أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
2163
التاريخ: 31-1-2023
1305
التاريخ: 2023-03-23
1519
التاريخ: 2024-08-04
498
|
قال تعالى : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة : 29] .
الآية ـ محل البحث (وما يليها من الآي) ـ تبيّن تكليف المسلمين ووظيفتهم إزاء أهل الكتاب.
وفي هذه الآيات جعل الإِسلام لأهل الكتاب سلسلة من الأحكام تعدّ حدّاً وسطاً بين المسلمين والكفار ، لأنّ أهل الكتاب من حيث اتّباعهم لدينهم السماوي لهم شبه بالمسلمين ، إلاّ أنّهم من جهة أُخرى لهم شبه بالمشركين أيضاً.
ولهذا فإنّ الإِسلام لا يجيز قتلهم ، مع أنّه يجيز قتل المشركين الذين يقفون بوجه المسلمين ، لأنّ الخطة تقضي بقلع جذور الشرك والوثنية من لكرة الأرضية ، غير أنّ الإِسلام يسمح بالعيش مع أهل الكتاب في صورة ما لو احترم أهل الكتاب الإِسلام ، ولم يتآمروا ضده ، أو يكون لهم إعلام مضاد.
والعلامة الأُخرى لموافقتهم على الحياة المشتركة السلمية مع المسلمين هي أن يوافقوا على دفع الجزية للمسلمين ، بأن يعطوا كل عام إِلى الحكومة الاسلامية مبلغاً قليلا من المال بحدود وشروط معينة....... وشروط معينة سنتناولها في البحوث المقبلة إن شاء الله.
وفي غير هذه الحال فإنّ الإِسلام يصدر أمره بمقاتلتهم ، ويوضح القرآن دليل شدة هذا الحكم في جمل ثلاث في الآية محل البحث :
إذ تقول الآية أوّلا : (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ).
لكن كيف لا يؤمن أهل الكتاب ـ كاليهود والنصارى ـ بالله وباليوم الآخر ، مع أننا نراهم في الظاهر يؤمنون بالله ويقرون بالمعاد أيضاً ؟
والجواب : لأنّ إيمانهم مزيج بالخرافات والأوهام ، أمّا في مسألة الإِيمان بالمبدأ وحقيقة التوحيد ، فلأنّه :
أوّلا : يعتقد طائفة من اليهود ـ كما سنرى ذلك في الآيات المقبلة ـ أن عزيراً ابن الله ، كما يتعقد المسيحيون عامّة بألوهية المسيح والتثليث
[الله والابن وروح القدس].
وثانياً : كما يُشار إليه في الآيات المقبلة ، فانّ كلاّ من اليهود والنصارى مشركون في عبادتهم ، ويعبدون أحبارهم ـ عمليّاً ـ ويطلبون منهم العفو والصفح عن الذنب ، وهذا ممّا يختصّ به الله ، مضافاً إِلى تحريف الأحكام الإلهية بصورة رسمية.
وأمّا إيمانهم بالمعاد فإيمان محرّف ، لأنّ المعاد كما يستفاد من كلامهم منحصر بالمعاد الروحاني ، فبناءً على ذلك فإنّ إيمانهم بالمبدأ مخدوش ، وإيمانهم بالمعاد كذلك.
ثمّ تشير الآية إِلى الصفة الثّانية لأهل الكتاب ، فتقول : (ولا يحرمّون ما حرم الله ورسولُه).
ومن الممكن أن يكون المراد من كلمة «رسوله» نبيّهم موسى أو عيسى (عليهما السلام) ، لأنّهم لم يكونوا أوفياء لأحكام دينهم ، وكانوا يرتكبون كثيراً من المحرمات الموجودة في دين موسى أو عيسى ، ولا يقتصرون على ذلك فحسب ، بل كانوا يحكمون بحليتها أحياناً.
ويمكن أن يكون المراد من «رسوله» نبيَّ الإِسلام محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أي إنّما أمر المسلمون بمقاتلة اليهود والنصارى وجهادهم إيّاهم ، لأنّهم لم يذعنوا لما حرّمه الله على يد نبيّه ، وارتكبوا جميع أنواع الذنوب. وهذا الإِحتمال يبدو أقرب للنظر ، والشاهد عليه الآية (33) من هذه السورة ذاتها ، {وَالَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} وسنقف على تفسيرها قريباً ، إذ تقول : (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ).
أضف إِلى ذلك حين ترد كلمة (رسوله) في القرآن مطلقةً فالمراد منها النّبي (محمّد) (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولو سلّمنا بأنّ المراد من (رسوله) هنا نبيّهم ، فكان ينبغي أن تكون الكلمة (تثية) أو جمعاً ، كما جاء في الآية (13) من سورة يونس {وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} [يونس : 13] ونظير هذا التعبير في القرآن ملحوظ ويمكن أن يقال : إنّ الآية في هذه الصورة ستكون من باب تحصيل الحاصل أو توضيح الواضح ، لأن من البديهي أن غير المسلمين لا يحرمون ما حرمه الإِسلام.
لكن ينبغي الإِلتفات إِلى أنّ المراد من هذه الصفات هو بيان علة جواز جهاد المسلمين اليهود ومقاتلتهم إيّاهم. أي يجوز أن تجاهدوا اليهود والنصارى ـ لأنّهم لا يحرمون ما حرم الإِسلام إرتكبوا كثيراً من الآثام ـ إذا واجهوكم وخرجوا عن كونهم أقلية مسالمة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|