المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
قرع الكوسة Squash
2024-11-25
The structure
2024-11-25
نشأة المحكمة الإدارية العليا (تشكيلها واختصاصاتها)
2024-11-25
البطيخ Watermelon (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25
تعريف الطعن بالحكم القضائي (التمييز)
2024-11-25
الأسباب القانونية للطعن بالأحكام القضائية تمييزاً
2024-11-25

الإيمان بتوحيد المالكية وتأثيراته التربوية
17-12-2015
الحدود والظاهرات البشرية
22-1-2016
يا مسكين
11-7-2017
التداخـل بيـن اختصاصـات هيئـات الادارة
9-4-2017
Golden Ratio Digits
17-2-2020
القشرة الأرضية وكيمياء الأرض The Geosphere and Geochemistry
2023-10-30


الشريك الاخر – انسان -  
  
1573   03:43 مساءً   التاريخ: 12-10-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص233-236
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2020 2146
التاريخ: 8-10-2020 1985
التاريخ: 13-11-2018 1780
التاريخ: 21-11-2021 2070

ينطوي جوهر علاقتنا من الصداقة والحب والزواج على تقبلنا واعتناقنا الوعي في الواقع لحقيقة اننا انسانان يبذلان قصارى جهدهما. ومن الصحيح اننا نحب بعضنا بعضا كثيرا جدا ، ونلتزم بذلك بكل ما تحمله الكلمة من معنى الى ان يفرق الموت بيننا . ومع ذلك يفهم كلانا اننا في الواقع شخصان عاديان فقط ، ويحافظ هذا القبول المتبادل لإنسانيتنا على علاقتنا من حيث الثراء والحب والحيوية والتجدد والاهتمام .

يبدو هذا واضحا كل الوضوح ، وهو كذلك بالفعل . ومع ذلك فكم من ازواج كثيرين يتناسون هذه الحقيقة المهمة في الحياة ، او يستهينون بها .

وكم منا يتملكهم الغضب او الغيرة او الاستياء عندما يتضح ان شريكنا ليس الا مجرد انسان اخر ، وكم منا يظهر التسامح والصبر مع الغرباء تماما اكثر مما يظهره نحو الشريك الاخر  وكم منا يفرض على هذا الشريك توقعات تقارب المستحيل لا يقدر على مواجهتها انسان صديق  وكم مرة ننسى فيها ان نفسح مجالا في قلوبنا لحقيقة ان هذا الشريك الا انسانا اخر .

الانسان مخلوق معقد للغاية . فنحن كما قال زوربا اليوناني ذات مرة نمثل (( الكارثة بأكملها )) اننا نرتكب اخطاء ونتغير . وفي بعض الاوقات قد نقول الشيء الخاطئ ونخيب امال الاخرين بما فيهم من نحبهم . وفي كثير من الاحيان نعتمد على الحكم الصالح ولكن في بعض الاوقات لا يكون حكمنا صالحا كثيرا . وتأتي بعض قراراتنا حكيمة وبعضها ليس كذلك ، ونمر بأمزجة سيئة وايام عصيبة ونصاب في بعض الاحيان بالاكتئاب ، وقد نفقد الامان ونضل الطريق ودائما لا نحسن الاصغاء ويهتم معظمنا بصغائر الامور فيما يتعلق بالحب وفي غيره من المجالات. ولدينا شكوك ومخاوف ، ولدينا جميعا قدر يسير على الاقل من الانانية والخوف والجشع والشهوة ، وهي ان لم تكن في افعالنا فهي تظهر على الاقل في خيالاتنا , وقد تتظاهر بانك لا تفعل هذا ، وقد تنكره وتخفيه او ربما تتغلب عليه ايضا ، ولكن الحقيقة انك انسان ، وحتى عندما تخلص تماما لشريك حياتك تبقى لديك اهتمامات وجداول اخرى تدور في راسك وفي حياتك .   

عندما تدخل في علاقة حب قد تنسى بسهولة من الشخص الذي تقيم معه هذه العلاقة ؟ انه مجرد انسان صديق ، انك لا تتعامل مع شخص يتصف بالكمال او عاجز عن ان يخذلك ، ليس شخصا نجح في الترفع عن كل اشكال الفوضى او تقل انسانيته عن اي شخص اخر .

لقد عرفنا رجال يستاءون بل يلجئون الى الطلاق من قبيل اشياء لا نلقي لها بالا مرتين مثل الشريكة التي تتشكك في احكام قرينها او تتحدث عنه امام اصدقائها او تمارس انفعالات مشروعة بعيدا عن الازواج والاسرة او ترغب في قضاء الوقت وحيدة بعيدا عنه في بعض المناسبات ، ولكن هذا ما تفعله بعض النساء لأنهن ذوات طبيعة انسانية لماذا يعتبر ذلك خاطئا ؟  لقد عرفنا ايضا نساء قد يجن جنونهن اذا اراد صديق او زوج احداهن مشاهدة مباراة الكرة , ولكن هذه بعض الاشياء القليلة التي يفعلها الرجال لانهم ذوو طبيعة انسانية .

اعتقد ان الراي السائد بين الكثير من الناس اننا مجرد ان نلتزم او نقبل على الزواج فإننا لا نسمح للشريك الاخر بالبقاء على طبيعته الانسانية . فنقوم بوضع القواعد وعندما تتم مخالفتها يثور جنوننا او نشعر بالتجريح والغيرة والغضب . اننا بذلك نفسد علاقتنا لان الشريك الاخر ببساطة ليس الا انسانا ، وليس من المستغرب ان كثيرا من العلاقات تخلو من الحيوية او التواصل الامين . فمن يرغب في الامانة او مشاركة شخص لا يسمح للآخرين بأدميتهم . ليس نحن بالتأكيد .

هناك الكثير من المشكلات ترتبط بعدم السماح للشريك الاخر لكي يكون انسانا . وقد ورد توضيح ذلك بالفعل بان ذلك ليس واقعيا ولكن يضاف الى ذلك انك عندما لا تسمح لشريكك بإنسانيته فانك تقيم حائطا بينكما . فاذا لم يستطيع هذا الشريك مشاركة احلامه مع الطرف الاخر دون انتقاد فستتوقف هذه المشاركة بكل تأكيد . اذا لم تستطع ان تناقش مخاوفك دون تلقي محاضرات ، فستتحول الى الاصغاء للآخرين . وفي الواقع يفقد معظم الازواج صداقتهم وألفتهم الى حد بعيد لانهم يتوقفون عن السماح لبعضهم بإنسانيتهم . والاحتمالات المترتبة على ذلك قد يدفعون بشريكهم بعيدا عنهم , سواء بالمعنى الادبي او الحرفي .

اننا لا نتحدث عن ملاحقة الامور او اي سلوك تدميري اخر . ومع ذلك فهناك تحرر ملحوظ وسحر في النظر الى بعضنا كأدميين بدلا من المطالبة بشيء غير واقعي ، او غير مرغوب على حد ما نعتقد , وبذلك يمكن ان تستعيد صداقتك والانسانية المشتركة والاهتمام ببعضكما الاخر ، وهو ما يعمل على تعميق ارتباطك . وفي نفس الوقت يمنعك من الانزعاج بشان اشياء تافهة وهو ما يدعم ايضا منظورك وروح الدعابة لديك . والسؤال الذي نطرحه كثيرا على انفسنا وفيما بيننا هو (( ما العيب في ان تكون انسانا على اية حال ؟ )) . المفروض ان هذا سبب وجودنا هنا ، لنعيش انسانيتنا وننمو ونزداد روحانية ونحب ونتعلم .

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.