجت كبرود)

(وتبلجت ككواكب وتبرجت ... ككواعب وتضرجت كخدود)

وقال: [المتقارب]

 (تبوح بسرك ضيقا به ... وتبغي لسرك من يكتم)

 (وكتمانك السر ممن تخاف ... ومن لا تخاف هو الأحزم)

 (وإن ذاع سرك من صاحب ... فأنت وإن لمته ألوم) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.