أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2017
2127
التاريخ: 31-10-2020
1719
التاريخ: 26-11-2019
2108
التاريخ: 2024-07-14
455
|
كانت أسرتنا تقوم بزيارة إحدى الحدائق المائية عندما لاحظنا شيئاً غريباً للغاية. كنا نراقب لمدة خمسة عشر دقيقة سلحفاة بحرية جميلة تسبح برشاقة حول خزان كبير. وفي كل مرة تمر فيها السلحفاة ببقعة معينة ترتطم بزعنفتها وجزء من رأسها في الزجاج بنفس الأسلوب تماماً. وكان واضحاً أنها لا تؤذي نفسها ولكنها كانت تبدو للعين غير المدربة أنها في كل مرة تصدم بالزجاج كانت تشعر بالدهشة.
لقد سمعت ذات مرة من يصف تعريف الجنون بأنه (تكرار عمل نفس الشيء مرات متتالية مع توقع نتيجة مختلفة) وبينما لم أكن لأتظاهر بمعرفتي لما تحاول السلحفاة عمله ، ولا يمكن بالتالي نعتها بالجنون ، يبدو فعلا أن هناك بالقطع بعض المنطق في هذا التعريف عند تطبيقه على الإنسان .
كم من مرات نبالغ فيها في الانفعال ونغتم بالإحباط ، وذكرك صغائر الأمور أو تستجيب باهتزازة لشخص نحبه (شريك أو شريك محتمل ، أو طفل ، أو صديق ، أو زميل ، أو أحد الوالدين) ثم نحصل في المقابل على استجابة لا تعجبنا ، وعندئذ عندما نشعر بالإحباط في المرة التالية نستخدم نفس الاستجابة ونحصل على نفس النتيجة. إننا نكرر نفس الخطأ مرات ومرات. وقد تعتقد بعد آلاف مؤلفة من المحاولات أنك سوف تحصل على الرسالة ، وهو عادة مالا يحدث.
كانت ماري امرأة جميلة ، وكانت لديها روح دعابة رائعة وجاذبية شديدة ، وبدأ كل شيء يسير في صالحها من حيث الصحة والمظاهر والعمل المناسب والطموح والتعاطف والذكاء والفطنة إلى جانب بعض الأشياء الأخرى وعندما قابلتها بدا أنه ليس لديها سوى عيب ظاهر واحد فقط . كانت غيورة بشكل متطرف. فتبدأ علاقتها ويسير كل شيء بصورة حسنة ، ثم تقوم في لحظة كآبة بالاندفاع في نوبة من الغيرة بشأن شيء تافه فعلاً كان يذكر شريكها مثلا صديقته القديمة أو يتحدث عن امرأة صديقة في العمل ليعبر عن رغبته في الانعزالية بمفرده أو عن جزء آخر مشابه في حياته بنفس البراءة ، ولكنها تعود في كل مرة إلى تخويف من يتقدم منها بردود أفعالها. وقد أخبرتني أنها أقامت أكثر من دستة علاقات في السنوات الأخيرة وأن كل واحد منهم انفصل عنها بسبب ظروف مشابهة.
هذا مثال متطرف في الحقيقة. ومع ذلك فإن ماري مثل بقيتنا جميعاً كان خطؤها أنها تواصل توقعها أو أملها في الحصول على استجابة مختلفة. لقد أخبرتني أنها تبحث في أعماقها عن رجل لا يجعلها تشعر بالغيرة ، وهي شعرت على نحو ما أنها تستطيع برد فعل قوي من جانبها مساعدة شريكها في التوافق. لم ينجح ذلك البتة ولكنها استمرت في المحاولة ، وهي لم تدرك أن المشكلة لم تكن فيمن تواجه من الرجال في ردود أفعالها المهتزة للكلمات والسلوك. من حسن الحظ أنها رأت كيف تسهم بنصيب في المشكلة ، وكانت قادرة على إدخال بعض التعديلات الرئيسية في استجاباتها ، واستطاعت إلى درجة كبيرة التوقف عن فعل الأشياء بنفس الأسلوب ، وكانت على الأقل تدرك عندما تعود إلى سلوكها القديم أنها لن تحصل على نتيجة مختلفة ، وكانت قادرة أيضاً على إنماء روح الدعابة لديها بشأن ردود أفعالها الحمقاء. وعلاوة على ذلك تحسنت علاقتها واستمرت على الأرجح وقتاً أطول أيضاً.
إننا جميعا نشترك في هذه المشكلة بدرجة أو بأخرى. ونحن الاثنان لسنا قطعاً استثناءً لذلك. فسواء كان ذلك نموذجا لرد فعلنا تجاه النقد او الاقتراحات او اسلوبنا في الفشل في الإصغاء الدقيق للآخرين والتعجل بدلا من ذلك بأنهاء عبارات الآخرين أو أمر ما آخر يختلف كلياً ، فهناك عادة وسيلة ما لتكرار فعل نفس الشيء مرات ومرات مع توقع استجابة مختلفة في نفس الوقت ومن خلال التقدير الأمين لميولك الخاصة يمكنك أن تقضي على هذه المشكلة في المهد ، بذلك تتحسن علاقتك وتوفر على نفسك قدراً كبيراً من الإحباط .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|