- نشأتها وتطورها :

لقد عرفت المجتمعات الإنسانية الإعلام ومارسته منذ أن كانت تعيش في قبائل بدائية تسكن الكهوف، وبتقدم العصور لم يستطع الإنسان الاستغناء عن الإعلام لا بل ازدادت حاجته إليه، وخاصة في دور العبادة وأماكن التجمعات حيث كان له أثراً بالغ الأهمية. ولا يجوز أن يخطر على البال أن الوظائف الإعلامية تتغير بتغير الأزمنة لا بل كانت وما زالت وستبقى هي نفسها، لكن رافقتها ظهور مخترعات ومستحدثات وهياكل أدت إلى زيادة حجمها واتسع نطاقها وامتداد مجالها.

فما قدمته وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية للحضارة، يعد : من أهم المؤثرات على اتساع نطاق كافة الوظائف الإعلامية، منذ ظهورها وحتى وقتنا الحاضر، والعالم يشهد ويتابع التطورات المذهلة التي أحدثت ثورة في الاتصالات، ولذلك ما لنا إلا أن نقف وقفة استجلاء وإطلاع على ظهور هذه الوسائل * :

لقد تم اخترع التلغراف في عام ١٨٣٢ ومن ثم بدأ عصر اللاسلكي باكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية عام ١٨٧٣ بتأسيس شركة ((ماركوني)) التي جعلت الاتصال اللاسلكي حقيقة علمية ووسيلة تجارية في نفس الوقت عام ١٨٩٦ ، ومن ثم تبعها اخترع كاميرا السينما عام ١٨٩٤ ، وإخراج أول فيلم سينمائي صامت إلى حز الوجود في عام ١٨٩٥ لمدة أربع دقائق، حتى نطقت الأفلام في عام ١٩٢٨ بعد أن تطورت السينما تطوراً هاماً فيما بين هذين التاريخيين.

وفي ذلك الوقت بدأ الصوت البشري يذيع  الرسائل الصوتية على الموجات في عام ١٩٠٦ وبدأ انتشار استخدام الراديو في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين، وبنفس هذه الفترة الزمنية تم اختراع الطريقة الالكترونية لإختبار الصور المرسلة لاسلكياً في عام ١٩٢٣ وبالتالي بدأ عصر التلفزيون علمياً وأخذ بالانتشار حتى عام ١٩٣٦ حيث بدئ باستخدامه لأغراض تجارية.

واستمرت هذه المكتشفات والاختراعات حتى عام ١٩٥٧ عندما أطلق أول قمر صناعي في العالم من قبل الاتحاد السوفيتي، والذي كان له صدى كبيراً جداً في عالم الاتصالات، وتتابعت الاختراعات وتعاقبت المكتشفات واستمرت التطورات إلى أن كادت أن تشمل معظم دول العالم، وهذا ما حذا بنا نحن كعرب إلى الإسراع من فورنا للمساهمة بثورة الاتصالات هذه عن طريق استخدام القمر الصناعي عرب سات بالاشتراك مع فرنسا .

ولم تقف ثورة الإتصالات عند هذا الحد، حيث ظهر فيما بعد استخدام الفاكسات، والتلفونات الخلوية وما شابه من الاختراعات المتطورة والمفيدة في هذا المجال.

وبعد هذا العرض السريع والبسيط سأقوم فيما يلي بشرح البعض من هذه الوسائل الإعلامية بشيء من التفصيل كل على حدة :