المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أحمد بن سليمان بن وهب الكاتب  
  
3448   05:29 مساءاً   التاريخ: 10-04-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج1، ص368-373
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015 5566
التاريخ: 24-3-2016 4085
التاريخ: 27-1-2016 5198
التاريخ: 7-10-2015 3005

ابن سعيد الكاتب، أبو الفضل، وأبوه أبو أيوب سليمان بن وهب الوزير وعمه الحسن بن وهب معروفان مشهوران مذكوران في هذا الكتاب ونسب هذا البيت مستقصى في ترجمة الحسن بن وهب مات فيما ذكره أبو عبد الله في كتاب معجم الشعراء في سنة خمس وثمانين ومائتين وكان أبو الفضل هذا بارعا فاضلا ناظما ناثرا قد تقلد الأعمال ونظر للسلطان في جباية الأموال وأخوه عبيد الله بن سليمان والقاسم بن عبيد الله وزير المعتضد والمكتفي ولأحمد من التصنيفات كتاب ديوان شعره وكتاب ديوان رسائله.

حدث الصولي قال وجدت بخط بعض الكتاب أن أحمد بن سليمان سأل صديقا له حاجة فلم يقضها له فقال: [البسيط]

 (قل لي نعم مرة إني أسر بها ... وإن عداني ما أرجوه من نعم)

 (فقد تعودت لا حتى كأنك لا ... تعد قولك لا إلا من الكرم)

 قال وحدثني الطالقاني كنا عند أحمد بن سليمان على شرب ومعنا رجل من الهاشميين ورجل من الدهاقين فعربد الهاشمي على الدهقان فأنشد أحمد بن سليمان: [الوافر]

 (إذا بدأ الصديق بيوم سوء ... فكن منه لآخر ذا ارتقاب)

 وأمر بإخراج الهاشمي فقال له أتخرجني وتدع نبطيا فقال نعم رأس كلب أحب إلي من ذنب أسد

 وحدث عن الحسين بن إسحاق قال كنت عند أحمد بن سليمان بن وهب ونحن على شراب فوافته رقعة فيها أبيات مدح فكتب الجواب فنسخته ولضم أنسخ الرقعة الواردة عليه وكان جوابه وصلت رقعتك أعزك الله فكانت كوصل بعد هجر وغنى بعد فقر وظفر بعد صبر ألفاظها در مشوف ومعانيها جوهر مرصوف وقد اصطحبا أحسن صحبة وتألفا أقرب ألفة لا تمجها الآذان ولا تتعب بها الأذهان وقرأت في آخرها من الشعر ما لم أملك نفسي أن كتبت لجلالته عندي وحسن موقعه من نفسي بما لا أقوم به مع تحيف الصهباء لبي وشربها من عقلي مقدار شربي ولكني واثق منك بطي سيئتي ونشر حسنتي: [الكامل]

(نفسي فداؤك يا أبا العباس ... وافى كتابك بعد طول الياس)

 (وافى وكنت بوحشتي متفردا ... فأصارني للجمع والإيناس)

 (وقرأت شعرك فاستطلت لحسنه ... فخرا على الخلصاء والجلاس)

 (عاينت منه عيون وشي سديت ... ببدائع في جانب القرطاس)

 (فاقت دقائقه وجل لحسنه ... عن أن يحد بفطنة وقياس)

 (شعر كجري الماء يخرج لفظه ... من حسن طبعك مخرج الأنفاس)

 (لو كان شعر الناس جسما لم يكن ... لكماله إلا مكان الراس)

 وكان لأحمد خادم يقال له عرام ويكنى أبا الحسام وكان يهواه جدا فخرج مرة إلى الكوفة بسبب رزقه مع إسحاق بن عمران فكتب إلى إسحاق: [الهزج]

 (دموع العين مذروفه ... ونفس الصب بالكوفه)

 (من الشوق إلى البدر الـ ... ذي يطلع بالكوفه)

 فلما قرأ كتابه وفاه رزقه وأنفذه إليه سريعا ومن كلامه النعم أيدك الله ثلاث مقيمة ومتوقعة وغير محتسبة فحرس الله لك مقيمها وبلغك متوقعها وآتاك ما لم تحتسب منها.

 قال ودخل أحمد بن سليمان إلى صديق له ولم يره كما ظن من السرور فدعا بدواة وكتب: [الخفيف]

 (قد أتيناك زائرين خفافا ... وعلمنا بأن عندك فضله )

(من شراب كأنه دمع مرهاء ... أضأت لها من الهجر شعله)

 (ولدينا من الحديث هنات ... معجبات نعدها لك جمله)

 (إن يكن مثل ما تريد وإلا ... فاحتملنا فإنما هي أكله)

 ومن مشهور شعره الذي لا تخلو مجاميع أهل الفضل منه قوله يصف السرو من أبيات وربما نسبوه إلى غيره: [الكامل]

 (خفت بسرو كالقيان تلحفت ... خضر الحرير على قوام معتدل)

 (فكأنما والريح حين تميلها ... تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل)

 وكتب في صدر كتاب إلى ابن أخيه الحسن بن عبيد الله بن سليمان: [البسيط]

 يا ابني ويا ابن أخي الأدنى ويا ابن أبي ... والمرتدي برداء العقل والأدب)

 (ومن يزيد جناحي من قواك به ... ومن إذا عد مني زان لي حسبي)

 ومن منثوره كتب إلي ابن أبي الإصبع لو أطعت الشوق إليك والنزاع نحوك لكثر قصدي لك وغشياني إياك مع العلة القاطعة عن الحركة الحائلة بيني وبين الركوب فالعلة إن تخلفت مخلفتي وإيثار التخفيف يؤخر مكاتبتي فأما مودة القلب وخلوص النية ونقاء الضمير والاعتداد بما يجدده الله لك من نعمة ويرفعك إليه من درجة ويبلغك إياه من رتبة فعلى ما يكون عليه الأخ الشقيق وذو المودة الشفيق وأرجو أن يكون شاهدي على ذلك من قلبك أعدل الشهود ووافدي بإعلامك إياه أصدق الوفود وبحسب ذلك انبساطي إليك في الحاجة تعرض قبلك ويعنى بالنجاح منها عندك وعرضت حاجة ليس تمنعني قلتها من كثير الشكر عليها والاعتداد بما يكون من قضائك إياها وقد حملتها يحيى لتسمعها منه وتتقدم بما أحب فيها جاريا علي كرم سجيتك وعادة تفضلك إن شاء الله .

 وكتب الى أخيه الوزير عبيد الله وقد سافر ولم يودعه أطال الله بقاء الوزير مصحبا له السلامة الشاملة والغبطة المتكاملة والنعم المتظاهرة والمواهب المتواترة في ظعنه ومقامه وحله وترحاله وحركته وسكونه وليله ونهاره وعجل إلينا أوبته وأقر عيوننا برجعته ومتعنا بالنظر إليه

 كان شخوص الوزير أعزه الله في هذه المدة بغتة أعجل عن توديعه فزاد ذلك في ولهي وإضرام لوعتي واشدت له وحشتي وذكرت قول كثير: [الطويل]

 (وكنتم تزينون البلاد ففارقت ... عشية بنتم زينها وجمالها)

 (فقد جعل الراضون إذ أنتم لها ... بخصب البلاد يشتكون وبالها)

 والوزير أعزه الله يعلم ما قيل في يحيى بن خالد: [الكامل]

 (ينسى صنائعه ويذكر وعده ... ويبيت في أمثاله يتفكر)

 وكتب إلى صديق له ليس عن الصديق المخلص والأخ المشارك في الأحوال كلها مذهب ولا وراءه للواثق به مطلب والشاعر يقول: [الكامل]

 (وإذا يصيبك والحوادث جمة ... حدث حداك إلى أخيك الأوثق)

وأنت الأخ الأوثق والولي المشفق والصديق الوصول والمشارك في المكروه والمحبوب قد عرفني الله من صدق صفائك وكرم وفائك على الأحوال المتصرفة والأزمنة المتقلبة ما يستغرق الشكر ويستعبد الحر وما من يوم يأتي علي إلا وثقتي بك تزداد استحكاما واعتمادي عليك يزداد توكدا والتياما أنبسط في حوائجي وأثق بنجح مسألتي والله أسأل لك طول البقاء في أدوم النعمة وأسبغها وأكمل العوافي وأتمها وألا يسلب الدنيا نضرتها بك وبهجتها ببقائك فما أعرف بهذا الدهر المتنكر في حالاته حسنة سواك ولا حيلة غيرك فأعيذك بالله من العيون الطامحة والألسنة القادحة وأسأله أن يجعلك في حرزه الذي لا يرام وكنفه الذي لا يضام وأن يحرسك بعينه التي لا تنام إنه ذو المن والإنعام.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.