أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
1537
التاريخ: 14-08-2015
2038
التاريخ: 13-08-2015
1787
التاريخ: 13-08-2015
3068
|
ابن جعفر بن محمد المعروف بابن الحجاج الكاتب الشاعر أبو عبد الله شاعر مفلق قالوا أنه في درجة أمرئ القيس، لم يكن بينهما مثلهما وإن كان جل شعره مجون وسخف وقد أجمع أهل الأدب على أنه مخترع طريقته في الخلاعة والمجون لم يسبقه إليها أحد ولم يلحق شأوه فيها لاحق قدير على ما يريده من المعاني الغاية في المجون مع عذوبة الألفاظ وسلاستها وله مع ذلك في الجد أشياء حسنة لكنها قليلة ويدخل شعره في عشر مجلدات أكثره هزل مشوب بألفاظ المكدين والخلديين والشطار ولكنه يسمعه أهل الأدب على علاته ويتفكهون بثمراته ويستملحون بنات صدره المتهتكات ولا يستثقلون حركاتهن لخفتها وإن بلغت في الخفة غاية الغايات.
وإني لأقول كما قال أبو منصور: لولا قول إبراهيم
ابن المهدي إن جد الأدب جد وهزله هزل لصنت كتابي هذا عن مثل هذا المجون وحديث كله
ذو شجون. ولقد مدح الملوك والأمراء والوزراء والرؤساء فلم يخل شعره فيهم مع هيبة
المقام من هزل وخلاعة فلم يعدوه مع ذلك من الشناعة وكان عندهم مقبولا مسموعا غالي
المهر والسعر وكان يتحكم على الأكابر والرؤساء بخلاعته ولا يحجب عن الأمراء
والوزراء مع سخافته يستقبلونه بالبشاشة والإكرام ويقابلون إساءته بالإحسان
والإنعام وناهيك برجل يصف نفسه بمثل قوله: [الخفيف]
(رجل يدّعي النبوة في السخـ ... ـف ومن ذا يشك
في الأنباء)
(جاء بالمعجزات يدعو إليها ... فأجيبوا يا معشر السخفاء)
(حدث السن لم يزل يتلقّى ... علمه بالمشايخ الكبراء)
(خاطر يصفع الفرزدق في الشعـ ... ـر ونحوٌ ....
أم الكسائي)
(غير أني أصبحت أضيع في القوم ... من البدر في
ليالي الشتاء)
وقوله
في وصف شعره: [مخلع البسيط]
(بالله يا أحمد بن عمرو ... تعرف للناس مثل شعري)
(شعر يفيض الكنيف منه ... من جانبي خاطري وفكري)
(فلفظه منتن المعاني ... كأنه فلتة بجحر)
(لو جدَّ شعري رأيت فيه ... كواكب الليل كيف تسري)
(وإنما هزله مجون ... يمشي به في المعاش أمري)
وقال: [المجتث]
(فإن شعري ظريف ... من بابة الظرفاء)
(ألذ معنى وأشهى ... من استماع الغناء)
وقال:
(إن عاب ثعلب شعري ... أو عاب خفة روحي)
(خرئت في باب أفعلـ ... ـت من كتاب الفصيح)
وقال
في الأمير عز الدولة بختيار: [المنسرح]
(فديت وجه الأمير من قمر ... يجلو القذى نوره عن
البصر)
(فديت من وجهه يشككني ... في أنه من سلالة البشر)
(إن زليخا لو أبصرتك لما ... ملت إلى الحشر لذة النظر)
(ولم تقس يوسفا إليك كما ... نجم السهى لا يقاس بالقمر)
(وكان يا سيدي قميصك إن ... هربت منها ينقد من دبر)
(بل وحياتي لو كنت يوسفها ... لم تك من تهمة
العزيز بري)
(لأنني عالم بأنك لو ... شممت ريا نسيمها العطر)
(سبقتها وانزلقت تتبعها ... ما بين تلك البيوت والحجر)
(وقد علمنا بأن سيدنا الـ... أمير ممن يقول بالبظر)
(ولم تكن تلك تشتكي أبدا ... ما كان من يوسف من الحذر)
(طبعك كالماء في سهولته ... لكن أبو الزبرقان من
حجر)
(إن الملوك الشباب ما خلقوا ... إلا صلاب الفياش
والكمر)
وقال يشكو سوء حاله وبعث بها إلى ابن العميد: [الوافر]
(فداؤك نفس عبد أنت مولى ... له يرجوك يا خير الموالي)
(حديثي منذ عهدك بي طويل ... فهل لك في الأحاديث
الطوال)
(فإني بين قوم ليس فيهم ... فتى ينهي إلى الملك اختلالي)
(فلحمي ليس تطبخه قدوري ... وحوتي ليس تقليه المقالي)
(ومائي قد خلت منه جبابي ... وخبزي قد خلت منه سلالي)
(وكيسي الفارغ المطروح خلفي ... بعيد العهد
بالقطع الحلال)
(أفكر في مقامي وهو صعب ... وأصعب منه عن وطني ارتحالي)
(فبي مرضان مختلفان حالي الـ ... ـعليلة منهما
تمسي بحال)
(إذا عالجت هذا جف كبدي ... وإن عالجت ذاك ربا طحالي)
وقال في مثل ذلك أيضا: [المنسرح]
(يا سيد الناس عشت في نعم ... تأوي إليها موابذ العجم)
(بديهتي في الخصام حاضرة ... أشهر في الخافقين
من علم)
(والخط خطي كما تراه ولا الزْ...زَهرة بين
القرطاس والقلم)
(هذا وخبزي حاف بلا حرق ... فكيف لو ذقت لذة الدسم)
(مالي وللَّحم إن شهوته ... قد تركتني لحما على وضم)
(وما لحلقي والخبز يجرحه ... بالملح يشكو مرارة اللقم)
وقال في مثل ذلك: [المتقارب]
(خليلي قد اتسعت محنتي ... علي وضاقت بها حيلتي)
(عذرت عذاري في شيبه ... وما لمت إذ شمطت لمتي)
(إلى كم يخاسسني دائما ... زماني المقبح في عشرتي)
(تحيفني ظالما غاشما ... وكدر بعد الصفا عيشتي)
(وكنت تماسكت فيما مضى ... فقد خانني الدهر في مسكتي)
(إلى
منزل لا يواري إذا ... تربعت فيه سوى سوءتي)
(مقيما أروح إلى حجرة ... كقبري وما حضرت ميتتي)
(إذا ما ألم صديقي به ... على رغبة منه في زورتي)
(فرشت له فيه بسط الحديث ... من باب بيتي إلى صفتي)
(ومعدته في خلال الكلام ... تشكو خواها إلى معدتي)
(وقد فت في عضدي ما به ... ولكن به غلبت علتي)
(وأغدو غدوا خليقا بأن ... يزيد به الله شقوتي)
(فأية دار تيممتها ... تيمم بوابها حجتي)
(وإن أنا زاحمت حتى أموت ... دخلت وقد زهقت مهجتي)
(فيرفعني الناس عند الوصول ... إليهم وقد سقطت عمتي)
(وإن نهضوا بعد للانصراف ... أسرعت في إثرهم نهضتي)
(وإن قدموا خيلهم للركوب ... خرجت فقدمت لي ركبتي)
(وفي جمل الناس غلمانهم ... وليس سوائي في جملتي)
(ولا لي غلام فأدعو به ... سوى من أبوه أخو عمتي)
(وكنت مليحا أروق العيون ... قبلا فقد قبحت خلقتي)
(وقوسني الهم حتى انطويت ... فصرت كأني أبو جدتي)
(وكان المزين فيما مضى ... تكسر أمشاطه طرتي)
وقال:
[الخفيف]
(ويحكم يا كهول أو يا شيوخ الـ ... ـفسق أو يا
معاشر الفتيان)
(إشربوها حمراء مما اقتناها ... آل دير العاقول للقربان)
(بكؤوس كأنها ورق النسرين ... فيها شقائق النعمان)
(إشربوها وكل إثم عليكم ... إن شربتم بالرطل في ميزاني)
(في ليال لو انها دفعتني ... وسط ظهري وقعت في رمضان)
وقال
يستهدي أبا تغلب بن حمدان فرسا: [الرمل]
(إسمع المدح الذي لو قيل في ... أحد غيرك قالوا سُرِقا)
(جاء يستهديك مهرا أدهما ... يركب الفارس منه غسقا)
(كالدجى
تبصر من غرته ... فوق أطباق دجاه فلقا)
(جل أن يلحق مطلوبا ومن ... طلب الريح عليه لحقا)
(فتراه واقفا في سرجه ... يتلظى من ذكاه قلقا)
(فإذا طاب به المشي مضى ... وهو كالريح يشق الطرقا)
(كالسحاب الجون إلا أنه ... ليس يسقي الأرض إلا عرقا)
(جمع الأمرين يعدو المرطى ... في مدى السبق
ويمشي العنقا)
واستدعاه الوزير للخروج معه إلى القتال فقال من
قصيدة: [المنسرح]
(يا سائلي عن بكاي حين رأى ... دموع عيني تسابق المطرا)
(ساعة قيل الوزير منحدر ... أسرع دمعي وفاض منحدرا)
(وقلت يا نفس تصبرين وهل ... يعيش بعد الفراق من
صبرا)
(شاورته والهوى يفتته ... والرأي رأي الصواب قد حضرا)
(أهوى انحداري والحزم يكرهه ... وتارك الحزم
يركب الغررا)
(لأنني عاقل ويعجبني ... لزوم بيتي وأكره السفرا)
(الخيش نصف النهار يعجبني ... والماء بالثلج
باردا خصرا)
(والشرب في روشني أقول به ... كيما أرى الماء
منه والقمرا)
(ولا أقود الخيل العتاق بلى ... أسوق بين الأزقة
البقرا)
(من
كل جاموسة لعنبلها ... رأس بقرنيه يفلق الحجرا)
(قد نفخ الشحم جوفها فغدا ... كأنه بطن ناقة عشرا)
(تركض مثل الحصان نافرة ... ومن يرد الحصان إن نفرا)
(أحسن في الحرب من صفوفكم ... غدا قعودي أصفف الطررا)
(هيهات أن أحضر القتال وأن ... ترى بعينيك فيه
لي أثرا)
(بل الذي لا يزال يعجبني الدْ ... دَبيب بالليل
خائفا حذرا)
(الدف عند الصباح دبدبتي ... وبوقي الناي كلما زمرا)
(هذا اعتقادي وهكذا أبدا ... أرى لنفسي وأنت كيف
ترى)
ومن مقطعاته: [الرمل]
(ملك
لو لم يكن من ملكه ... غير دار وشحت بالنعم)
(لو رمى شداد فيها طرفه ... زهدته بعدها في إرم)
وقال: [السريع]
(صنعت في دارك فوارة ... أغرقت في الأرض بها الأنجما)
(فاض على نجم السهى ماؤها ... فأصبحت أرضك تسقي السما)
وقال: [السريع]
(واستوف عمر الدهر في نعمة ... دون مداها موقف الحشر)
(مصيبة الحاسد في مكثها ... مصيبة الخنساء في صخر)
وقال: [المنسرح]
(هذا حديثي تنمي عجائبه ... بكثرة القال فيه والقيل)
(أعجزني دفنه فشاع كما ... أعجز قابيل دفن هابيل)
وقال: [السريع]
(قد وقع الصلح على غلتي ... واقتسموها كارةً كاره)
(لا يفلس البقال إلا إذا ... تصالح السنور والفاره)
وقال:
[الرمل]
(عجبت من الزمان وأي شيء ... عجيب لا أراه من الزمان)
(يصادر
قوت جرذان عجاف ... فيجعله لأوعال سمان)
وقال:
[السريع]
(يا رائحا في داره غاديا ... بغير معنى وبلا فائده)
(قد جن أضيافك من جوعهم ... فاقرأ عليهم سورة المائده)
وقال:
[السريع]
(فديت من لقبني مثل ما ... لقبته والحق لا يغضب)
(إن قلت يا عرقوب خادعتني ... يقول لم نفسك يا أشعب)
وقال: [البسيط]
(قد قلت لما غدا مدحي فما شكروا ... وراح ذمي
فما بالوا ولا شعروا)
(علي
نحت القوافي من معادنها ... وما علي إذا لم تفهم البقر)
وقال:
[مخلع البسيط]
(الصبح مثل البصير نورا ... والليل في صورة الضرير)
(فليت شعري بأي رأي ... يختار أعمى على بصير)
وقال: [السريع]
(إن
بني برمك لو شاهدوا ... فعلك بالغائب والشاهد)
(ما اعترف الفضل بيحيى أبا ... ولا انتمى يحيى
إلى خالد)
وقال: [السريع]
(مولاي يا من كل شيء سوى ... نظيره في الحسن موجود)
(إن كنت أذنبت بجهلي فقد ... أذنب واستغفر داود)
ولطائف ابن الحجاج كثيرة وفيما أوردناه منها
كفاية. توفي يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ودفن
في بغداد عند مشهد موسى الكاظم ابن جعفر الصادق رضي الله عنهما وكان أوصى أن يدفن
عند رجليه ويكتب على قبره {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} وكان من كبار شعراء الشيعة
وقد رآه بعض أصحابه في المنام بعد موته فقال له ما حالك فأنشد: [مجزوء الرجز]
(أفسد سوء مذهبي ... في الشعر حسن مذهبي)
(لم يرض مولاي على ... سبي لأصحاب النبي)
ورثاه الشريف الرضي الموسوي بقصيدة ارتجلها حين
أتاه نعيه فقال: [المتقارب]
(نعوه على ضن قلبي به ... فلله ماذا نعى الناعيان)
(رضيع صفاء له شعبة ... من القلب مثل رضيع اللبان)
(بكيتك للشرد السائرات ... تعبث ألفاظها بالمعاني)
(مواسم ينهل منها الحيا ... بأشهر من مطلع الزبرقان)
(جوائف تبقى أخاديدها ... عماقا وتعفو ندوب الطعان)
(تبض إلى اليوم آثارها ... بأحمر من عائد الطعن قاني)
(قعاقعهن تشن الحتوف ... إذا هن أوعدن لا بالشنان)
(وما كنت أحسب أن المنون ... تفل مضارب ذاك اللسان)
(لسان هو الأزرق القعضبي ... تمضمض في ريقه الأفعواني)
(له شفتا مبرد الهالكي ... أنحى بجانبه غير واني)
(إذا لز بالعرض مبراته ... تصدع صدع الرداء اليماني)
(يرى الموت أن قد طوى مضغة ... ولم يطو إلا غرار
السنان)
(فأين تسرعه للنضال ... وهباته للطوال اللدان)
(يسل الجوائح سل السياط ... ويلوي الجوانح لي العنان)
(فإن شاء كان حران الجماح ... وإن شاء كان جماح الحران)
(يهاب الشجاع غذاميره ... على البعد منه مهاب الجبان)
(وتعنو الملوك له خيفة ... إذا راع قبل اللظى بالدخان)
(وكم صاحب كمناط الفؤاد ... عناني من يومه ما عناني)
(قد انتزعت من يدي المنون ... ولم يغن ضمي عليه بناني)
(فزال زيال الشباب الرطيب ... وخانك يوم لقاء الغواني)
(ليبك الزمان طويلا عليك ... فقد كنت خفة روح الزمان)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|