هناك مجموعة متباينة ومتعددة من العوامل التي عملت بشكل فاعل في ترسيخ العامل الاساس الذي كان وراء نشأة المدن ونموها وتطورها ومن اهم هذه العوامل هي:

العامل الديني:

للعامل الديني دور بارز في نشوء المدن وتطورها وذلك لوجود علاقات وثيقة بين المدينة والدين، فيذكر فوستال دي كولانج بأن مصطلح (urban) قد اشتق من (urbs)  التي تعني المكان المقدس، ولذا ساد الاعتقاد بأن انشاء المدينة يُعد عملاً دينياً. وكانت المعابد بكونها بيوت الآله تحتل مركز المدينة باعتبارها بيوت الالهة وقد تحددت شبكة الطرق لتصب فيها. وعليه سُميت بأسماء الالهة الموجودة فيها ولذلك اطلق عليها المصريون كلمة بوصير تعني بيت الآله، وظهرت في اليونان اثينا كمعبد للآله اثينا. وعليه فقد لعب العامل الديني الدور الاساس في نشأة الكثير من المدن سواء كان ذلك بصورة مباشرة ،عندما تتحلق الوظائف المتنوعة حول المنشأة الدينية التي تعد المحور الوظيفي والتخطيطي والمعماري في المدينة وخير مثال على ذلك مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتان اسستا لأغراض عبادية، اما بالنسبة الى الدور غير المباشر للدين فيتمثل في اقامة الكثير من مدن المراحل التي تظهر على هيئة محطات لراحة قاصدي المدن الدينية، وتظهر تلك المدن على طرق النقل الرئيسية المتجهة نحو المدن العربية ومثال ذلك المستوطنات الموجودة بين بغداد ومكة المكرمة.