المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

غموض معنى الجملة
16-8-2017
المعالجة المحاسبية للتغير على حساب الاستثمار في الشركة التابعة
2023-12-03
Stonebreaker
6/9/2022
آداب الأذان
22-6-2017
النحت
2024-10-09
التحليل الطيفي
2024-08-11


شماتة آل أمية لعنهم الله بآل محمد (صلى الله عليه واله)  
  
3838   12:18 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص579-581.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

بعد ما فرغ ابن زياد من القتل و الأسر و النهب ، و بعد ما حبس أهل بيت الحسين (عليه السلام) كتب الى يزيد ، يخبره بما وقع و يسأله ما ذا يفعل بالرؤوس و الأسرى ، و كتب كتابا آخر الى عمرو بن سعيد والي المدينة يخبره أيضا بما وقع.

والشيخ المفيد لم يتعرض لكتابه الى يزيد لعنه اللّه بل قال : و لما فرغ من الطواف به (الرأس) في الكوفة ردوه الى باب القصر فدفعه ابن زياد الى زحر بن قيس و دفع إليه رءوس أصحابه و سرحه الى يزيد بن معاوية  (الى أن قال : و) تقدّم الى عبد الملك بن ابي الحريث السلمي فقال : انطلق حتى تأتي عمرو بن سعيد بالمدينة فبشره بقتل الحسين.

فقال عبد الملك : فركبت راحلتي و سرت نحو المدينة فلقيني رجل من قريش فقال : ما الخبر؟ فقلت : الخبر عند الامير تسمعه ، قال : انا للّه و انّا إليه راجعون قتل و اللّه الحسين (عليه السلام).

ولما دخلت على عمرو بن سعيد فقال : ما ورائك فقلت : ما يسر الامير قتل الحسين بن عليّ ، فقال : اخرج فناد بقتله ، فناديت ، فلم اسمع واعية قط كواعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن عليّ حين سمعوا النداء بقتله ، فدخلت على عمرو بن سعيد ، فلما رآني تبسم إليّ ضاحكا ثم أنشأ متمثلا بقول عمرو بن معد يكرب:

عجت نساء بني زياد عجة                 كعجيج نسوتنا غداة الارنب‏

ثم قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان ، ثم صعد المنبر فاعلم الناس بقتل الحسين بن عليّ (عليه السلام)‏ .

 وفي بعض الروايات انّ عمرو بن سعيد تكلم بكلمات ، يذكر بها مسألة قتل عثمان و انّ بني هاشم هم السبب في قتله فنحن قتلنا الحسين قصاصا ، فقال لعنه اللّه : انها لدمة  بلدمة و صدمة بصدمة ، كم خطبة بعد خطبة ، و موعظة بعد موعظة ، حكمة بالغة فما تغني النذر، و اللّه لوددت انّ رأسه في بدنه و روحه في جسده أحيانا كان يسبّنا و نمدحه و يقطعنا و نصله كعادتنا و عادته و لم يكن من أمره ما كان ، و لكن كيف نصنع بمن سلّ سيفه يريد قتلنا الّا أن ندفعه عن أنفسنا.

فقام عبد اللّه بن السائب فقال : لو كانت فاطمة حية فرأت رأس الحسين لبكت عليه ، فجبهه عمرو بن سعيد و قال : نحن أحقّ بفاطمة منك ، أبوها عمنا و زوجها أخونا و ابنها ابننا ، لو كانت فاطمة حيّة لبكت عينها ، و حرّت كبدها ، و ما لامت من قتله ، و دفعه عن نفسه‏ .

ودخل بعض موالي عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) فنعى إليه ابنيه ، فاسترجع فقال أبو السلاسل مولى عبد اللّه : هذا ما لقينا من الحسين بن عليّ ، فحذفه‏  عبد اللّه بن جعفر بنعله ثم قال : يا ابن اللخناء أ للحسين تقول هذا؟ و اللّه لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه ، و اللّه انّه لمما يسخى نفسي عنهما و يعزي عن المصاب بهما انهما اصيبا مع أخي و ابن عمي مواسيين له صابرين معه ، ثم أقبل على جلسائه فقال : الحمد للّه الذي عزّ عليّ بمصرع الحسين (عليه السلام) أن لا أكن آسيت حسينا بيدي فقد آساه ولداي.

 فخرجت أم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب رحمه اللّه ، حين سمعت نعي الحسين (عليه السلام) حاسرة و معها أخواتها ، أم هاني و أسماء و رملة و زينب ، تبكي قتلاها بالطف و هي تقول:

ما ذا تقولون إن قال النبي لكم‏             ما ذا فعلتم و أنتم آخر الأمم‏

بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي‏               منهم أسارى و قتلى ضرجوا بدم‏

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم‏                   أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي‏

روى الطوسي انّه : لما أتى نعي الحسين (عليه السلام) الى المدينة خرجت أسماء بنت عقيل في جماعة من نسائها حتى انتهت الى قبر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فلاذت به و شهقت عنده ، ثم التفت الى المهاجرين و الانصار و هي تقول:

ما ذا تقولون ان قال النبي لكم‏             يوم الحساب و صدق القول مسموع‏

خذلتم عترتي أو كنتم غيبا                 و الحق عند ولي الأمر مجموع‏

أسلمتموهم بأيدي الظالمين فما            منكم له اليوم عند اللّه مشفوع‏

قال الراوي : فما رأينا باكيا و لا باكية أكثر مما رأينا ذلك اليوم‏ .

 فلما أصبحوا تحدّث أهل المدينة عن سماعهم البارحة مناديا ينادي:

أيها القاتلون جهلا حسينا                  أبشروا بالعذاب و التنكيل‏

كل أهل السماء يدعوا عليكم‏               من نبي و مرسل و قبيل‏

قد لعنتم على لسان ابن داوو              د و موسى و حامل الانجيل‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.