المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



فضائل ابو الحسن العابد (عليه السلام)  
  
4127   05:47 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص328-332.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

قال ابن حمدون في تذكرته قال موسى بن جعفر (عليه السلام) وجدت علم الناس في أربع أولها أن تعرف ربك و الثانية أن تعرف ما صنع بك و الثالثة أن تعرف ما أراد منك و الرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك معنى هذه الأربع الأولى وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللطف الثانية معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها الشكر و العبادة الثالثة أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك و ندبك إلى فعله لتفعله على الحد الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب الرابع أن تعرف الشيء الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه. قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى غفر الله : له ذنوبه بكرمه و أجراه على عوائد ألطافه و نعمه مناقب الكاظم (عليه السلام) و فضائله و معجزاته الظاهرة و دلائله و صفاته الباهرة و مخائله تشهد أنه افترع قبة الشرف و علاها و سما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها و ذللت له كواهل السيادة فركبها و امتطاها و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها و اصطفاها .

تركت و الحسن تأخذه      تصطفي منه و تنتحب

وانتفت منه أحاسنه      واستزادت فضل ما تحب

طالت أصوله فسمت إلى أعلى رتب الجلال و طابت فروعه فعلت إلى حيث لا تنال يأتيه المجد من كل أطرافه و يكاد الشرف يقطر من أعطافه.

أتاه المجد من هنا وهنا       وكان له بمجتمع السيول

 السحاب الماطر قطرة من كرمه و العباب الزاخر نغبة من نغبه و اللباب الفاخر من عد من عبيده و خدمه كأن الشعرى علقت في يمينه ولا كرامة للشعرى العبور و كأن الرياض أشبهت خلائقه و لا نعمى لعين الروض الممطور و هو (عليه السلام) غرة في وجه الزمان و ما الغرر و الحجول و هو أضوأ من الشمس و القمر و هذا جهد من يقول بل هو و الله أعلى مكانة من هذه الأوصاف و أسمى و أشرف عرقا من هذه النعوت و أنمى فكيف تبلغ المدائح كنه مقداره أو ترتقي همة البليغ إلى نعت فخاره أو تجري جياد الأقلام في جلباب صفاته أو يسري خيال الأوهام في ذكر حالاته ؛ كاظم الغيظ و صائم القيظ عنصره كريم و مجده حادث و قديم و خلق سؤدده وسيم و هو بكل ما يوصف به زعيم الآباء عظام و الأبناء كرام و الدين متين و الحق ظاهر مبين و الكاظم في أمر الله قوي أمين و جوهر فضله عال ثمين و واصفه لا يكذب و لا يمين قد تلقى راية الإمامة باليمين فسما (عليه السلام)  إلى الخيرات منقطع القرين و أنا أحلف على ذلك فيه و في آبائه و أبنائه (عليه السلام)  باليمين.

كم له من فضيلة جليلة و منقبة بعلو شأنه كفيلة و هي و إن بلغت الغاية بالنسبة إليه قليلة و مهما عد من المزايا و المفاخر فهي فيهم صادقة و في غيرهم مستحيلة إليهم ينسب العظماء و عنهم يأخذ العلماء و منهم يتعلم الكرماء و هم الهداة إلى الله فبهداهم اقتده و هم الأدلاء على الله فلا تحل عنهم و لا تنشده و هم الأمناء على أسرار الغيب و هم المطهرون من الرجس و العيب و هم النجوم الزواهر في الظلام و هم الشموس المشرقة في الأيام و هم الذين أوضحوا شعار الإسلام و عرفوا الحلال من الحرام من تلق منهم تقل لاقيت سيدا و متى عددت منهم واحدا كان بكل الكمالات منفردا و من قصدت منهم حمدت قصدك مقصدا و رأيت من لا يمنعه جوده اليوم أن يجود غدا و متى عدت إليه عاد كما بدا المائدة و الأنعام يشهدان بحالهم و المائدة و الأنعام يخبران بنوالهم فلهم كرم الأبوة و البنوة و هم معادن الفتوة والمروءة و السماح في طبائعهم عزيزة و المكارم لهم شنشنة و نحيزة و الأقوال في مدحهم و إن طالت وجيزة بحور علم لا تنزف و أقمار عز لا يخسف و شموس مجد لا تكسف مدح أحدهم يصدق على الجميع و هم متعادلون في الفخار فكلهم شريف رفيع بذوا الأمثال بطريفهم و تالدهم و لا مثيل و نالوا النجوم بمفاخرهم و محامدهم فانقطع دون شأوهم العديل و لا عديل فمن الذي ينتهي في السير إلى أمدهم و قد سد دونه السبيل أمن لهم يوم كيومهم أو غد كغدهم و لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم صلاة نامية الأمداد باقية على الآباد مدخرة ليوم المعاد إنه كريم جواد .  




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.