الفـصل الحادي عـشر

الإتصالات 

يهدف هذا الفصل الى :

ــ استيعاب طبيعة الاتصالات .

ــ التعرف على أهمية الاتصالات .

ــ توضيح عناصـر الاتصال .

ــ دراسة انواع الاتصالات .

ــ معرفة معوقات الاتصالات الادارية .

الاتصالات الاداريـة

Administrative Communications

مقدمة : Introduction

تعتبر الاتصالات ذات أهمية كبيرة في المنظمات الإدارية وخاصة الكبيرة منها حيث أنه كلما زاد اتساع الفجوة بين المستويات العليا والدنيا داخل التنظيم كلما دعت الحاجة إلى الاتصال ومن هنا سوف نناقش موضوع الاتصالات الإدارية بتناول طبيعة وأهمية ومفهوم الاتصالات وعناصر الاتصالات وأنواعها ، ثم نركز على الاتصالات وصناعة القرار ومعوقات الاتصالات الإدارية والتغلب على معوقات الاتصال . 

طبيعة الاتصالات: The Nature of communication

ترتبط طبيعة الاتصالات كظاهرة اجتماعية بحاجات الأشخاص، وإشباعها، حيث يلزم ممارسة الاتصال لإشباع الحاجات حسب تعددها وتنوعها، فالفرد يتعامل في ممارسة جوانب حياته اليومية مع عدد كبير من المنظمات على اختلاف أنواعها، وطبيعة النشاط، والهدف من قيامها، والحجم والمسئولية التي تضطلع بها المنظمة ^{(1) .}

وتتفق طبيعة الاتصال مع طبيعة نشاط أي منظمة ، فيمثل الاتصال الركائز الرئيسية التي تعتمد عليها المنظمة في تحقيق أهدافها من جانب، وبالاستمرارية التي تقوم عليها المنظمة من جانب آخر، حيث يفترض في قيام أي منظمة البقاء والاستمرار في مزاولة مهامها ونشاطها، سواء كانت هذه المهام عبارة عن إنتاج سلعة معينة أو تقديم خدمة للمجتمع بمقابل أو بدون مقابل بمعنى أن المنظمة كونها تهدف إلى الربح، أو إلى رفاهية المجتمع فهي تزاول وتعتمد على الاتصال ⁽²⁾

فالمنطمة تحتاج عند ممارسة أنشطتها إلى موارد مادية وطبيعية، وفي عملية التدبير لهذه الموارد تجري العديد من الاتصالات، وفي حالة تدبير الإمكانات المادية والبشرية يستمر الاتصال على مستويين، حيث يتمثل المستوى الأول في الاتصال بين الإدارة وبين العاملين في المنظمة، من حيث تنفيذ المهام والانضباط ، وإصدار القرارات من قبل الإدارة وتوجيهها إلى العاملين لتنفيذه، والتعميمات والإجراءات اللازمة لأداء العمل لكي يعرف كل شخص دوره بالتحديد لخدمة أهداف المنظمة، وواجباته ومسئولياته، أما المستوى الثاني من الاتصال فيتم بين العاملين داخل المنظمة لتبادل المعلومات والأفكار حول موضوعات تهم المنظمة وقد تنشأ الحاجة للاتصال بين العاملين لتجميع المعلومات والتي قد لا تكون ذات صلة بالمنظمة أو لا تهم المنظمة، إلا أنها بحكم التفاعل الاجتماعي والحاجات الحسية لدى العاملين تصبح ذات أهمية ⁽³⁾ .

وتنشأ حاجة الاتصال لدى طرفي الاتصال في تبادل المعلومات فيما بينها فعلى سبيل المثال لو تقدم شخص ما لطلب عمل في منظمة ما، حينئذ يحرص كل طرف على معرفة الكثير عن الآخر⁽⁴⁾ . فالمدير في المنظمة يأمل أن يعرف الكثير عن مطالب العمل من حيث الخبرة والمؤهل العلمي، والمظهر، والفطنة وحسن الخلق والتصرف ، وما شابه ذلك ويهتم طالب الوظيفة بمعرفة طبيعة الوظيفة والمزايا المالية وعن فروع ومكان المنظمة وعدد العاملين بها وهكذا، وتعرف طبيعة هذا الاتصال بالاتصال ذي الطرفين حيث يختلف عن الاتصال ذي الطرف الواحد، حيث يحتل الأخير إصدار القرارات وتعميمها من قبل الإدارة وعلى العاملين الالتزام بها. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1- سعيد يس عامر، الاتصالات الإدارية والمدخل السلوكي لها ، الرياض: دار المريخ، ۱۹۸۹م)، ص۳۰.

2- نفس المرجع، ص 31 .

3- نفس المرجع ص31 . 

4- أسماء سيد حمود، " الاتصالات وإنتاجية الفرد "، الكفاية الإنتاجية، س۲۸، ع1، (1984)، ص 47 - 62 .