المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مآتم يوم العاشر من المحرم  
  
3337   12:34 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص639-641.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016 3519
التاريخ: 2-04-2015 4110
التاريخ: 22-5-2019 1978
التاريخ: 17-3-2016 3350

حكى الشيخ المرحوم المحدث النوري‏  طاب ثراه بسند صحيح عن العالم الجليل ذي الكرامات الباهرة و المقامات العالية الآخوند ملا زين العابدين السلماسي رحمه اللّه انّه قال : لما رجعت من سفر زيارة الرضا (عليه السلام) مررنا بجبل ألوند قريب همدان ، فنزلنا فيه و اشتغل أصحابي بنصب الخيام و نظرت في سفح الجبل فرأيت شيئا أبيضا ، فتأمّلت فاذا بشيخ أبيض اللحية عليه عمامة صغيرة بيضاء على مكان مرتفع بمقدار أربعة أذرع و قد نضد حوله أحجارا كبارا بحيث لا يرى منه الّا رأسه ، فدنوت منه و سلّمت عليه و ألطفت به فآنس بي و نزل عن مكانه ، و حدّثني بما جرى عليه و انّه ليس من سلك الفرق البطالين و انّه كان له أهلا و ولدا و بعد قضاء وطره منهم اختار العزلة لمجرد العبادة و عنده الرسائل العلمية من علماء عصره.

وذكر من جملة ما رآه في هذا المكان انّه كان أوّل نزوله فيه في شهر رجب ، قال : فلما مضى منه خمسة أشهر و كنت مشغولا بالصلاة في وقت المغرب فاذا بولولة عظيمة و أصوات عجيبة ، ففزعت و خفّفت الصلاة ، فنظرت في هذه البرية و اذا هي غاصة بالحيوانات متوجّه إليّ ، فزاد اضطرابي و خوفي و تعجبت من هذا الاجتماع ، فتأمّلت فاذا فيها من الحيوانات المتضادة كالغزال و الاسد و الأيّل‏  و النمر و الذئب مختلطات صائحات بأصوات غريبة ، فاجتمعن عند محلي هذا رافعات رؤوسهن إليّ و صائحات في وجهي ، فقلت : من البعيد أن يكون سبب اجتماع هذه الوحوش و السباع المتضادة افتراسي و لا يفترس بعضهم بعضا ، ما هذا الّا لحادث عظيم و أمر جسيم ، فتفكرت في ذلك فوقع في خاطري انّ هذه عشية عاشوراء و هذا الاجتماع والغوغاء و النياح لمصيبة أبي عبد اللّه (عليه السلام) ، فلما اطمأننت بذلك طرحت عمامتي و ضربت رأسي و ألقيت نفسي من مكاني و جعلت أقول حسين حسين شهيد حسين مظلوم حسين عطشان حسين و أمثال ذلك.

فانفرجن و جعلن لي مكانا كالحلقة بينهنّ و جعل بعضهنّ يضربن رؤوسهن على الارض و بعضهنّ يطرحن نفسهنّ عليها الى أن طلع الفجر، فتفرّقن مترتبا الأوحش منهنّ فلأوحش ، ثم كان ذلك عادتهنّ في كل سنة الى الآن ، و قد مضى ثمانية عشر سنة من ذلك الوقت حتى قد يشتبه عليّ الشهر فنعرف يوم العاشوراء من اجتماعهنّ‏  .

وفي السيرة الحلبية انّ زاهدا كان يضع قطعات الخبز للنمل و لم تأكل النمل منه يوم عاشوراء ، ومن قبيل هذه الحكاية كثيرة و يكفينا ما ذكرناه ، فنذكر حديثا لتصديق ما نقله شيخنا المرحوم ، روى الشيخ الاجل الاقدم أبو القاسم جعفر بن قولويه القمي رضى اللّه عنه عن الحارث الاعور عن امير المؤمنين (عليه السلام) انّه قال : بأبي و أمي الحسين المقتول بظهر الكوفة و اللّه كأنّي انظر الى الوحش مادة أعناقها على قبره من انواع الوحش يبكونه و يرثونه ليلا حتى الصباح ، فاذا كان كذلك فاياكم و الجفاء .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.