أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016
5054
التاريخ: 16-2-2017
1282
التاريخ: 30-8-2017
1278
التاريخ: 1-9-2016
1530
|
أبو الحسين أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندي المعروف بابن الراوندي من أهل مرو الروذ في خراسان ولد حدود سنة 205 وتوفي سنة 245 برحبة مالك بن طوق التغلبي وقيل ببغداد وتقدير عمره أربعون سنة كذا ذكر وفاته المسعودي وابن خلكان وحكى الثاني عن البستان أنه توفي سنة 250 وفي رسالة عندي في وفيات العلماء في كل فن لا أعرف مؤلفها أنه توفي سنة 243.
والراوندي نسبة إلى راوند بفتح الراء والواو بينهما ألف وسكون النون بعدها دال مهملة قرية من قرى قاشان بنواحي أصبهان بناها راوند الأكبر بن الضحاك بيوراسب.
أقوال العلماء فيه:
قال ابن خلكان: كان من الفضلاء في عصره له مقالة في علم الكلام وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم انتهى وفي تكملة فهرست ابن النديم من الطبعة المصرية: ابن الراوندي قال أبو القاسم البلخي في كتاب محاسن خراسان أبو الحسين أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندي من أهل مرو الروذ ولم يكن في نظرائه في زمنه احذق منه بالكلام ولا اعرف بدقيقه وجليله انتهى وهذه شهادة من أبي القاسم البلخي وهو من شيوخ المعتزلة وعداوة المعتزلة لابن الراوندي معروفة بسبب انه كان منهم ثم أظهر مذهب الشيعة خصومهم وألف في الرد على المعتزلة وهجن مذهبهم كما يأتي وكان ابن الراوندي معاصرا لأبي عيسى الوراق وعلى قول أبي الحسين الخياط أنه كان من تلامذة أبي عيسى.
وفي الرياض في أبي عيسى الوراق محمد بن هارون: قال بعض فضلاء أهل السنة في كتابه أن دعوى النصر الجلى على خلافة علي مما وضعه هشام بن الحكم ونصره ابن الراوندي وأبو عيسى الوراق الخ.
وفي موضع آخر من الرياض: كان ابن الراوندي بزعم العامة أول من أبدع القول بالنص الجلي على امامة علي ع ونقل الرواية عليه انتهى. وكان ابن الراوندي من المتكلمين المعروفين وكان في أول أمره من المعتزلة وألف كتبا على طريقة المعتزلة وتقرير عقائدهم ثم أظهر مذهب الشيعة الإمامية وألف كتبا على طريقتهم ككتاب الإمامة وغيره وكتاب معجزات الأئمة الآتي اليه الإشارة إذا صحت نسبته اليه وأجاد في تأليف تلك الكتب وجمع فيها من الأدلة وآراء الكلاميين لتأييد عقيدة الشيعة خصوصا في مسالة الإمامة ما كان للشيعة منه ماخذ كبير في تلك الأيام.
وألف كتبا في الرد على المعتزلة ككتاب فضيحة المعتزلة وغيره ولما كان عارفا بآرائهم على الوجه الأكمل لأنه كان منهم ومؤلفا لهم وكاتبا مجيدا جاءت كتبه في نهاية الجودة.
القدح فيه نسبت اليه كتب نسب بسببها إلى الالحاد ورد عليها جماعة ونقض هو بعضها وسيأتي اعتذار المرتضى عنها، ونقضه لها اما لأنه من أول الأمر لم يكن معتقدا بها أو ظهر له فسادها أو تاب منها وربما يؤيده حكاية خصمه أبي القاسم البلخي فيما سبق عن جماعة أنه تاب عند موته مما كان منه وراد في تحامل من تحامل عليه من المعتزلة وبعض الأشاعرة نصرته مذهب الشيعة بعد ما كان من المعتزلة فنسب إلى الزندقة والالحاد ووجد خصومه ما يقوي دعواهم ويعضدها من الكتب المنسوبة اليه والله أعلم بحقيقة امره. وعلماء الشيعة مختلفون في أمره والذي دافع عنه في قبال المعتزلة هو السيد المرتضى في كلامه الآتي ويأتي قول ابن شهرآشوب انه مطعون فيه وألف أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي وخاله أبو سهل إسماعيل بن علي كتبا في نقض بعض مقالات ابن الراوندي وأشار المرتضى في الشافي في باب الإمامة إلى نقض بعض أدلة ابن الراوندي.
وفي تتمة كلام أبي القاسم البلخي المتقدم: وكان في أول امره حسن السيرة جميل المذهب كثير الحياء ثم انسلخ من ذلك كله بأسباب عرضت عليه ولأن علمه كان أكثر من عقله وكان مثله كما قال الشاعر:
ومن يطيق مزكى عند صبوته * ومن يقوم لمستور إذا خلعا قال
وقد حكي عن جماعة انه تاب عند موته مما كان منه وأظهر الندم واعترف بأنه انما صار ما صار اليه حمية وانفة من جفاء أصحابه وتنحيتهم إياه من مجالسهم وأكثر كتبه الكفريات الفها لأبي عيسى بن لاوي اليهودي الأهوازي وفي منزل هذا الرجل توفي انتهى.
قال المؤلف: اما ان سبب تركه لمذهب المعتزلة واظهاره الاعتقاد بمذهب الشيعة وتأليفه لنصرة مذهبهم هو طرد المعتزلة له فأراد ارغامهم بنصرة مذهب الشيعة فلم يأت إلا من جهة المعتزلة كأبي القاسم البلخي وأبي الحسين الخياط وغيرهما وقولهم في حقه غير مقبول فان الخصومة والعداوة تمنع قبول الشهادة وظاهر حاله أن رده عليهم وتأييده مذهب الشيعة ناشئ عن عقيدة على أن قولهم هذا ناشئ عن الظن والتخمين والاطلاع على السرائر متعذر لغير علام الغيوب وأما الكتب المنسوبة اليه فيأتي عن المرتضى العذر عنها وأنه كان يتبرأ منها براء ظاهر وإن جلها قد نقضه على نفسه وقد سمعت نقل البلخي عن جماعة أنه تاب منها عند موته وقد شنع المعتزلة على ابن الراوندي كثيرا منهم القاضي عبد الجبار بن أحمد الأسدآبادي الهمذاني صاحب كتاب المغني الذي صنف السيد المرتضى كتاب الشافي للرد عليه فإنه قال في مقام الرد على الشيعة في كتابه المذكور على ما حكاه عنه المرتضى في الشافي. قال حاكيا عن شيخه أبي علي الجبائي أن أكثر من نصر هذا المذهب كان قصده الطعن في الدين والاسلام فجعل هذه الطريقة سلما إلى مراده نحو هشام بن الحكم وطبقته ونحو أبي عيسى الوراق وأبي حفص الحداد وابن الراوندي وبين شيخنا أبو علي أنهم تجاوزوا ذلك إلى ابطال التوحيد والعدل إلى أن قال وأما حال ابن الراوندي في نصرة الالحاد وأنه كان يقصد بسائر ما يؤلفه إلى التشكيك فظاهر وربما كان يؤلف لضرب من الشهرة والمنفعة الخ قال المرتضى ونحن مبينون عما في كلامه من الخطا والتحامل إلى أن قال فاما ابن الراوندي فقد قيل إنه عمل الكتب التي شنع بها عليه معارضة للمعتزلة وتحديا لهم لأن القوم كانوا أساؤوا عشرته واستقصوا معرته فحمله ذلك على اظهار هذه الكتب ليبين عجزهم عن استقصاء نقضها وتحاملهم عليه في رميه بقصور الفهم والغفلة وقد كان يتبرأ منها تبرأ ظاهرا وينتفي من عملها ويضيفها إلى غيره وليس يشك في خطئه بتأليفها سواء اعتقدها أم لم يعتقدها وما صنع ابن الراوندي من ذلك الا ما قد صنع الجاحظ مثله أو قريبا منه ومن جمع بين كتبه التي هي العثمانية والمروانية والفتيا والعباسية والامامية وكتاب الرافضة والزيدية رأى من التضاد واختلاف القول ما يدل على شك عظيم والحاد شديد وقلة تفكير في الدين أقول وذلك لأن كتاب العباسية في تأييد الشيعة ونصرة بني العباس وإن الإمامة فيهم وكتاب العثمانية في نصرة شيعة عثمان وانكار فضائل علي بن أبي طالب ع وكتاب المروانية في نصرة آل مروان والدفاع عن امامة بني أمية وعداوة علي بن أبي طالب ع وكذا باقي كتبه وفي ذلك من التناقض ما لا يخفى.
قال المرتضى وليس لأحد أن يقول إن الجاحظ لم يكن معتقدا لما في هذه الكتب المختلفة وإنما حكى مقالات الناس وحجاجهم وليس على الحاكي جريرة ولا يلزمه تبعة لأن هذا القول إن قنع به الخصوم فليقنعوا بمثله في الاعتذار عن ابن الراوندي فإنه لم يقل في كتبه هذه التي شنع بها عليه انني اعتقد المذاهب التي حكيتها واذهب إلى صحتها بل كان يقول قالت الدهرية وقال الموحدون وقالت البراهمة وقال مثبتو الرسل فان زالت التبعة عن الجاحظ في سب الصحابة والأئمة والشهادة عليهم بالضلال والمروق عن الدين باخراج كلامه مخرج الحكاية فلتزولن أيضا التبعة عن ابن الراوندي بمثل ذلك وبعد فليس يخفى كلام من قصده الحكاية وذكر المقالة من كلام المشيد لها الجاهد نفسه في تصحيحها وترتيبها ومن وقف على كتب الجاحظ التي ذكرناها علم أن قصده لم يكن الحكاية وكيف يقصد إلى ذلك من أورد من الشبه والطرق ما لم يخطر كثيرا منه ببال أهل المقالة التي شرع في حكايتها وليس يخفي على المنصفين ما في هذه الأمور. قال واما أبو حفص الحداد فلسنا ندري من أي وجه ادخل في جملة الشيعة لأنا لا نعرفه منهم ولا منتسبا إليهم ولا وجد له قط كلام في الإمامة وحجاج عنها الخ إلى أن قال وإن واحدا أو اثنين ممن انتسب إلى التشيع واحتمى به لو كان في باطنه شاكا أو ملحدا أي تبعة تلزم بذلك نفس المذهب وأهله إذا كانوا ساخطين لذلك الاعتقاد ومكفرين لمعتقده والذاهب اليه إلى آخر كلامه وهو دال على أن ابن الراوندي كان منسوبا إلى التشيع وفي كتبه ما يدل على ذلك بخلاف أبي حفص الحداد ويشير إلى ما قاله المرتضى ما يأتي عند ذكر مؤلفاته من أن كتبه المطعون بها عليه جلها قد نقضها على نفسه فهذا يدل على أنه عملها لينقضها لا لاعتقاده بها وإنه كان غير معتقد بها من أول الأمر أو رجع عنها لظهور فسادها أو انه كان عملها عصيانا مع عدم اعتقاده بها ثم تاب منها ويؤيده حكاية خصمه البلخي عن جماعة أنه تاب عند موته مما كان منه كما مر. وفي روضات الجنات عن الشيخ حسن بن علي الطبرسي صاحب كتاب الكامل البهائي انه حكى في كتابه الموسوم باسرار الأئمة عن الشيخ منتجب الدين أبو الفتوح في كتاب نكت الفصول ان ابن الراوندي كان يهوديا ثم اسلم متنصبا قائلا بامامة العباس بن عبد المطلب انتهى وهذا مع انفراده به لم يسنده إلى دليل وعن ابن الجوزي زنادقة الاسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري انتهى وحشره في الزنادقة ليس الا لما نسب اليه من الكتب.
ومع اعتذار المرتضى عنها المتقدم وتبرئة منها ونقل التوبة عنه عن جماعة لا يمكن الجزم بذلك. وفي معالم العلماء: ابن الراوندي مطعون عليه جدا. وقال المرتضى في كتاب الشافي انه عمل الكتب التي شنع بها عليه مغايظة أو مغالطة للمعتزلة ليبين لهم عن استقصاء نقضها وكان يتبرأ منها براء ظاهرا وينتفي من عملها ويضيفها إلى غيره وله كتب سداد مثل كتاب الإمامة والعروس انتهى.
وزبدة القول في ابن الراوندي انه مخطئ في تأليفه لهذه الكتب التي هي من كتب الضلال سواء كان ألفها معتقدا بها أو لأجل معارضة المعتزلة كما ذكره المرتضى في كلامه السابق إلا أنه مع نقضه لأكثرها وحكاية القول بتوبته منها لا يمكن الجزم بالحاده ويبقى حاله في مرحلة الشك وإن جزمنا بخطئه والله العالم بسريرته.
بعض الحكايات عنه في تكملة فهرست ابن النديم الملحقة بالطبعة المصرية: حكى أبو الحسين ابن الراوندي قال: مررت بشيخ جالس وبيده مصحف وهو يقرأ ولله ميزاب السماوات والأرض. فقلت: وما يعني ميزاب السماوات والأرض؟ قال: هذا المطر الذي ترى، فقلت: ما يكون التصحيف إلا إذا كان مثلك يقرأ، يا هذا إنما هو ميراث السماوات والأرض. فقال:
اللهم غفرا انا من أربعين سنة اقرأها وهي في مصحفي هكذا انتهى.
مؤلفاته :
قال المسعودي في مروج الذهب: له 114 كتابا وقال ابن خلكان له من الكتب المصنفة نحو من 114 كتابا وقال أبو القاسم البلخي فيما حكاه عنه ابن النديم في تتمة الفهرست مما ألف من الكتب الملعونة :
1 كتاب يحتج فيه على الرسل ع ونقضه على نفسه ونقضه الخياط أيضا.
2 نعت الحكمة صفة القديم تعالى وجل اسمه في تكليف خلقه امره ونهيه ونقضه عليه الخياط .
3 كتاب يطعن فيه على نظم القرآن نقضه عليه الخياط وأبو علي الجبائي ونقضه هو على نفسه.
4 القضيب الذهب وهو الذي فيه ان علم الله بالأشياء محدث ونقضه عليه أبو الحسين الخياط.
5 الفرند ونقضه عليه الخياط .
6 المرجان في اختلاف أهل الاسلام ونقضه ابن الراوندي على نفسه انتهى ونقضه لها على نفسه يدل على أنه عملها لينقضها لا لأنه يعتقدها كما مرت الإشارة اليه. قال ومن كتب صلاحه .
7 الأسماء والاحكام .
8 الابتداء والإعادة .
9 كتاب الإمامة أقول مر نسبة المرتضى اليه هذا الكتاب قال.
10 خلق القرآن.
11 البقاء والفناء.
12 كتاب لا شئ الا موجود. وأمثالها من كتبه كثيرة انتهى وجل هذه الكتب ألفها ابن الراوندي في أيام كونه من المعتزلة وقرر بها عقائدهم ولهذا عدها البلخي من كتب صلاحه سوى كتاب الإمامة فإنه موافق لعقائد الامامية ألفه حين ترك مذهب المعتزلة وتقرب به إلى الشيعة ويقال انه أخذ عليه جائزة منهم ثلاثين دينارا .
13 الطبائع .
14 اللؤلؤة في تناهي الحركات.
15 فضيحة المعتزلة في رد كتاب فضيلة المعتزلة تأليف أبي الحسين الخياط وقد حمل فيه حملة شديدة على المعتزلة والجاحظ وشيوخ المعتزلة ودافع عن الامامية وقد رد عليه من المعتزلة أبو الحسين الخياط بكتاب سماه الانتصار وقد نقل كثيرا من مطالبه خصوم المعتزلة خصوصا الامامية والمتكلمون من الأشاعرة.
16 العروس وهو محسوب من الكتب السداد .
17 التاج في اثبات قدم العالم ورده عليه أبو الحسين الخياط المعتزلي وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي الامامي وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن قاضي القضاة ان أحدا من العقلاء لم يذهب إلى نفي الصانع للعالم ولكن قوما من الوراقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة لم يذهب إليها أحد وهي ان العالم قديم لم يزل على هيئته هذه ولا إله للعالم ولا صانع أصلا وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر قال اي قاضي القضاة وأخذ ابن الراوندي هذه المقالة فنصرها في كتابه المعروف بكتاب التاج .
18 كتاب السبك .
19 كتاب نعت الحكمة أو عبث الحكمة.
20 كتاب الزمرد في ابطال الرسالة والطعن على القرآن ولعله أحد الكتب التي ذكرها أبو القاسم البلخي سابقا، وأبو القاسم الكعبي نقل عن ابن الراوندي أن سبب تسميته هذا الكتاب بالزمرد أن الزمرد إذا قابل عين الحية أذابها وكذلك هو يهلك الخصم ونقضه عليه الخياط ونقضه هو على نفسه .
21 الدامغ في الرد على ترتيب القرآن نقضه الخياط وأبو علي الجبائي ونقضه ابن الراوندي على نفسه وكأنه أحد ما سبق .
22 كتاب التوحيد .
23 كتاب في اجتهاد الرأي نقضه أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي 24 كتاب في معجزات الأئمة ع.
ففي رياض العلماء: ابن الراوندي ذكره الشيخ حسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي في أسرار الأئمة ونسب اليه كتابا في معجزات الأئمة والظاهر أنه غير ابن الراوندي المرمي بالزندقة عند العامة والخاصة وحمله على القطب الراوندي والسيد فضل الله الراوندي ابعد انتهى بل الظاهر أنه هو المرمي بالزندقة لانصراف الاطلاق اليه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|