أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/12/2022
1531
التاريخ: 2024-08-27
372
التاريخ: 23-4-2022
1901
التاريخ: 23-9-2021
1769
|
وظيفة الإنسان - ككائن أخلاقي - هي المحافظة على حد الاعتدال لكل واحدة من القوى الثلاث (الشهوية والغضبية والفكرية) .
والمراد بحد الاعتدال - هو الوسط الأخلاقي - أي استعمال كل قوة على ما ينبغي ليجلب بها السعادة .
وقد جعل العلماء حد الاعتدال في القرة الشهوية هي العفة ، والجانبين - الإفراط والتفريط - الشره ، والخمول .
وفي القوة الغضبية الشجاعة، والجانبين التهور، والجبن.
وفي القوة الفكرية الحكمة، والجانبين الجربزة ، والبلادة.
ثم قالوا : إن في اجتماع تلك الملكات في النفس تحصل ملكة رابعة ، وهي العدالة، والمراد بها هي وضع كل شيء موضعه الذي ينبغي له، وبها يمكن الإنسان أن يحافظ على حد الاعتدال في القوى الثلاث ، فيخرج عن الظلم والانظلام.
وهذه الأربعة هي أصول الأخلاق الفاضلة ، تكون نسبتها إليها كنسبة الجنس إلى النوع ، وهي كثيرة - كالجود والسخاء والقناعة والشكر والصبر ونحو ذلك — كما هو مفضل في كتب الأخلاق .
وهذا هو التقسيم الشايع بين علماء الأخلاق منذ عصر أرسطو ، وهو لا يخلو عن المناقشة ، ولكن الأمر سهل بعد أن كان ذلك لأجل تصنيف الفضائل والرذائل ، والتمييز بينها.
إلا أن للقرآن نظرية خاصة في الوسط ، تغاير النظريات الأخرى، فقد اعتمد القرآن على التقوى التي ورد ذكرها فيه أكثر من مائتين وخمسين مرة ، قال تعالى : {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس : 8] ، واعتبرها محور الكمالات الإنسانية ومعيار الفضائل، قال تعالى : {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة : 189] ، وقال تعالى : {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [النمل : 53] ، وقال تعالى : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [المائدة : 27] ، وقال تعالى : {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 102] ، وقال تعالى : {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة : 197] ، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة : 4] ، وقال تعالى : {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [البقرة : 194].
والمراد من التقوى في نظر القرآن : هي الجهد المحمود — الحاصل من الفرد — المتواصل في خدمة التكليف، في جميع نشاطاته وعلاقاته مع نفسه ، ومع ربه ، والناس أجمعين، وهذا هو المراد مما ورد في النصوص الكثيرة بأنها ، إتيان الواجبات وترك المحرمات ".
وتظهر أهمية هذا الملاك عن نظرية ((الوسط العادل ، أي : تجنب الإفراط والتفريط في أنه يربط بين العمل والنية ، فلا يمكن التفكيك بينهما ، فيعتبر العمل بلا نية ، لا قيمة له، كما أن النية الخالية عن أي عمل ، لا ثمرة لها ، كما يظهر ذلك بوضوح من الآيات التي تقارن بين التقوى والعمل الصالح ، كما تقدم .
قال تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [آل عمران : 50].
كما أن بالتقوى يصير الإنسان باراً ، ويصبح من الصديقين ، وإن بها يتهيأ لقبول الملكات الفاضلة ، ويحدد سلوكه الأخلاقي، وبها يصير الإنسان عادلا موفقاً بين رغباته وأحاسيسه وعواطفه ، فهي المقياس الحسي للفضائل ، يسهل معرفته لكل أحد ، ويسلم عن الخطأ والالتباس من دون أن يقع في متاهات لكتاب الفضائل وإزالة الرذائل .
وأخيراً هي القاعدة العامة التي يمكن التوفيق بها بين سائر التكاليف ، ويجلب بها الكمال ، والدين الذي أمرنا باتباعه.
وبها صارت هذه الأمة وسطاً في جميع الشؤون .
نعم ، لها مراتب.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|