علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
محمد بن سنان.
المؤلف: محمد علي صالح المعلّم.
المصدر: أصول علم الرجال بين النظريّة والتطبيق.
الجزء والصفحة: ص 556 ـ 573.
2024-02-22
1484
وهو ممّن اختلفت فيه الأقوال مدحا وقدحا وتوقّفا فيه، وقد اتّفق له ما لم يتّفق لغيره، فتضاربت فيه قول الرجالي الواحد كالشيخ المفيد، وهكذا الشيخ، ومثلهما العلّامة، توقّف فيه تارة ومدحه أخرى، والمشهور على ضعفه، وذهب السيّد الأستاذ إلى ما عليه المشهور (1).
وقد روى عن محمد بن سنان في الكتب الأربعة في أكثر من ألف مورد فجاء بعنوان محمد بن سنان في سبعمائة واثنين وتسعين موردا (2) وفي أربعمائة وسبعة واربعين موردا بعنوان ابن سنان (3) وهو مردّد بين شخصين محمد وعبد الله.
والكلام يقع فيه من جهتين:
الاولى: في وثاقته وعدمها، والثانية: في رواياته.
أمّا الجهة الاولى فقد استدلّ على ضعفه بأمور ولما كان مشهورا بالضعف قدمنا ذكرها، وهي:
الأوّل: ما ذكره الشيخ المفيد في رسالته العدديّة، قال بعد أن أورد رواية فيها محمد بن سنان: وفي هذه الرواية محمد بن سنان، وهو مطعون فيه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه (4)، وسيأتي ما يخالف هذا منه قدس سره.
الثاني: ما ذكره النجاشي في ترجمته ... إلى أن قال: وقال أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة أنّه روى عن الرضا عليهالسلام قال: وله مسائل عنه معروفة، وهو رجل ضعيف جدّا لا يعوّل عليه، ولا يلتفت إلى ما تفرّد به (5).
والجملة الأخيرة «وهو رجل ضعيف ... الخ» من كلام ابن عقدة كما هو الظاهر، وإن كان يحتمل انّها من كلام النجاشي، إلّا انّ الأقوى هو الأوّل فيكون التضعيف من ابن عقدة لا من النجاشي، ويؤيّده تعقيب الكلام بما نقله عن الكشّي: «وقد ذكر أبو عمرو في رجاله ... الخ».
وقال النجاشي: في ترجمة مياح المدائني: ضعيف جدّا، له كتاب يعرف برسالة مياح، وطريقها أضعف منها وهو محمد بن سنان (6)، وهنا ورد التضعيف صراحة في كلام النجاشي.
الثالث: ما ذكره الشيخ في أكثر من موضع.
فقد ذكره في الفهرست، وقال: محمد بن سنان، له كتب، وقد طعن عليه، وضعّف، وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها، وله كتاب النوادر (7).
فهو هنا وإن نسب التضعيف إلى غيره، إلّا انّه في الرجال ذكره في أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام وضعّفه في أصحاب الرضا، قال: محمد بن سنان، ضعيف (8).
وذكره أيضا في التهذيب، والاستبصار في مسألة المهر من باب النكاح، فبعد أن أورد رواية فيها محمد بن سنان قال: في طريق هذه الرواية محمد بن سنان ... ومحمد بن سنان مطعون عليه، ضعيف جدّا، وما يستبدّ بروايته ولا يشاركه فيه غيره لا يعمل عليه (9) ـ وسيأتي خلاف هذا عن الشيخ ـ.
الرابع: ما ذكره الكشي في عدّة مواضع، منها:
قال حمدويه: كتبت أحاديث محمد بن سنان، عن أيّوب بن نوح وقال: لا أستحلّ أن أروي أحاديث محمد بن سنان (10).
وفي مورد آخر: أنّ أيّوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان، فقال لنا: إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا، فإنّي كتبت عن محمد بن سنان ولكن لا أروي لكم أنا عنه شيئا، فإنّه قال قبل موته كلّما حدثتكم به لم يكن لي سماع، ولا رواية، إنّما وجدته (11).
ومنها: ما ذكره عن محمد بن مسعود، قال عبد الله بن حمدويه: سمعت الفضل بن شاذان يقول: لا أستحلّ أن أروي أحاديث محمد بن سنان، وذكر الفضل في بعض كتبه: انّ من الكذابين المشهورين ابن سنان وليس بعبد الله (12).
ومنها: ما ذكره عن أبي الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: ارووا (ردّوا) أحاديث محمد بن سنان عنّي، وقال: لا أحبّ (أحلّ) لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان عنّي ما دمت حيّا، واذن في الرواية بعد موته (13)، والجملة الأخيرة كما يحتمل فيها انّها من الكشّي، يحتمل فيها أيضا انّها من الراوي فيكون من كلام الفضل.
ومنها: ما ذكره في ترجمة المفضّل بن عمر قال بعد ذكر جماعة من الغلاة، ومحمد بن سنان كذلك (14).
ومنها: ما ذكره في ترجمة أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي، قال: وذكر الفضل في بعض كتبه من الكذّابين المشهورين أبو الخطّاب، ويونس بن ظبيان، ويزيد الصائغ، ومحمد بن سنان، وأبو سمينة أشهرهم (15).
وسيأتي انّ الكشّي أورد روايات مادحة لمحمد بن سنان.
الخامس: ما ذكره ابن الغضائري، قال: ضعيف غال، يضع، لا يلتفت إليه (16).
وقال في ترجمة ذريح: إنّ طريقه ضعيف، لأنّ صاحب الكتاب قال: وروى محمد بن سنان عن عبد الله بن جبلة الكناني عن ذريح (17)، وضعف هذا الطريق: بمحمد بن سنان.
وقال في ترجمة زياد بن المنذر: وأصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه (18).
وأمّا ما استدلّ به على وثاقته فأمور:
الأوّل: عدّه الشيخ المفيد في الارشاد ممّن نصّ على أبي الحسن الرضا عليه السلام من أبيه وأنه من خاصّته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته (19)، وكلامه هنا ينافيه ما تقدم في الرسالة العددية.
الثاني: عدّه الشيخ في الغيبة من الوكلاء الممدوحين (20)، وأورد رواية في حقه عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ـ وستأتي ـ، وكلام الشيخ هنا ينافيه ما تقدّم عنه في الفهرست والرجال، والتهذيبين، وقد استظهرنا في الفصل السابق أنّ الوكالة عن الامام عليهالسلام تستلزم الوثاقة.
الثالث: وقوعه في أسناد تفسير علي بن إبراهيم القمّي (21).
الرابع: رواية الأجّلاء عنه، مثل: أيّوب بن نوح، والفضل بن شاذان، ومحمد بن عيسى العبيدي، ويونس بن عبد الرحمن، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، والحسن والحسين ابني سعيد، وغيرهم (22).
الخامس: وردت في حقّه عدّة روايات عنهم عليهم السلام.
منها: ما أورده الشيخ في الغيبة، قال: فإنّه روي عن علي بن الحسين بن داود، قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر محمد بن سنان بخير ويقول: رضي الله عنه برضائي عنه، فما خالفني، وما خالف أبي قطّ (23).
ومنها: ما رواه الكشّي بسند صحيح عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمّي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليهالسلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان وزكريّا بن آدم، عنّي خيرا، فقد وفوا لي، ولم يذكر سعد بن سعد.
قال: فخرجت فلقيت موفّقا، فقلت له: إنّ مولاي ذكر صفوان، ومحمد بن سنان، وزكريّا بن آدم، وجزاهم خيرا ولم يذكر سعد بن سعد.
قال: فعدت إليه فقال: جزى الله صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان، وزكريّا بن آدم، وسعد بن سعد، فقد وفوا لي (24).
ومنها: ما رواه بسنده عن محمد بن قولويه، قال: حدّثني سعد بن عبد الله، قال: حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمّي، قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليهالسلام يذكر صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان بخير، وقال: رضي الله عنهما برضائي عنهما، لا (فما) خالفاني قطّ، هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا (25).
ومنها: ما ذكره الكشّي أيضا، قال: وجدت بخطّ أبي عبد الله الشاذاني، انّي سمعت العاصمي يقول: إنّ عبد الله بن محمد بن عيسى الأشعري الملقّب ببنان قال: كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل، إذ دخل علينا محمد بن سنان، فقال صفوان: هذا ابن سنان، لقد همّ أن يطير غير مرّة، فقصصناه، حتى ثبت معنا (26).
ومنها: ما رواه بسنده عن حمدويه، قال: حدّثني الحسن بن موسى، قال: حدّثني محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام قبل أن يحمل إلى العراق بسنة وعلي ابنه عليه السلام بين يديه فقال لي: يا محمد، قلت: لبيّك.
قال: إنّه سيكون في هذه السنة حركة، ولا تخرج منها، ثم اطرق، ونكت في الأرض بيده، ثم رفع رأسه إليّ وهو يقول: {يُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ}
قلت: وما ذلك، جعلت فداك؟
قال: من ظلم ابني هذا حقّه وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقّه وإمامته من بعد محمد صلى الله عليه وآله، فعلمت أنّه قد نعى إليّ نفسه، ودلّ على ابنه، فقلت: والله لئن مدّ الله في عمري لأسلّمنّ حقّه، ولأقرّن له بالإمامة، وأشهد أنّه حجّة الله من بعدك على خلقه والداعي إلى ربه.
فقال لي: يا محمد، يمدّ الله في عمرك، وتدعوا إلى إمامته، وإمامة من يقوم مقامه من بعده.
فقلت: ومن ذاك، جعلت فداك؟
قال: محمد ابنه.
قلت: بالرضا والتسليم.
فقال: كذلك، وقد وجدتك في صحيفة امير المؤمنين عليهالسلام، أما إنّك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء، ثم قال: يا محمد، إنّ المفضّل انسي ومستراحي وأنت أنسهما ومستراحهما، حرام على النار أن تمسّك أبدا ـ يعنى أبا الحسن وأبا جعفر عليهما السلام (27).
ومنها: ما ذكره الكشي أيضا، وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد، حدّثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: أخبرني عبد الله بن عامر، عن شاذويه بن الحسين بن داود القمّي، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام وبأهلي حبل.
فقلت: جعلت فداك، ادع الله أن يرزقني ولدا ذكرا، فأطرق مليّا، ثم رفع رأسه فقال: اذهب والله يرزقك غلاما ذكرا ثلاث مرّات.
قال: فقدمت مكّة، فصرت إلى المسجد فأتى محمد بن الحسين بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا، منهم صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان، وابن أبي عمير، وغيرهم، فأتيتهم فسألوني فخبرتهم بما قال، فقالوا لي: فهمت عنه ذكرا وزكي فقلت: ذكرا قد فهمت.
قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا، انّه يموت على المكان أو يكون ميّتا.
فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت، قد علمنا الذي علمت، فأتى غلام في المسجد، فقال: أدرك فقد مات أهلك، فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف الموت، ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا (28).
ومنها: ما ذكره، فقال: ورأيت في بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور عن الحسن بن علي، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليهالسلام فقال لي: يا محمد، كيف أنت إذا لعنتك، وبرئت منك، وجعلتك محنة للعالمين، أهدي بك من أشاء وأضلّ بك من أشاء.
قال: قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيّدي، إنّك على كلّ شيء قدير، ثم قال: يا محمد، أنت عبد قد أخلصت لله، إنّي ناجيت الله فيك فأبى إلّا أن يضلّ بك كثيرا ويهدي بك كثيرا (29).
ومنها: ما رواه بسنده عن حمدويه، قال: حدّثني أبو سعيد الآدمي، عن محمد بن مرزبان، عن محمد بن سنان، قال: شكوت إلى الرضا عليهالسلام وجع العين فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر عليهالسلام وهو (أقل من (نيتي) (يدي) أوّل شيء) فدفع الكتاب إلى الخادم وأمرني أن أذهب معه، وقال: اكتم، فأتيناه وخادم قد حمله، قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السلام، فجعل أبو جعفر عليهالسلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء يقول: ناج، ففعل ذلك مرارا، فذهب كلّ وجع في عيني، وأبصرت بصرا لا يبصره أحد.
قال: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلك الله شيخا على هذه الأمّة كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني إسرائيل.
قال: ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس.
قال: وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذعت ما كان من أبي جعفر عليه السلام في أمر عيني، فعاودني الوجع.
قال: قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك: يا شبيه صاحب فطرس؟
فقال: إنّ الله غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس، فدقّ جناحه ورمى به في جزيرة من جزائر البحر، فلمّا ولد الحسين عليهالسلام بعث الله عزوجل جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله ليهنّئه بولادة الحسين عليهالسلام، وكان جبرئيل صديقا لفطرس، فمرّ به وهو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، فقال له: هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمد صلى الله عليه وآله، ليشفع فيك (لك)؟
قال: فقال فطرس: نعم، فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمد صلى الله عليه وآله فبلّغه تهنئة ربّه تعالى، ثم حدّثه بقصّة فطرس، فقال محمد صلى الله عليه وآله لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين عليه السلام، وتمسّح به، ففعل ذلك فطرس فجبر الله جناحه وردّه إلى منزله مع الملائكة (30).
ومنها: ما ذكره، فقال: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد، حدّثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن سنان جميعا، قالا: كنّا بمكّة وأبو الحسن الرضا فيها فقلنا له: جعلنا الله فداك، نحن خارجون وأنت مقيم فإن رأيت أن تكتب لنا إلى أبي جعفر عليهالسلام كتابا لنسلم (تلم) به، فكتب فقدمنا للموفّق فقلنا له: أخرجه إلينا وهو صدر موفّق، وأقبل يقرأه ويطويه وينظر فيه ويتبسم حتى أتى على آخره ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله.
قال محمد بن سنان: فلمّا فرغ من قراءته حرّك رجله وقال: ناجٍ ناجٍ.
فقال أحمد: ثم قال ابن سنان عند ذلك: فطرسية فطرسية (31).
وغيرها من الروايات.
السادس: انّه وقع في أسناد كتاب نوادر الحكمة، ولم يستثنه محمد بن الحسن بن الوليد، وقد استظهرنا وثاقة من لم يستثن كما تقدّم.
السابع: ما ذكره ابن طاووس في فلاح السائل، قال: أقول: وسمعت من يذكر طعنا على محمد بن سنان، لعلّه لم يقف على تزكيته والثناء عليه وكذلك يحتمل أكثر الطعون، فقال شيخنا المعظّم المأمون المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب كمال شهر رمضان ما هذا لفظه: على انّ المشهور من الوصف لهذا الرجل خلاف ما به شيخنا أتاه ووصفه، والظاهر من القول ضدّ ماله به ذكر، كقول أبي جعفر عليه السلام كما رواه القمّي، قال: دخلت على أبي جعفر عليهالسلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزى الله محمد بن سنان عنّي خيرا، فقد وفى لي، وكقوله عليهالسلام فيما رواه علي بن الحسين بن داود، قال: سمعنا أبا جعفر عليهالسلام يذكر محمد بن سنان بخبر ويقول: رضياللهعنه برضائي عنه، فما خالفني ولا خالف أبي قطّ ـ وقد ذكرنا هاتين الروايتين فيما تقدّم ـ.
قال: هذا مع جلالته في الشيعة، وعلوّ شأنه ورئاسته، وعظم قدره ولقائه من الأئمة عليهم السلام، ثلاثة، وروايته عنهم وكونه بالمحلّ الرفيع منهم، أبو إبراهيم موسى بن جعفر، وأبو الحسن علي بن موسى، وأبو جعفر بن علي، عليهم أفضل السلام ومع معجزة أبي جعفر عليه السلام الذي أظهرها الله تعالى وآيته التي أكرمه بها فيما رواه محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، انّ محمد بن سنان كان ضرير البصر فتمسّح بأبي جعفر الثاني عليهالسلام فعاد إليه بصره بعد ما كان افتقد.
إلى ان قال: ورويت بإسنادي إلى هارون بن موسى التلعكبري بإسناده الذي ذكره في أواخر الجزء السادس من كتاب عبد الله بن حمّاد الأنصاري ما هذا لفظه: أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدّثنا محمد بن همام، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي، قال: قلت لأحمد بن هليل الكرخي: أخبرني عمّا يقال في محمد بن سنان من أمر الغلوّ فقال: معاذ الله هو والله علّمني الطهور، وحبس العيال، وكان متقشّفا متعبّدا (32).
الثامن: ما ذكره العلّامة في المختلف في مسألة الرضاع فبعد أن نقل رواية فيها محمد بن سنان، قال: لا يقال انّ في طريقها محمد بن سنان، وفيه قول لأنّا رجّحنا العمل بروايته (33) وينافيه ما في الخلاصّة فإنّه توقّف في محمد بن سنان (34).
والتحقيق في المقام يقتضي النظر أوّلا: في هذه الوجوه المادحة، وما يمكن الاعتماد عليه منها.
وثانيا: على فرض تماميتها، هل يقع التعارض بينها وبين الوجوه القادحة أو يمكن الجمع بينها؟ فنقول: أمّا وقوعه في أسناد تفسير القمّي، فهو وان كان بحسب الظاهر صحيحا إلّا أنّه لا يشمله التوثيق، لأنّه وارد في القسم الثاني، وقد قلنا إنّ أفراد هذا القسم لا تشملهم شهادة علي بن إبراهيم.
وأمّا رواية الأجّلاء عنه فقد ذكرنا مرارا أنّ هذا لا يكون دليلا بنفسه على التوثيق ما لم يحرز أنّ الراوي لا يروي إلّا عن ثقة، ولم يثبت هذا في حقّ من روى عن محمد بن سنان كيونس بن عبد الرحمن، وأمثاله، وأمّا من ثبت عنهم أنّهم لا يروون إلّا عن ثقة، فلم يرد ذلك إلّا في مورد أو موردين ويمكن الخدشة فيهما لأنّ الموارد بعنوان صفوان فقط، لا صفوان بن يحيى، وبناء على هذا فلا يمكن الاعتماد على هذا الوجه أيضا.
وأمّا توثيق ابن طاووس، فمدركه الروايات وهي ضعيفة سندا، مضافا إلى أنّ بعضها ليس من كلام المعصوم.
وأمّا توثيق العلّامة، فهو غير مفيد لأنّه في عداد المتأخّرين مضافا إلى أنّه معارض بما في الخلاصة.
فهذه الوجوه الأربعة غير ناهضة، ولا يمكن الاعتماد عليها في الحكم بوثاقة محمد بن سنان.
وأمّا توثيق الشيخ المفيد وعدّه محمد بن سنان من خاصّة الامام أبي الحسن وشيعته وثقاته وأهل الورع والعلم، وممّن روى النصّ على إمامة الرضا عليهالسلام وقوله في مقابل هذا: هو مطعون عليه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه، فيمكن القول انّ محمد بن سنان له حالتان في نظر الشيخ المفيد، فهو لما كان من أصحاب الكاظم عليهالسلام كان على الحالة الاولى، ثم تبدل حاله، فهو ثقة في الاولى، ضعيف في الثانية.
إلّا أنّ الأقوى انّ لمحمد بن سنان حالة واحدة، وعلى أيّ حال فيمكن الجمع بهذا الاحتمال على فرض ثبوته.
وأمّا الوجوه الثلاثة الباقية فدلالتها على وثاقة محمد بن سنان تامّة ولا غبار عليها.
وأمّا وجوه القدح فأقواها دلالة على التضعيف، هو ما ذكره الفضل بن شاذان من أنّه من الكذابين المشهورين، أو انّ الكذّابين أربعة، وعدّ منهم محمد بن سنان، أو قوله: لا استحلّ أو لا أحلّ رواية محمد بن سنان، إلّا انّ هذا الوجه يلاحظ عليه أوّلا: ضعف السند فإنّ سنده هكذا محمد بن مسعود، عن عبد الله بن حمدويه، قال: سمعت الفضل.. إلخ وعبد الله بن حمدويه لم يذكر بمدح هذا في المورد الأوّل، وفي المورد الثاني: علي بن قتيبة النيسابوري وهو لم يوثّق أيضا، مضافا إلى أنّ الكشّي يقول: «وذكر الفضل في بعض كتبه، فالذي يظهر أنّ ما ذكره عبد الله بن حمدويه هو نفس ما رآه الكشّي في كتب الفضل.
ثانيا: انّ ابن داود ذكر في كتابه نقلا عن الكشّي، أنّ الأربعة الذين قال عنهم الفضل انّهم من الكذّابين المشهورين هم أبو الخطّاب، ويونس بن ظبيان، ويزيد الصائغ، وأبو سمينة أشهرهم (35)، ولم يذكر محمد بن سنان منهم، وفيه دلالة على أنّ نسخ كتاب الكشّي مختلفة، والقول بسقوط اسم محمد بن سنان بعيد، لأنّه ذكر أربعة أشخاص بأسمائهم، وعليه فهذا الوجه لا يمكن أن يعتمد عليه لعدم إحراز انّ محمد بن سنان من الأربعة.
ثالثا: احتمال أن يكون لهذا الاتّهام وجه وسيأتي.
هذا بالنسبة إلى أقوى وجوه التضعيف وهو غير ثابت.
ثم إنّ هناك احتمال آخر، وهو أنّ المراد من قول الفضل في آخر كلامه: وليس هو عبد الله شخص آخر هو أخ لعبد الله اسمه محمد بقرينة ذكر عبد الله إلّا أنّ هذا الاحتمال ضعيف جدّا وقابل للمناقشة.
وأمّا بقيّة الوجوه القادحة وهو ما ورد في كلام النجاشي وما نقله عن ابن عقدة وما جاء في كلام الشيخ، وتضعيفه إيّاه في أصحاب الرضا عليهالسلام وفي التهذيبين، وما ورد في كلام ابن الغضائري، وهكذا نسبته إلى الضعف في كلام الشيخ المفيد ـ إن لم نقل بالجمع المتقدم ـ فبعد التأمّل التامّ في كلماتهم رأينا أنّ نسبة الضعف إلى محمد بن سنان، إنّما نشأت من جهة رمية بالغلو، لا الضعف المطلق، ويظهر هذا من مواضع متعدّدة، منها: أولا: ما ذكره الكشّي في ترجمة المفضّل بن عمر فإنّه قال بعد ذكر جماعة من الغلاة: ومحمد بن سنان كذلك (36).
ثانيا: ما ذكره الشيخ في الفهرست من أنّ كتبه ـ أي محمد بن سنان ـ مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها، وجميع ما رواه إلّا ما كان فيه تخليط أو غلو (37).
فيظهر من هذا أنّ الشيخ ينسب محمد بن سنان إلى الغلو.
ثالثا: ما ذكره النجاشي من نسبة التضعيف إلى ابن عقدة في المورد الأوّل، وابن عقدة زيديّ المذهب فلعلّه يرى أنّ من يروي المعاجز لغير الزيديّة فهو عنده من الغلاة، ومحمد بن سنان كان كثير الرواية للمعاجز حتى قال: من كان يريد المعضلات فإليّ، ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ ـ يعني صفوان بن يحيى ـ (38).
هذا مضافا إلى أنّ النجاشي ذكر كلام صفوان في محمد بن سنان من أنّه همّ أن يطير غير مرّة فقصصناه، وهذا يدلّ على اضطراب محمد بن سنان مدّة ثمّ عاد، والتعبير بالطيران والارتفاع والغلو تؤدّي معنى واحدا في الاصطلاح.
وأمّا المورد الثاني من كلام النجاشي، وهو ما ذكره في ترجمة المدائني فلأنّ ميّاحًا مرميّ بالغلو وقال عنه ابن الغضائري: غالٍ (39)، ومن هنا قال النجاشي: وطريقها أضعف منها (40).
ورابعا: انّ في قول الفضل: لا أستحلّ الرواية عن محمد بن سنان ما دمت حيّا، وإذنه بعد موته، إشعارا بتهمة محمد بن سنان بالغلو؛ لأنّه إذا كان غير ثقة فما الفرق في الرواية عنه حيّا وميّتا بعكس ما إذا كان مرميّا بالغلو، فإنّ الفضل لا يحبّ أن تنسب رواياته إلى محمد بن سنان حال حياته.
وخامسا: ما يستفاد من الروايات وقد تقدّم نقلها ولا سيما ما يرويها هو عن نفسه كما في روايته حول إصابته بوجع العين، وكذا رواية رجوع بصره إليه بعد تمسّحه بالإمام الجواد عليه السلام وغيرها من الروايات، وفي بعضها انّ الامام حذّره من إذاعة الأمر، وأوصاه بالكتمان، إلّا أنّه لم يلتزم بذلك ممّا أوجب اتّهامه بالغلو، ويؤيّده ما رواه ابن طاووس، عن أحمد بن هليل، وسؤاله عمّا يقال عن محمد بن سنان في أمر الغلو وقد تقدّمت الرواية عند نقل عبارة ابن طاووس.
سابعا: ما ورد في جواب الشيخ المفيد قدس سره، عن سؤال أخبار الأشباح، قال: إنّ الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها وتتباين معانيها، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة، وصنّفوا كتبا لغوا فيها، وهزأوا فيما اثبتوا في معانيها، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحقّ، وتخرصوا الباطل بإضافتها إليهم من جملتها كتاب سمّوه كتاب الأشباح والاظلة، ونسبوا تأليفه إلى محمد بن سنان، ولسنا نعلم صحّة ما ذكروه في هذه الباب عنه، فإن كان صحيحا فإنّ ابن سنان قد طعن عليه، وهو متّهم بالغلو، وإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضال بضلاله عن الحق، وإن كذبوا فقد تحمّلوا أوزار ذلك (41).
وعليه فإنّ التضعيف الوارد في حقّ محمد بن سنان إنّما هو من هذه الجهة.
والذي يقوى في النفس: أنّ محمد بن سنان مرّ بفترة اضطراب ثمّ عاد، ويدلّ عليه قول صفوان المتقدم، كما أنّ الشيخ قد ضعفّه في أصحاب الرضا عليه السلام، أمّا في أصحاب الكاظم والجواد فلم يضعّفه، ولعلّ اضطرابه كان في تلك الفترة.
وأمّا ما ذكره الكشّي: عن أيّوب بن نوح في موردين، فالمورد الثاني ورد معلّلا بأنّ محمد بن سنان، قال قبل موته: كلّما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية، وإنّما وجدته، وعليه فيكون هو المقدم على المورد الأوّل لخلّوه عن التعليل، وحينئذ يكون عدم استحلال ابن نوح الرواية عن محمد بن سنان لهذه الجهة.
وقد تقدّم في الفصل السابق انّه لا إشكال في الحديث والتحدّث عن طريق الوجادة، مع العلم بنسبة الكتاب إلى صاحبه، نعم لا يصحّ أن يقول: حدّثني أو سمعت ما لم يعلم بذلك، أمّا مع العلم بنسبة الكتاب إلى صاحبه والنقل عنه فلا مانع منه.
إلّا أنّ هذا الكلام عن محمد بن سنان من أنّ كلّ ما حدّث به فهو وجادة غير قابل للتصديق، كيف ومحمد بن سنان له من الكتب بعدد كتب الحسين بن سعيد، كما ذكر الشيخ، وقد عاصر ثلاثة من الأئمّة عليهم السلام، ولقي كثيرا من الأصحاب، وروى عنه أكثر من سبعين شخصا (42)، والحاصل انّ هذه الحكاية ممّا لم يعلم لها وجها، ثم إن الروايات المادحة ... وان كان كثيرا منها عن نفس محمد بن سنان، الا أنها تدل على أنه لم يكن غاليا بل هو محلّ رضى من الامام عليهالسلام، نعم صدر عنه بعض الأمور التي أشار إليها صفوان، إلّا أنّه رجع عن ذلك، فليس من البعيد ترجيح جانب الوثاقة في محمد بن سنان.
وعلى فرض أنّ التضعيف مطلق، ولم يكن من جهة رميه بالغلو ـ وقد سبق أن قلنا إنّ الوجوه المادحة مطلقة ـ فحينئذ يقع التعارض فتتساقط الوجوه ولا يثبت التوثيق.
وأمّا على القول بأنّ التضعيف إنّما كان من جهة رميه بالغلو فلترجيح جانب الوثاقة على التضعيف مجال.
وقد ذهب السيّد الاستاذ قدس سره إلى القول الأوّل وحكم بعدم وثاقته كما ذكرنا.
هذا بالنسبة إلى الجهة الاولى.
وأمّا بالنسبة إلى الجهة الثانية، وهي روايات محمد بن سنان فالذي يقال: إنّ رواياته يمكن الاعتماد عليها، وذلك لما ذكره الشيخ، فإنه قال: وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها وله كتاب النوادر، وجميع كتبه إلّا ما فيها تخليط أو غلو أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة، عن أبي جعفر بن بابويه، عن أبيه، عن محمد ابن الحسن، جميعا، عن سعد، والحميري، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن محمد عنه، كما أنّ النجاشي يقول: حدّثنا جماعة شيوخنا.
فإن قلنا إنّ معنى هذا أنّ الشيخ روى جميع ما رواه محمد بن سنان، إلّا ما كان فيه تخليط وغلو، فهذه الأخبار المذكورة التي رواها عنه نقيّة وسليمة عن التخليط والغلو، وهكذا الأمر بالنسبة إلى الصدوق، والكليني، لأنّهما يذكران هذا السند، وحينئذ تكون روايات محمد بن سنان الواردة في الكتب الأربعة كلّها سليمة لا تخليط فيها ولا غلو، وإن قلنا انّ قوله إلّا ما كان فيها تخليط أو غلو متعلّق بالقسم الأوّل من كلامه، وداخل فيه، وقوله: أخبرنا بكتبه جملة مستأنفة، فلا دلالة في الكلام على أنّ رواياته سليمة عن التخليط والغلو، وعلى كلا التقديرين لا يضرّ ذلك بعد ما رجحنا جانب الوثاقة في محمد ابن سنان.
__________________
(1) معجم رجال الحديث ج 17 ص 169 الطبعة الخامسة.
(2) ن. ص ج 17 ص 148.
(3) ن. ص ج 23 ص 198.
(4) ن. ص ج 17 ص 168.
(5) رجال النجاشي ج 2 ص 208 الطبعة الاولى المحققة.
(6) ن. ص 378.
(7) الفهرست ص 169 الطبعة الثانية.
(8) رجال الشيخ ص 386 الطبعة الاولى.
(9) الاستبصار ج 3 ص 224 الحديث 810 الطبعة الرابعة.
(10) رجال الكشي ج 2 ص 687 مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
(11) ن. ص 795.
(12) ن. ص 796.
(13) ن. ص 796.
(14) ن. ص 613.
(15) ن. ص 823.
(16) مجمع الرجال ج 5 ص 229 مؤسسة اسماعيليان.
(17) ن. ص ج 3 ص 3.
(18) ن. ص ج 2 ص 74 مؤسسة اسماعيليان.
(19) الإرشاد ص 304 الطبعة الثالثة.
(20) كتاب الغيبة ص 211 الطبعة الثانية.
(21) تفسير القمي ج 1 ص 249 الطبعة الاولى المحققة.
(22) معجم رجال الحديث ج 17 ص 150 الطبعة الخامسة.
(23) كتاب الغيبة ص 211 الطبعة الثانية.
(24) رجال الكشي ج 2 ص 792 مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
(25) ن. ص 792.
(26) ن. ص 796.
(27) ن. ص 796.
(28) ن. ص 849
(29) ن. ص 849.
(30) ن. ص 850.
(31) ن. ص 850.
(32) فلاح السائل ص 13 من مقدمة الكتاب.
(33) مختلف العلامة ج 2 ص 70 الطبعة القديمة سنة 1323 ه.
(34) رجال العلامة ص 251 الطبعة الثانية.
(35) رجال ابن داود ـ القسم الثاني ص 507 طبع جامعة طهران.
(36) رجال الكشي ج 2 ص 612 مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
(37) الفهرست ص 169 الطبعة الثانية.
(38) رجال الكشي ج 2 ص 796 مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
(39) مجمع الرجال ج 6 ص 164 مؤسسة اسماعيليان.
(40) رجال النجاشي ج 2 ص 378 الطبعة الاولى المحققة.
(41) المسائل السرويّة المطبوع ضمن عدة رسائل للشيخ المفيد ص 210 الطبعة الثانية.
(42) معجم رجال الحديث ج 17 ص 150 الطبعة الخامسة.