أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
1965
التاريخ: 2023-12-08
969
التاريخ: 19/12/2022
1508
التاريخ: 9-1-2016
2098
|
إن الحضانة في الاساس مرتبطة بالرضاعة ، وبما ان المرأة تمتلك القدرة على القيام بأمور الطفل ، فان حياة الطفل ترتبط بها منذ ان اصبح رحمها المكان الانسب لنطفته ، وهو خير بيت يحمي الجنين فيه وينمو بعد خلقته وعلى اثرها جاءت الرضاعة التي هي جزء لا يتجزأ من الحمل والانجاب ، ويبقى حليبها هو الغذاء الافضل للطفل كما اعترف العلم الحديث بذلك ، ووردت احاديث من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته (عليهم السلام) في هذا الاتجاه ايضا ، ومن هنا فان حرمان الطفل من امه ظلم لا يغتفر ، وله اثار سلبية تظهر في الكبر ، ولقد اكتشف العلماء حديثا ان الكثير ممن يبتلى بضغط الدم ناتج من حرمانه حليب الام، كما ذكروا بان افراغ الحليب من ثدي الام يحول دون اصابة الثدي بالسرطان ، بالإضافة الى مص الطفل لثدي امه هو الاخر يقلل من نسبة اصابة الثدي بالسرطان ، الى غيرها من اثار وفوائد للطرفين . ومن المعلوم ان الرضاعة امدها سنتان بلا خلاف حيث قال تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] . ورغم ان الرضاعة حق من حقوق الطفل الا ان الأم لها الحق في اخذ الأجرة على ذلك من زوجها (1) ان لم تتبرع بذلك ، حيث ان المسؤولية تقع على الاب. ولا خلاف بان الأم أحق بحضانة الطفل من غيرها ان شاءت ، وكانت مأمونه على الطفل من عقيدتها وسلوكها ، ولم تتزوج ، واقل الحضانة سنتان ، واكثرها سبع سنين على خلاف في ذلك ، وربما قالوا حتى البلوغ او التمييز ، واما بعد ذلك فيأتي دور الاب في تحمل مسؤولياته (2) .
ولا تنافي بين كون الأم أحق بالحضانة وبين ان لها الحق في ان تقبض الأجر على حضانتها للطفل ، وذلك حفاظا على حقوقها المادية والمعنوية ، وحقوق الطفل ايضا ، وهذا دليل اخر على ان الاسلام قد حافظ على الطفل والام ولم يترك جانبا من جوانب المسالة الا وبينها ورعاها.
فالطفل في هذه الفترة بحاجة الى الحنان والعطف اللذان مصدرهما الأم ، دون الأب ، وأما بعد ذلك فان الطفل بحاجة الى مراقبة وتربية ورعاية ، فالأب أقدر على ذلك من الأم ، وما يحاك ضد الاسلام حول رعاية الطفل وحرمان الأم منه محض افتراء .
____________________________
(1) في دراسة حول القوانين وحقوق المرأة والتي انتشرت في اواخر الثمانينيات من القرن الماضي من خلال مؤتمر المرأة العالمي ، كشفت البحوث آنذاك ان الشريعة الاسلامية كقانون اعطت المرأة من الحقوق ما لم يوجد في اي من القوانين الوضعية حتى تلك التي تصدرها الدول الداعية الى تحرير المرأة . ومما اشارت اليه الدراسة هو ان الاسلام اعطى للمرأة حق الاجرة عن ارضاع الطفل ، وترك لها ان تتبرع بذلك ، راجع اليونسيف ــ حقوق المرأة ــ المعدة .
(2) راجع الفقه الاستدلالي : 7/742 ، منهاج الصالحين : 2/315 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|