المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

من مصادر مستدرك الوسائل / كتاب (الشهاب) للقاضي القضاعيّ.
2024-01-20
نقض العهد وعدم الوفاء به!
8-1-2021
Alginates
21-3-2016
الحق في حرية الرأي والعقيدة والدين
22-10-2015
المعنى اللغوي للموت
6-2-2016
نيوترينو neutrino
21-6-2017


تقوية بنية الشيعة الاقتصادية  
  
3391   04:29 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص409-411.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / التراث الكاظميّ الشريف /

لا شكّ انّ كلّ حركة ومجموعة لها هدف مشترك تحتاج لتنظيم قواتها إلى مصادر مالية تحقيقاً لتلك الأهداف حيث تصاب جميع نشاطاتها وفعالياتها بالشلل عند انقطاع الدعم المالي عنها ؛ فكانت الشيعة ووفقاً لهذا المبدأ العام تحتاج دائماً إلى دعم مالي لاستمراريتها وتحقيق أهدافها المقدسة غير انّ رموزها المناضلة كانت وفي مختلف مراحل التاريخ تعاني من الضغط الاقتصادي، وكثيراً ما كانت الحكومات ولأجل القضاء عليهم تمارس ذلك الضغط ومن خلال طرق عديدة ؛ وفي هذا المجال توجد مضافاً إلى سلب فدك من فاطمة الزهراء (عليها السَّلام) الذي كان بدافع سياسي ولأجل زعزعة موقف أمير المؤمنين وبني هاشم الاقتصادي نماذج كثيرة في تاريخ الإسلام، والتي منها سياسة معاوية ازاء الشيعة لا سيما بني هاشم، ومن الأساليب التي تمسّك بها معاوية لأخذ البيعة من الحسين بن علي (عليمها السَّلام) لولاية عهد ابنه هو امتناعه من دفع العطاء إلى بني هاشم من بيت المال خلال سفره إلى المدينة حتى يضغط عليه من خلال ذلك ويجبره على البيعة.

والنموذج الآخر هو الحظر الاقتصادي الذي فرضه أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الثاني، فقد طبّق سياسة التجويع وإفقار الرعية على نطاق واسع، وكان دافعه من وراء ذلك هو أن يجعل الناس جياعاً وفي فاقة وحاجة إليه، وأن يكون شغلهم الشاغل هو ملء بطونهم حتى لا يبقى لديهم مجال للتفكير في القضايا الاجتماعية الكبرى وقد بيّن ذات يوم وبحضور جمع من خاصته من رجال البلاط و بلهجة مشينة دافعه من تجويع الناس وقال: صدق الأعرابي حيث يقول أجع كلبك يتبعك وكان نصيب الشيعة العلويين من سياسة الضيق والحظر الاقتصادي أكثر من غيرهم، لأنّهم كانوا دائماً على رأس المخالفين والمناضلين للخلفاء الظالمين ؛ وعلى كلّ لم تكن خلافة هارون مستثناة من هذه الخطة العامة أيضاً، لأنّه وبعد ان استولى على بيت المال وصرفها على ملذّاته ولهوه ورغباته هو ومن حوله، راح يمنع الشيعة من حقوقهم المشروعة ليضعفهم من خلال ذلك ؛ وكسب علي بن يقطين صاحب الإمام المخلص الوفي ثقة هارون على الرغم من سعاية أعداء الشيعة به لديه وتسلّم وزارة العالم الإسلامي الكبير ويعرف خطورة هذا الأمر وأهميته فلم يأل جهداً في توظيف جميع الامكانيات لأجل دعم الشيعة وحمايتهم خاصة دعمهم مالياً وإيصال خمس ماله الذي كان يشكل مبلغاً ضخماً و يبلغ المائة والثلاثمائة ألف درهم أحياناً إلى الإمام الكاظم، ونحن نعلم انّ الخمس دعامة مالية للحكومة الإسلامية وقال ابن علي بن يقطين: كان أبو الحسن الكاظم إذا أراد شيئاً من الحوائج لنفسه أو ممّا يعني به من أموره كتب إلي أبي يعني علياً اشتر لي كذا و كذا واتخذ لي كذا و كذا وليتول ذلك هشام بن الحكم ولم يذكر هشاماً إلاّ فيما يعنى به من أُموره ؛ ولما قدم موسى بن جعفر (عليمها السَّلام) العراق قال علي بن يقطين : أما ترى حالي وما أنا فيه يشتكي إليه من عمله في الوزارة فقال (عليه السَّلام ) : يا علي إن للّه تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي ؛ وقد سأل علي بن يقطين الإمام مرة أُخرى وقال: ما تقول في أعمال هؤلاء؟ قال (عليه السَّلام ) : إن كنت لابدّ فاعلاً فاتق أموال الشيعة; فأطاع علي الإمام وكان يجيبها من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر وسبب ذلك هو انّ حكم هارون لم يكن حكماً إسلامياً ليجب امتثال قوانينها على المسلمين فقد كانت الولاية والخلافة لموسى بن جعفر (عليهما السَّلام) الذي كان ابن يقطين يعيد الأموال إلى الشيعة بأمره .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.