النقل المائي:  Water transport

عُرف النقل المائي منذ زمن بعيد، فقد أسهم بدور كبير في قيام وتطور الحضارات القديمة، فقد ارتبطت الحضارة المصرية القديمة بنهر النيل، فهو الذي تحكم في التركيز السكاني من حوله للقيام بأنشطتهم المختلفة، وهو الذي ربط بين أجزاء وادي النيل كطريق للنقل مما أدى إلى التلاحم بين سكان مصر قديماً مما ساعد علي كشف وسط إفريقيا، كما كان لنهري دجلة والفرات في العراق دورهما الهام في نشأة الحضارات القديمة من بابليين وأشوريين وغيرهم، وكذلك في الصين حول نهر الهوانجهو، وفي الهند حول نهر الجانج، ونهر سنت لورنس st.lawrence الذي ساعد الفرنسيين علي التعمق في كندا، ونهر المسيسبي mississipi وغيره من انهار قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية التي ساعدت علي تعمير القارتين وعلي  قيام الحضارات القديمة للهنود الحمر ممثلة في حضارات الأنكا والارتك  والمايا، ومن بعد ذلك استخدمت هذه الأنهار في تعمير وكشف أجزاء كانت مجهولة في داخل الأمريكيتين ووسط إفريقيا.

 ويُعد النقل النهري  المدرسة الأولى التي تعلم فيها الإنسان فنون الملاحة وعرف أهميتها, وقد لعب النقل المائي عبر البحار والمحيطات دوراً هاماً في الربط بين جميع أرجاء العالم، فقد استخدم من قبل المصريين القدماء للحصول علي ورق البردي وعلي أخشاب الأرز لصناعة السفن وللحصول علي البخور، وفي كشف مناطق جديدة.

وقد تطور النقل المائي نتيجة التقدم المائي التكنولوجي الحديث، وتزايد  السكان وشدة الحاجة إلى التوسع والتعمير والاستفادة من الموارد المتنوعة في مختلف بقاع الأرض، فأنشئت وسائل النقل المائي التي تتفق مع جميع طرق النقل المائي سواء كانت الأنهار أو البحيرات أو البحار والمحيطات، كما أنشئت السفن التي تلاءم كل أنواع السلع، ولم تعد هناك من عقبات أمام حركة النقل المائي لما له من أهمية كبيرة، فقد أصبح يشكل الآن أهم وسائل النقل نظراً لقلة تكاليف النقل المائي من جانب ولإمكانه القيام بنقل كميات كبيرة من السلع تفوق كثيرا ما يقوم به النقل بالسيارات أو القطارات السكك الحديدية، ولإمكانه الوصول إلى مناطق لا تستطيعها القطارات أو السيارات.

والنقل المائي بصورة المختلفة يتركز في: نقل مائي داخلي يتمثل في الأنهار والبحيرات والقنوات، ونقل مائي بحري يرتبط بالبحار والمحيطات.