أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2018
2043
التاريخ: 10-12-2019
6235
التاريخ: 28-1-2020
6242
التاريخ: 30-8-2019
1398
|
جرير بن عبد الله البجلي مقاول حرب في سبيل الله
هو جرير، بن عبد الله ، بن جابر، بن مالك، بن نضر، بن ثعلب، بن جشم من بني زيد بن كهلان بن سبأ. وتلتقي بجيلة وخثعم في أنمار بن إراش، وبجيلة جدتهم زوجة أنمار. وفي جرير وبجيلة قال الشاعر (سيرة ابن هشام:1/49):
لولا جريرٌ هلكتْ بجيلة *** نِعْمَ الفتى وبئست القبيلة
وكان جرير طويلاً، وقد بالغوا في وصف طوله بأحاديث أسانيدها صحيحة على شرط الشيخين البخاري ومسلم! فقالوا كان طوله ستة أذرع، وقالوا كان رأسه يصل الى سنام البعير، وكان طول نعله ذراعاً .
وقالوا: كان جميلاً وسيماً، وكان يتباهى بذلك فقال: رآني عمر متجرداً ، أي عرياناً، فقال: ما أرى أحداً من الناس صُوِّر صورةَ هذا إلا ما ذكر من يوسف ! وقد أمَّره عمر على قبيلته بجيلة، فشاركوا في القادسية وبعدها. (الإصابة:1/583).
أسلم قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بأربعين يوماً، وزعم أن النبي (صلى الله عليه وآله) بشر المسلمين به قبل أن يصل، وقال إنه خير أهل اليمن، وإن عليه مسحة مَلِك، وإنه دعا له بالبركة ولذريته، ومسح بيده على رأسه ووجهه وصدره وبطنه، حتى انحنى جرير حياء أن تدخل يد النبي (صلى الله عليه وآله) تحت إزاره! ثم بسط له عرض ردائه وقال له: على هذا يا جرير فاقعد! (أوسط الطبراني:6/179، ومسند أحمد:4/360).
وفي الإستيعاب:1/237: «قال جرير: أسلمت قبل موت النبي (صلى الله عليه وآله) بأربعين يوماً».
وفي صحيح بخاري:4/25: «ما حجبني النبي منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي. ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال: اللهم ثبته، واجعله هادياً مهدياً». وحذف البخاري منه قول جرير إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتبسم له حتى لو كان في الصلاة! (مبسوط السرخسي:1/77).
وزعم جرير أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «جرير منا أهل البيت ظهراً لبطن، قالها ثلاثاً». وإذا جاءته الوفود يقول له إلبس حلتك، فيباهي به الناس! (مجمع الزوائد:9/373).
وهو بذلك يضاهي سلمان الفارسي رضي الله عنه، عندما رأى احترام المسلمين له ، ودوره المؤثر في فتح العراق وإيران .
كما قالوا إن النبي (صلى الله عليه وآله) بعث جريراً الى المتنبئ العنسي في اليمن، والى ذي الكلاع اليهودي، قال البلاذري:1/125: «قالوا: فبعث رسول الله جرير بن عبد الله البجلي في السنة التي توفى رسول الله فيها، وفيها كان إسلام جرير، إلى الأسود يدعوه إلى الإسلام فلم يجبه. وبعض الرواة ينكر بعثة النبي (صلى الله عليه وآله) جريراً إلى اليمن».
وفي صحيح بخاري: 4/23: «قال لي رسول الله‘: ألا تريحني من ذي الخلصة؟ وكان بيتاً في خثعم يسمى كعبة اليمانية. قال: فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، قال: وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري، وقال: اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً. فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبره، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب. قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها، خمس مرات».
أقول: هذه نماذج من تعظيم جرير لنفسه، وقد قبل رواة الخلافة كلامه، لأنه مرضي عند الحكومة. وقد يكون النبي (صلى الله عليه وآله) بعثه الى اليمن لهدم صنم أو لإبلاغ رسالة الى الأسود العنسي، أو ذي الكلاع اليهودي، لكنَّ تباهي جرير وإفراطه في مدح نفسه مردود، لأن المبالغة والتبجح فيه ظاهران!
وصف أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) جريراً وصديقه وأستاذه الأشعث بن قيس بقوله: «أما هذا الأعور، يعنى الأشعث، فإن الله لم يرفع شرفاً إلا حسده، ولا أظهر فضلاً إلا عابه، وهو يُمنى نفسه ويخدعها، يخاف ويرجو، فهو بينهما لا يثق بواحد منهما. وقد من الله عليه بأن جعله جباناً، ولو كان شجاعاً لقتله الحق !
وأما هذا الأكثف عند الجاهلية ، يعنى جرير بن عبد الله البجلي ، فهو يرى كل أحد دونه ، ويستصغر كل أحد ويحتقره ، قد ملئ ناراً ، وهو مع ذلك يطلب رئاسة ويروم إمارة ، وهذا الأعور يغويه ويطغيه ، إن حدثه كذبه ، وإن قام دونه نكص عنه ، فهما كالشيطان إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِئٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ». (شرح النهج:20/286)
ومعنى الأكثف عند الجاهلية: الثقيل التصرف عندما تثور جاهليته. والرجل الكثيف: الثقيل الغليظ المعاشرة، لشدة أنانيته.
دخل جرير الى العراق مع خالد بعد اليمامة، وساعده في عقود الصلح وجباية الأموال. وذلك في أوائل السنة الثانية عشرة للهجرة، أما قبلها فلم يقم جرير بشئ إلا ما روي أنه جاء الى أبي بكر(الكامل:2/375): «وأمره أن يستنفر من قومه من ثبت على الإسلام ويقاتل بهم من ارتد عن الإسلام، وأن يأتي خثعم فيقاتل من خرج غضباً لذي الخلصة. فخرج جرير وفعل ما أمره، فلم يقم له أحد إلا نفر يسير فقتلهم وتتبعهم».
ونحن نشك في ذلك أو في أهميته، لأن بجيلة كانت متفرقة في القبائل. فالمؤكد أن جريراً بدأ نشاطه بعد سنة ونصف من وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بذهابه مع خالد.
قال البلاذري: 2 /296: «وقد روى أن خالداً لما كان بناحية اليمامة كتب إلى أبى بكر يستمده، فأمده بجرير بن عبد الله، فلقيه جرير منصرفاً من اليمامة، فكان معه، وواقع صاحب المذار بأمره . والله أعلم» .
وقال البلاذري:2/299: «ثم بعث خالد جرير بن عبد الله البجلي إلى أهل بانقيا، فخرج إليه بصبهرى بن صلوبا فاعتذر إليه من القتال وعرض الصلح، فصالحه جرير على ألف درهم وطيلسان. ويقال إن ابن صلوبا أتى خالداً فاعتذر إليه وصالحه هذا الصلح. فلما قتل مهران ومضى يوم النخيلة (أي بعد سنتين) أتاهم جرير فقبض منهم ومن أهل الحيرة صلحهم، وكتب لهم كتاباً بقبض ذلك..
وقوم ينكرون أن يكون جرير بن عبد الله قدم العراق إلا في خلافة عمر بن الخطاب، وكان أبو مخنف والواقدي يقولان: قدمها مرتين. قالوا: وفتح جرير بوازيج الأنبار، وبها قوم من مواليه».
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|