التواضع في المشي ليس هو الضعف والخطوة الخائرة ، بل ان الخطوات المحكمة التي تحكي عن الجدية والقدرة هي من صميم التواضع.

نقرأ في سيرة النبي (صلى الله عليه واله) ان احد اصحابه يقول : "ما رايت احدا اسرع في مشيته من رسول الله (صلى الله عليه واله) ، كأنما الارض تطوى له ، وإنا لنجهد أنفسنا وانه لغير مكترث".(1)

ونقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير الاية {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] انه قال : "والرجل يمشي بسجيته التي جبل عليها لا يتكلف ولا يتبختر".(2)

وورد في حديث آخر ، في حالات النبي (صلى الله عليه واله) : "قد كان يتكفأ في مشيه كأنما يمشي في صبب"(3).

يعني حينما كان الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) يمشي فإنه يخطو خطوات سريعة دونما استعجال ، كأنما يمشي في منحدر .

على اية حال فإن طريقة المشي ليست مقصودة بذاتها ، بل هي نافذة إلى معرفة الحالة الروحية للإنسان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- تفسير في ظلال القرآن ، ذيل الاية 63 من سورة الفرقان ، وفي تفسير القرطبي ينقل رواية اخرى في هذا الصدد ايضا لها شبه كبير بما قلناه اعلاه.

2- تفسير مجمع البيان ، ذيل الاية 63 من سورة الفرقان.

3- تفسير روح المعاني ، ذيل الاية 63 من سورة الفرقان.