يقوم المصور الفوتوغرافى بدور كبير ومتزايد الأهمية ضمن طاقم كل جريدة يومية كبيرة كانت أم صغيرة ، مع اتساع حقل التصوير الصحفي . ويتمثل عمل المصور الفوتوغرافي بالجريدة في تسجيل أخبار وأحداث اليوم المتطورة التي تستدعي المعالجة التصويرية في صورة واحدة أو سلسلة من الصور السريعة والواقعية . وربما يلتقط صورا مطلوبة من إدارات الأخبار ، والرياضة ، وصفحة المرأة ، ومحرري التسلية ، وكذلك إدارتي الترويج والإعلانات . وفيما تختص بالأطقم الضخمة المكونة من 20 فردا أو أكثر من المصورين والفنيين فإن أفراد الطاقم يروجون لنوعيات معينة من الإنتاج ويصبحون متخصصين في هذه المجالات ، ويمثل الفرد الواحد موهبة في قيامه بتصوير حدث رياضي حي من زوايا غير عادية ، بينما يتميز آخر بمهارة خاصة في التقاط صور الموضة والصور الاجتماعية لتحاشي " أوضاع متحف الشمع " البالغة الجمود في الكثير من المناظر التي تعبر عن الملامح الجامدة والسابق ترتيبها .

إن قيام أطقم التصوير بالتخطيط للتغطية التصويرية يشبه في دقته ترتيب التغطية الإخبارية التي يقوم بها المخبرون الصحفيون . ومن المعتاد أن تكون صور الأنباء التي تنطبع في الذاكرة ناتجة عن وجود مصور يعرف كيف تختار الموقع المناسب في الوقت المناسب ، بالإضافة إلى غريزة المصور في اختيار اللحظة الحرجة في الموقف الإخباري وقدرته الفنية لالتقاط صورة فعالة عندما تحين تلك اللحظة .

وقد تطور التصوير الصحفي بالقياس إلى تلك الأيام التي كان يتم فيها تعليم ولد عدواني صغير محدود التعليم أجزاء الكاميرا ثم يدفع به لكي يطارد سيارة الإسعاف ويصورها . أما اليوم فإن العديد من مصوري الأنباء قد تلقوا تعليما جامعيا أو درسوا في مدارس فنية لتخريج المصورين المحترفين . وهم ينظرون إلى التصوير الصحفي كوظيفة مرموقة ، ويعرفون أن إيراداتهم ستزداد حسب مهارتهم . وليس التصوير الإخباري مجالا يعمل فيه الشخص الخجول فلا بد أن يكون المصور مستعدا أحيانا للنضال من أجل الحصول على الصورة ، وعلى كل حال فإن المفهوم السائد  عن المصور بوصفه شخصا وقحا ومتهورا ، يندفع في غير اكتراث إلى وسط الأشياء ، مفهوم غير صحيح ومضلل . وفى الجريدة الكبرى تتراوح معدات المصور ما بين آلة التصوير ماركة بيرثا الضخمة مقاس vx5 ذات العدسة ٢٨ بوصة ، إلى الة التصوير مقاس 35 ملليمترا أو ...... ويتجه التيار نحو استخدام معدات صغيرة لا تلفت الأنظار . أما نوعية الصور التي ينتجها المصور فإنها تتراوح ما بين الصورة الكبيرة التي تغطى منطقة فسيحة ، حتى الصور المقربة للأشياء الصغيرة مثل دبلة الزواج ، ويستطيع المصور أن يكون على اتصال دائم بمكتبه في الجريدة عن طريق جهاز راديو يحقق الاتصال في الاتجاهين ( إرسال واستقبال ) . أما الجرائد الصغرى فقد تستخدم مصورا أو اثنين فقط . أما في الجرائد الأسبوعية فإن المحرر يلتقط ينفسه الصور التي يحتاج إليها . أما المخبر الصحفي الذي يستطيع التقاط الصور وكذلك المصور الذي يستطيع القيام بدور المخبر الصحفي فكلاهما مطلوب في الجرائد الصغرى ، وينال أجرا أكبر من ذلك الذي يتمتع بإحدى الموهبتين دون الأخرى .

ويحصل مصورو الجرائد على نفس الأجر الذي يحصل عليه المخبرون الصحفيون حسب المستويات النقابية . وهم في الغالب يحصلون بالإضافة إلى أجورهم العادية على أجور تكميلية وكذلك أجرا عن ساعات العمل الإضافية ، مثل تصوير حفلات عقد القران غير المدرجة في كشف العمل بالجريدة ، كما أنهم يحصلون على أجور مقابل الصور ذات القيمة الخبرية التي يقدمونها للنشر . وتوظف الجرائد الكبرى أيضا محررين للتصوير يقدمون الصور وينسقونها كما يشرفون على نشر جميع الصور بما فيها الصفحات المصورة .

وتشبه حركات نقل المصورين ذوى الخيرة بين وسائل الاتصال نفس الحركات الخاصة ينقل الكتاب والمحررين ، وقد يظل المصور يعمل بالصحافة على مدار حياته المهنية . وقد ينتقل إلى طاقم التصوير بإحدى محطات التليفزيون أو إحدى المجلات . وقد يختار الدخول في حقل التصوير التجاري أو الصناعي ، ولكنه حيثما ذهب بصحبة آلة التصوير فإن خيرته الصحفية في سرعة تقدير المواقف  والناس لا تقدر بثمن .