يوجد في معظم الاحماض الدهنية اللامشبعة الموجودة في الطبيعة روابط مضاعفة مقرونة

تأخذ السلاسل الكربونية في الأحماض الدهنية المشبعة شكل انط المتكسر عند بسطها، مثلما يحدث في درجات الحرارة المنخفضة. أما في درجات الحرارة المرتفعة فإن بعض الروابط تدور، فينقص طول السلسلة (يقصر)، وهذا يفسر لماذا تصبح الأغشية أقل ثخانة مع ارتفاع درجة احرارة. كما يحدث نمطأ من المصاوغة الهندسية (Geometric isomerism) في الأحماض الدهنية اللامشبعة، بحسب اتجاه الذرات أو الزمر الواقعة حول محاور الروابط المضاعفة. فإذا كانت سلاسل الأسيل بجهة الرابطة نفسها فإنه يكون من النمط- مقرون Cis - مثل حمض الأولييك، أما إذا كانت بجهة معاكسة فإن النمط هو مفروق Trans - مثل حمض الإيلايديك وهو المصاوغ غير الطبيعي حمض الأولييك (الشكل 16-5).

وتكون تقريباً كل الأحماض الدهنية طويلة السلسلة غير المشبعة الموجودة في الطبيعة هي على الشكل -Cis مقرون، حيث تكون الجزيئات منحنية بزوايا 120؛ عند الرابطة المضاعفة. لذلك ياخذ حمض الأولييك الهيئة L، بننما يبقى حمض الإيلايديك مستقيما عند رابطته المضاعفة المفروقة. ويؤدي ازدياد عدد الروابط المضاعفة المقرونة في احمض الدهني إلى تعدد الأشكال الفراغية الممكنة للجزيء الواحد، فمثلا حمض الأراكيدونيك، الذي يحوي أربع روابط مضاعفة مقرونة، قد يأخذ هيئة U أو شكل حليقي (مفتل). وقد يكون لذلك أهمية كبيرة لتسهيل الحشو الجزيئي في الأغشية وعلى المواقع التي تشغلها الأحماض الدهنية في جزيئات أكثر تعقيدا مثل الشحميات الفسفورية. إن وجود الروابط المضاعفة المفروقة سوف يبدل هذه العلاقات الفراغية. توجد الأحماض الدهنية المفروقة في بعض الأطعمة، وينشأ معظمها كناتج ثانوي في أثناء عملية إشباع الأحماض الدهنية بوساطة الهدرجة، أو تصليد (تقسية) الزيوت الطبيعية في مصانع المرجرين. كما أنها مساهمة صغيرة إضافية تأتي من تناول دهن المجترات احاوي أحماضاً دهنية مفروقة تنشأ عن تأثير الأحياء المجهرية في الكرش.