أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
4034
التاريخ: 22-8-2016
3411
التاريخ: 22-8-2016
3169
التاريخ: 22-8-2016
3717
|
روي في البحار عن الكافي عن النعمان بن بشير، قال : كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي فلمّا أن كنّا بالمدينة دخل على أبي جعفر (عليه السلام) فودّعه و خرج من عنده و هو مسرور حتى وردنا الأخيرجة أول منزل تعدل من فيد الى المدينة، يوم الجمعة فصلّينا الزوال، فلمّا نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب فناوله فقبّله و وضعه على عينيه، و إذا هو من محمد بن عليّ (عليه السلام) الى جابر بن يزيد و عليه طين أسود رطب.
فقال له : متى عهدك بسيدي؟ فقال : الساعة، فقال له : قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال : بعد الصلاة، قال : ففكّ الخاتم و أقبل يقرأه و يقبض وجهه حتى أتى على آخره، ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكا و لا مسرورا حتى وافى الكوفة ؛ فلمّا وافينا الكوفة ليلا بتّ ليلتي، فلمّا أصبحت اتيته إعظاما له، فوجدته قد خرج عليّ و في عنقه كعاب قد علّقها و قد ركب قصبة و هو يقول : أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور، و أبياتا من نحو هذا، فنظر في وجهي و نظرت في وجهه فلم يقل لي شيئا و لم أقل له، و أقبلت أبكي لما رأيته و اجتمع عليّ و عليه الصبيان و الناس و جاء حتى دخل الرحبة و أقبل يدور مع الصبيان و الناس يقولون : جنّ جابر بن يزيد.
فو اللّه ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك الى واليه أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه و ابعث إليّ برأسه، فالتفت الى جلسائه فقال لهم : من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا : اصلحك اللّه كان رجلا له علم و فضل و حديث و حجّ فجنّ و هو ذا في الرحبة مع الصبيان يلعب على القصب، فقال : الحمد للّه الذي عافاني من قتله.
قال الراوي : و لم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة و صنع ما كان يقول جابر.
و لا يخفى انّ منصور بن جمهور تولّى المدينة سنة 126 هـ من قبل يزيد بن الوليد الأموي بعد عزل يوسف بن عمر عنها، و بعد سنتين من وفاة الامام الباقر (عليه السلام) و يمكن أن يكون إخبار جابر (رحمه اللّه) عن وقائع الكوفة الآتية بما سمعه من الامام محمد الباقر (عليه السلام).
يقول المؤلف : إن جابر بن يزيد من كبار التابعين و حامل اسرار علوم اهل البيت (عليهم السّلام) و كانت تظهر منه بعض الاحيان معاجز لا تطيقها عقول الناس فلذا نسبوه الى الاختلاط و الّا فالروايات في مدحه كثيرة بل في رجال الكشي انّه انتهى علم الائمة (عليهم السّلام) الى أربعة نفر : أولهم سلمان الفارسي، و الثاني : جابر، و الثالث : السيد أي السيد الحميري و الرابع : يونس بن عبد الرحمن .
و المراد من جابر هو جابر بن يزيد الجعفي و لم يكن المراد جابر الانصاري بتصريح العلماء، و عدّه ابن شهرآشوب و الكفعمي باب علم الامام محمد الباقر (عليه السلام) و الظاهر انّ المراد من العلوم، علومهم و أسرارهم سلام اللّه عليهم، و روى الحسين بن حمدان الحضيني عن الصادق (عليه السلام) قال : إنمّا سمي جابرا لانّه جبر المؤمنين بعلمه و هو بحر لا ينزح و هو الباب في دهره و الحجة على الخلق من حجة اللّه أبي جعفر محمد بن عليّ (عليهما السّلام) .
قال القاضي نور اللّه في مجالس المؤمنين عند ترجمته : جابر بن يزيد الجعفي الكوفي، ورد ذكره في كتاب الخلاصة انّ الصادق (عليه السلام) ترحم عليه و قال : انّه يصدق علينا أي كلّ ما ينقله عنّا صحيح و صادق، و قال ابن الغضائري : انّ جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه و لكن جلّ من روى عنه ضعيف .
و روي في كتاب الشيخ أبو عمرو الكشي عن جابر انّه قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) و أنا شاب، فقال : من أنت؟ قلت : من أهل الكوفة، قال : ممن؟ قلت : من جعفي، قال : ما أقدمك الى هاهنا، قلت : طلب العلم، قال : ممن؟ قلت : منك، قال : فاذا سألك أحد من أين أنت فقل من أهل المدينة.
قال : قلت : أسألك قبل كلّ شيء عن هذا، أ يحلّ لي أن أكذب؟ قال : ليس هذا بكذب، من كان في مدينة فهو من أهلها حتى يخرج، قال : و دفع إليّ كتابا و قال لي : إن أنت حدّثت به حتى تهلك بنو أمية فعليك لعنتي و لعنة آبائي و إذا أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أميّة فعليك لعنتي و لعنة آبائي، ثم دفع إليّ كتابا آخر، ثم قال : و هاك هذا فان حدثت بشيء منه أبدا فعليك لعنتي و لعنة آبائي.
و روي أيضا عن عبد الحميد بن أبي العلا قال : دخلت المسجد حين قتل الوليد من فراعنة بني أمية فاذا الناس مجتمعون، قال : فأتيتهم فاذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء و إذا هو يقول : حدثني وصيّ الأوصياء و وارث علم الأنبياء محمد بن عليّ (عليه السلام)
قال : فقال الناس لمّا رأوا جرأته : جنّ جابر، جنّ جابر.
و روي أيضا عن جابر انّه قال : حدثني أبو جعفر (عليه السلام) بسبعين الف حديث لم أحدث بها أحدا قط، و لا أحدث بها أحدا أبدا، قال جابر : فقلت لأبي جعفر (عليه السلام) : جعلت فداك انّك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سرّكم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون.
قال : يا جابر فاذا كان ذلك فاخرج الى الجبان فاحفر حفيرة و دل رأسك فيها ثم قل : حدّثني محمد بن عليّ بكذا و كذا.
يقول المؤلف : قال الحسين بن حمدان : كان جابر قد جنّن نفسه، فركب القصب و طاف مع الصبيان حيث طلب للقتل، و كان فيما يدور إذ لقيه رجل في طريقه و كان الرجل قد حلف بطلاق امرأته في ليلته تلك انّه يسأل عن النساء اوّل من يلقاه، فاستقبله جابر، فسأله عن النساء.
فقال له جابر : النساء ثلاث، و هو راكب القصبة فمسكها الرجل، فقال له جابر : خلّ عن الجواد، فركض مع الصبيان، فقال الرجل : ما فهمت ما قال جابر، ثم لحق به فقال له : ما معنى النساء ثلاث؟ فقال جابر : واحدة لك و واحدة عليك و واحدة لا لك و لا عليك و قال له : خلّ عن الجواد.
فقال الرجل : ما فهمت قول جابر، فلحق به و قال : ما فهمت ما قلت، فقال له : امّا التي لك فالبكر و امّا التي عليك فالتي كان لها بعل و لها ولد منه، و التي لا لك و لا عليك فالثيّب التي لا ولد عليها .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|