أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
3240
التاريخ: 15-04-2015
5225
التاريخ: 20-10-2015
3862
التاريخ: 30-3-2016
3434
|
حدثت انتفاضة المدينة عام 63 أو 62 هجرية وعرفت باسم واقعة الحرّة وكان الباعث على هذه الثورة هو انّه قد سادت موجة من الغضب والرفض أرجاء العالم الإسلامي ضد يزيد أثر استشهاد الإمام الحسين ، وقد ثارت المدينة أيضاً وهي معقل أهل البيت والصحابة والتابعين .
أرسل عامل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان ـ وهو لا يقل عن يزيد سذاجة ونزقاً وغطرسة ـ جماعة من كبار المدينة بالنيابة عن أهاليها إلى الشام وبتوصية من يزيد حتى يشاهدوا الخليفة الشاب عن كثب ويتمتعوا بكرمه وإحسانه، ثمّ بعد ذلك يحثّون أهل المدينة على طاعته والخضوع له.
ولتنفيذ هذا المخطط أرسل عثمان مجموعة مركبة من: المنذر بن الزبير بن العوام، عبد اللّه بن أبي عمرو المخزومي، وعبد اللّه بن حنظلة غسيل الملائكة مع عدة شخصيات بارزة للقاء يزيد في دمشق، فراح يزيد ولعدم تمتعه بالتربية الإسلامية والمستشارين ليوصوه باتزان السلوك أمامهم على الأقل ولا حيطة أبيه ليعرب انّ الذي يحكم المسلمين باسم الإسلام فعليه ـ على الأقل ـ أن يحافظ على تعاليم الإسلام ويتظاهر بذلك، راح ـ و بحضور تلك الشخصيات ـ يلاعب الكلاب ويتجاهر بشرب الخمر ويقيم مجالس اللهو و الفجور والغناء دون انقطاع، غير انّه استقبلهم استقبالاً حاراً ولقيهم بحفاوة وأكرمهم وأحسن إليهم وقدّم لهم الهدايا والأموال الطائلة بما يزيد على الخمسين والمائة ألف دينار، و كان يعتقد انّهم سيمطرونه بالإطراء والمديح والثناء حينما يعودون إلى المدينة بعد كلّ هذه الحفاوة والتكريم والهدايا التي قدمها لهم في قصر دمشق الأخضر، ولكن هذا اللقاء لم يثمر النتيجة المطلوبة فقط، بل صار وبالاً عليه وحدث عكس ما كان يتوقعه تماماً.
رجعت تلك الشخصيات إلى المدينة ماعدا المنذر بن الزبير الذي ذهب إلى البصرة، وأعلنوا في اجتماع لهم بالناس: «قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسمر عنده الحرّاب ـ و هم اللصوص ـ وانّا نشهدكم أنّا قد خلعناه» .
وقال ابن حنظلة: «جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلاّ بنيّ هؤلاء لجاهدته بهم، وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلاّ لأتقوّى به» .
فبايع الناس أثر ذلك عبد اللّه بن حنظلة وطردوا عامل المدينة وجميع الأمويين منها، وبعد أن اطّلع يزيد على الأمر أرسل مسلم بن عُقْبَة الذي كان طاعناً في السن ومطيعاً لبني أُمية مع جيش جرّار لقمع الانتفاضة والقضاء عليها، وقال له : «ادع القوم ثلاثاً فإن أجابوك وإلاّ فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فانهبها ثلاثاً، فكلّ ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند».
هاجم جيش الشام المدينة واندلعت حرب دامية بين الفريقين، وانهزم الثوريون في النهاية، وقتل قادة الانتفاضة، فراح مسلم يقتلهم بشكل جماعي لمدة ثلاثة أيام وينهب أموالهم، وقد اقترف مقاتلو الجيش الشامي جرائم فظيعة يخجل القلم من كتابتها، و قد سمّي مسلم لقيامه بهذه المجازر مسرفاً، وبعد ان انتهت المجازر دعا مسلم الناس إلى البيعة ليزيد على أنّهم خول وخدم له.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|