أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016
1778
التاريخ: 18-1-2017
1659
التاريخ: 1-2-2017
3759
التاريخ: 5-2-2017
1708
|
ذكر حلف الفضول [1] عن حبيب [2] عن أبي [3] البختري
قال: حدثني الضحاك [4] بن عثمان [5] بن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: سمعت حكيم [6] بن حزام يقول: كان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار ورسول الله صلى الله عليه يومئذ ابن عشرين سنة وبينه وبين الفيل عشرون سنه، قالوا: وكان الفجار في شوال وكان الحلف في ذي القعدة وكان هذا الحلف أشرف حلف [7] جرى، وكان أول من تكلم فيه ودعا إليه الزبير ابن عبد المطلب بن هاشم وذلك أن الرجل من العرب أو غيرها من العجم ممن كان يقدم بالتجارة ربما ظلم [8] بمكة، وكان الذي جر ذلك أن رجلا من بني زبيد قدم بسلعة فباعها من العاص بن وائل السهمي فظلمه ثمنها، فناشده الزبيدي في حقه قبله [فلم يعطه-] [9] فأتى الزبيدي الأحلاف: عبد الدار ومخزوما [10] وجمح وسهما [11] وعديا [12] ، فأبوا أن يعينوه وزبروه وزجروه، فلما رأى الزبيدي الشر وافى على أبي قبيس [13] قبل طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة وصاح: (البسيط)
يا للرجال لمظلوم بضاعته [14] ... ببطن مكة نأى الحي والنفر
إن الحرام لمن تمت [15] حرامته ... ولا حرام لثوبي لا بس الغدر [16]
قال: فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب وقال: ما لهذا منزل، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جدعان فصنع [17] لهم طعاما فحالفوا في ذي القعدة/ في شهر حرام قياما يتماسحون [18] صعدا وتعاقدوا وتعاهدوا بالله قائلين لنكونن [19] مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة، وفي التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول، وقال الزبير بن عبد المطلب فيه شعرا: (الوافر)
[حلفت لنعقدن [20] حلفا عليهم ... وإن كنا جميعا أهل دار]
نسميه الفضول إذا عقدنا ... يعز به الغريب لدى [21] الجوار [22]
إذا رام العدو له حرابا ... أقمنا بالسيوف ذوي الازورار [23]
ويعلم من حوالي البيت أنا ... أباة الضيم نهجر كل عار
قال: فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن أزهر عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه: «ما أحب أن لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم وأن أغدر به، هاشم وزهرة وتيم تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بل بحر صوفة، ولو دعيت به [24] لأجبت وهو حلف الفضول» ، قال أبو البختري وحدثني معمر عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم قال قال عبد الملك بن مروان لمحمد بن جبير: ما تقول في هذا الحلف- يعني حلف الفضول؟ وعبد الملك يضحك، فقلت: لست منه يا أمير المؤمنين، فقال عبد الملك: أما أنا وأنت فلسنا فيه، فقلت: صدق قول أمير المؤمنين وقلت: فإن ابن الزبير يدعيه، قال: هو والله مبطل، قال أبو البختري: فحدثني الضحاك بن عثمان عن يحيى بن عروة عن أبيه عن حكيم بن حزام/ قال: كان قصي قد جعل الندوة واللواء والرفادة إلى ابنه عبد الدار لأن عبد الدار كان مضعوفا [25] من بين إخوته، وكان إخوته قد شرفوا وقاموا بأنفسهم، فخصه بهذه الخصال ليلحق بهم لا أنه كان أفضلهم عنده ولا أشرفهم، فكان من منجبي [26] الحمقى فكنّ في يده، فلما حضر [27] لعبد الدار جعلهن إلى عمر بن عبد الدار، فقال أمية بن عبد شمس لعمر بن عبد الدار: طب نفسا عن واحدة من هذه الثلاث، فأبى فقال أمية: إذا لأذرعك [28] ، فاستصرخ عمر بن عبد الدار قريشا فقالت بنو مخزوم وجمح وسهم وعدي [29] : نحن نمنع لك هذه الخصال ونحالفك [30] عليها، قال: نعم، فتحالفوا ومنعوها له، قال حكيم: وأقمنا بني أسد وعبد مناف وزهرة وتيم والحارث بن فهر ولم يكن بيننا حلف حتى رجعت قريش من الفجار، فاجتمعت بنو هاشم وتيم وزهرة وأسد [31] والحارث بن فهر على أن يتحالفوا ويمنعوا بمكة كل مظلوم ويسموا ذلك الحلف حلف الفضول، وجمعهم ابن جدعان في داره وصنع لهم طعاما، فتحالفوا بالله قائلين [32] :
لا ننقض [33] هذا الحلف ما بلّ بحر صوفة وأن لا ندع بمكة مظلوما، قال حكيم: ونظرت إلى رسول الله صلى الله عليه قد حضر ذلك الحلف يومئذ في دار ابن جدعان، وكان الذي كتبه بينهم الزبير بن عبد المطلب، قال حكيم:
فلم يكن في قريش حلف إلا الحلف الأول: بنو/ مخزوم وجمح وسهم وعدي وبنو عبد الدار، وهذا الحلف، قالوا: وكانت شيوخ من قريش من بني هاشم وزهرة وتيم يقولون: لم يكن بيننا حلف قط حتى كان هذا الحلف حلف الفضول، وكانت الأحلاف قبل قد تحالفت، ولهذا [34] الحديث رواية ثالثة، وهي عن أبي البختري عن الضحاك بن عثمان عن يحيى بن عروة وابتداء هذا الإسناد [35] : حدثني الضحاك بن عثمان أمر المطيبين والأحلاف [36] رواية ابن الكلبي قالوا: وكان قصي شريف أهل مكة وكان لا ينازع فيها، فأبتنى [37] دار ندوة، ففيها كان يكون أمر قريش وما أرادوا من نكاح أو حرب أو مشورة فيما ينوبهم حتى إن كانت الجارية [38] لتبلغ [39] أن تدرّع فما يشق درعها إلا فيها تيمنا وتشريفا لشأنها، فلما كبر قصي ورقّ جعل الحجابة والندوة والرفادة والسقاية واللواء لعبد الدار وكان بكره [40] وكان ضعيفا [41] فخصه بذلك ليلحقه بسائر إخوته، وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش لضيافة الحاج، فلما هلك قصي قام عبد مناف على أمر قصي وأمر قريش إليه فأقام أمره بعده واختطّ بمكة رباعا بعد الذي كان قطع لقومه، فهلك عبد مناف فكان ما سمينا لبني عبد الدار، ثم إن بني عبد مناف أرادوا أخذ ذلك منهم وقالوا: نحن أحق به، فأبى بنو عبد الدار فتفرقت قريش في ذلك، وكان مع بني عبد مناف زهرة وتيم بن مرة وبنو أسد بن عبد العزى والحارث بن فهر، وكان مع بني عبد الدار سهم وجمح ومخزوم وعدي، وخرجت عامر بن لؤي عن أمر الفريقين جميعا، فبنو عبد مناف وحلفاؤهم المطيبون وعبد الدار وحلفاؤهم الأحلاف، فأخرجت عاتكة بنت عبد المطلب جفنة فيها طيب فغمسوا أيديهم فيها ونحر الآخرون جزرا [42] فغمسوا أيديهم في دمها فسموا الأحلاف، ولعق رجل من بني عدي يقال له الأسود بن حارثة لعقة من دم ولعقوا منه فسموا لعقة الدم، فلما كادوا يقتتلون وعبيت [43] كل قبيلة لقبيلة فعبيت [44] بنو عبد مناف لسهم وعبد الدار لأسد ومخزوم لتيم وجمح لزهرة وعدي للحارث بن فهر، ثم إنهم مشوا في الصلح [45] فاصطلحوا على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية وبني أسد الرفادة وتركت الحجابة والندوة واللواء لبني عبد الدار وليها يومئذ منهم أبو طلحة بن عبد العزى بن عثمان [46] بن عبد الدار وصارت دار الندوة [47] لعامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، فاشتراها معاوية من [48] عكرمة بن عامر بن هاشم بمائة ألف درهم، فهي للإمارة اليوم، قال أبو جعفر [49] : مما فضل الله به العباس بن عبد المطلب مع فضائله أنه لم يكن يحل لأحد أن يبيت بمكة ليالي مني في الحج إلا [50] العباس، أطلق ذلك له دون الناس من أجل السقاية.
________________
[1] تقدم ذكر هذا الحلف بإسناد آخر فيما مر من الكتاب، راجع ص 52 وما بعدها.
[2] هو حبيب بن أبي ثابت، كوفي، تابعي، وثقه أكثر أصحاب الحديث، كان يفتي بالكوفة، ذكره الطبري في طبقات الفقهاء- تهذيب التهذيب 2/ 178- 180.
[3] في الأصل: ابن، اسمه وهب بن وهب، انظر الحاشية رقم 4 ص 160.
[4] في الأصل: ضحاك- بدون اللام.
[5] في الأصل: عمر، والتصحيح من طبقات ابن سعد 1/ 128.
[6] في الأصل: حكم.
[7] في الأصل: حليف.
[8] في الأصل: ظلموا.
[9] ليست الزيادة في الأصل.
[10] في الأصل: مخزوم.
[11] في الأصل: سهم.
[12] في الأصل: عدي.
[13] قبيس كزبير.
[14] في الأصل: بضاعة.
[15] في الأصل: لمنت.
[16] قد مضى ذكر هذين البيتين في ص 45 و 46 من الكتاب، وفي حواشيها ما يغني عن إعادة اختلاف الروايات للبيتين.
[17] في الأصل: وصنع.
[18] يتماسحون: يتحالفون.
[19] في الأصل: القاتل ليكونن (مدير) .
[20] في الأصل: لنعقد.
[21] في الأصل: لذي- بالذال المعجمة، والتصحيح من شرح نهج البلاغة 3/ 455.
[22] الجوار: طلب الغوث.
[23] [في الأصل: ذا الازورار- مدير] الازورار: الاعوجاج.
[24] دعيت به: استحضرته.
[25] في الأصل: مضحونا، ومعنى المضعوف أنه لم ينل من الشرف والثروة ما ناله إخوته، والتصحيح من أنساب الأشراف 1/ 53 وطبقات ابن سعد 1/ 73.
[26] في الأصل: منجي.
[27] حضر مجهول أي لما نزل به الموت.
[28] ذرعه: خنقه من ورائه بالذراع.
[29] في الأصل: عدتي.
[30] في الأصل: نخالفك- بالخاء المعجمة.
[31] في الأصل: اسده.
[32] في الأصل: القاتل- كذا (مدير) .
[33] في الأصل: ننقص- بالصاد المهملة.
[34] في الأصل: هذا.
[35] في الأصل: ابتداؤه وهذا الاسناد.
[36] تقدم أمر المطيبين والأحلاف باسناد آخر فيما مر من الكتاب- انظر ص 50 وما بعدها.
[37] في الأصل: فابتنا.
[38] يعني الجارية من قريش.
[39] في طبقات ابن سعد 1/ 70: تبلغ- بدون اللام.
[40] البكر كمصر بالكسر: أول مولود لأبويه.
[41] أي لم ينل من الشرف والثروة ما ناله إخوته.
[42] في الأصل: الجزور- كصبور وهو واحد الجزر كزبر والمحل يقتضي الجمع.
[43] عبّي بالياء وعبأ بالهمزة معنى واحد.
[44] في الأصل: قعيبت.
[45] إن العبارة من «فلما كادوا يقتتلون» إلى «ثم إنهم مشوا في الصلح» رديئة الصياغة.
[46] في الأصل: عمر.
[47] في الأصل: دار ندوة.
[48] في الأصل: بن.
[49] أبو جعفر كنية محمد بن حبيب صاحب المنمق.
[50] في الأصل: عن.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|