أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2019
1784
التاريخ: 7-1-2020
1833
التاريخ: 30-3-2021
1794
التاريخ: 4-9-2019
2123
|
استطلاع امر الناس والقادة
لما أراد الامام علي عليه السلام المسير إلى الشام دعا من كان معه من المهاجرين والأنصار فجمعهم خطبة الإمام علي عليه السلام ثم حمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإنكم ميامين الرأي مراجيح الحلم مباركوا الأمر مقاويل بالحق وقد عزمنا على المسير إلى عدونا وعدوكم فأشيروا علينا برأيكم خطبة هاشم بن عتبة
فقام هاشم بن عتبة بن أبي وقاص فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد يا أمير المؤمنين فأنا بالقوم جد خبير هم لك ولأشياعك أعداء وهم لمن يطلب حرث الدنيا أولياء وهم مقاتلوك ومجادلوك لا يبقون جهدا مشاحة على الدنيا وضنا بما في أيديهم منها ليس لهم إربة غيرها إلا ما يخدعون به الجهال من طلب دم ابن عفان كذبوا ليسوا لدمه ينفرون ولكن الدنيا يطلبون انهض بنا إليهم فإن أجابوا إلى الحق فليس بعد الحق إلا الضلال وإن أبوا إلا الشقاق فذاك ظني بهم والله ما أراهم يبايعون وقد بقي فيهم أحد ممن يطاع إذا نهى ولا يسمع إذا أمر.
خطبة عمار بن ياسر
وقام عمار بن ياسر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أمير المؤمنين إن استطعت أن لا تقيم يوما واحدا فافعل اشخص بنا قبل استعار نار الفجرة واجتماع رأيهم على الصدود والفرقة وادعهم إلى حظهم ورشدهم فإن قبلوا سعدوا وإن أبوا إلا حربنا فوالله إن سفك دمائهم والجد في جهادهم لقربة عند الله وكرامة منه.
خطبة قيس بن سعد بن عبادة
ثم قام قيس بن سعد بن عبادة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين انكمش بنا عدونا إلى ولا تعرج فوالله لجهادهم أحب إلي من جهاد الترك والروم لإدهانهم في دين الله واستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله ومن المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان إذا غضبوا على رجل حبسوه وضربوه وحرموه وسيروه وفيئنا لهم في أنفسهم حلال ونحن لهم فيما يزعمون قطين
فقال أشياخ الأنصار منهم خزيمة بن ثابت وأبو أيوب وغيرهما لم تقدمت أشياخ قومك وبدأتهم بالكلام يا قيس
فقال أما إني عارف بفضلكم معظم لشأنكم ولكني وجدت في نفسي الضغن الذي في صدوركم جاش حين ذكرت الأحزاب فقال بعضهم لبعض ليقم رجل منكم فليجب أمير المؤمنين عليه السلام عن جماعتكم.
خطبة سهل بن حنيف
فقام سهل بن حنيف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين نحن سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ورأينا رأيك ونحن يمينك وقد رأينا أن تقوم في أهل الكوفة فتأمرهم بالشخوص وتخبرهم بما صنع لهم في ذلك من الفضل فإنهم أهل البلد وهم الناس فإن استقاموا لك استقام لك الذي تريد وتطلب فأما نحن فليس عليك خلاف منا متى دعوتنا أجبناك ومتى أمرتنا أطعناك.
خطبة الامام علي عليه السلام
وقام الإمام علي عليه السلام خطيبا على منبره يحرض الناس ويأمرهم بالمسير إلى صفين لقتال أهل الشام فقال سيروا إلى أعداء الله سيروا إلى أعداء القرآن والسنن سيروا إلى بقية الأحزاب وقتلة المهاجرين والأنصار
فقام رجل من بني فزارة فقال له أتريد أن تسير بنا إلى إخواننا من أهل الشام نقتلهم كلا كما سرت بنا إلى إخواننا من أهل البصرة فقتلتهم كلاها الله إذن لا نفعل ذلك
فقام الأشتر فقال من هذا المارق
فهرب الفزاري واشتد الناس على أثره فلحق في مكان من السوق تباع في البراذين فوطئوه بأرجلهم وضربوه بأيديهم ونصال سيوفهم حتى قتل
فأتي علي عليه السلام فقيل له يا أمير المؤمنين قتل الرجل
قال عليه السلام ومن قتله
قالوا قتلته همدان ومعهم شوب من الناس
فقال عليه السلام قتيل عمية لا يدري من قتله ديته من بيت مال المسلمين
خطبة مالك الاشتر
فقام الأشتر فقال خطبة الأشتر النخعي يا أمير المؤمنين لا يهدنك ما رأيت ولا يولينك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقي الخائن إن جميع من ترى من الناس شيعتك لا يرغبون بأنفسهم عن نفسك ولا يحبون البقاء بعدك فإن شئت فسر بنا إلى عدوك فوالله ما ينجو من الموت من خافه ولا يعطى البقاء من أحبه وإنا لعلى بينة من ربنا وإن أنفسنا لن تموت حتى يأتي أجلها وكيف لا نقاتل قوما هم كما وصف أمير المؤمنين وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من المسلمين بالأمس وباعوا اخلاقهم بعرض من الدنيا يسير
فقال علي عليه السلام: الطريق مشترك والناس في الحق سواء ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة فقد قضى ما عليه ثم نزل عليه السلام فدخل منزله
مقال من ثبطوه عن المسير
ولما أمر الإمام عليه السلام بالمسير إلى الشام دخل عليه عبد الله بن المعتم العبسي وحنظلة ابن الربيع التميمي في رجال كثير من غطفان وبني تميم
فقال له حنظلة يا أمير المؤمنين إنا قد مشينا إليك في نصيحة فاقبلها ورأينا لك رأيا فلا تردنه علينا فإنا نظرنا لك ولمن معك أقم وكاتب هذا الرجل ولا تعجل إلى قتال أهل الشام فإنا والله ما ندري ولا تدري لمن تكون الغلبة إذا التقيتم ولا على من تكون الدبرة
وقال ابن المعتم مثل قوله وتكلم القوم الذين دخلوا معهما بمثل كلامهما
رد الإمام عليه السلام عليهم
فحمد علي عليه السلام الله وأثنى ثم قال : أما بعد فإن الله وارث العباد والبلاد ورب السموات السبع والأرضين السبع وإليه ترجعون يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء أما الدبرة فإنها على الضالين العاصين ظفروا أو ظفر بهم وايم الله إني لأسمع كلام قوم ما أراهم يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا
فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال يا أمير المؤمنين إن هؤلاء والله ما آثروك بنصح ولا دخلوا عليك إلا بغش فاحذرهم فإنهم أدنى العدو
وقال له مالك بن حبيب إنه بلغني يا أمير المؤمنين أن حنظلة هذا يكاتب معاوية فادفعه إلينا نحسبه حتى تنقضي غزاتك وتتصرف
وقام من بني عبس قائد بن بكير وعياش بن ربيعة فقالا يا أمير المؤمنين إن صاحبنا عبد الله بن المعتم قد بلغنا أنه يكاتب معاوية فاحبسه أو مكنا من حبسه حتى تنقضي غزاتك ثم تتصرف
فقالا هذا جزاء لمن نظر لكم وأشار عليكم بالرأي فيما بينكم وبين عدوكم
فقال لهما علي عليه السلام الله بيني وبينكم وإليه أكلكم وبه استظهر عليكم اذهبوا حيث شئتم
خطبة عدي بن حاتم الطائي
وقام عدي بن حاتم الطائي بين يدي علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه
وقال يا أمير المؤمنين ما قلت إلا بعلم ولا دعوت إلا إلى حق ولا أمرت إلا برشد ولكن إذا رأيت أن تستأني هؤلاء القوم وتستديمهم حتى تأتيهم كتبك وتقدم عليهم رسلك فعلت فإن يقبلوا يصيبوا رشدهم والعافية أوسع لنا ولهم وإن يتمادوا في الشقاق ولا ينزعوا عن الغي نسر إليهم وقد قدمنا إليهم العذر ودعوناهم إلى ما في أيدينا من الحق فوالله لهم من الحق أبعد وعلى الله أهون من قوم قاتلناهم أمس بناحية البصرة لما دعوناهم إلى الحق فتركوه ناوخناهم براكاء القتال حتى بلغنا منهم ما نحب وبلغ الله منهم رضاه
خطبة زيد بن حصين الطائي
فقام زيد بن حصين الطائي وكان من أصحاب البرانس المجتهدين فقال الحمد لله حتى يرضى ولا إله إلا الله ربنا أما بعد فوالله إن كنا في شك في قتال من خالفنا ولا تصلح لنا النية في قتالهم حتى نستديمهم ونستأنيهم فما الأعمال إلا تباب ولا السعي إلا في ضلال والله تعالى يقول وأما بنعمة ربك فحدث إننا والله ما ارتبنا طرفة عين فيمن يتبعونه فكيف بأتباعه القاسية قلوبهم القليل من الإسلام حظهم أعوان الظلمة وأصحاب الجور والعدوان ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار ولا التابعين بإحسان فقام رجل من طيئ فقال يا زيد بن حصين أكلام سيدنا عدي بن حاتم يهجن فقال زيد ما أنتم بأعرف بحق عدي مني ولكني لا أدع القول بالحق وإن سخط الناس
خطبة أبي زينب بن عوف
ودخل أبو زينب بن عوف على الإمام علي عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين لئن كنا على الحق لأنت أهدانا سبيلا وأعظمنا في الخير نصيبا ولئن كنا على ضلال إنك لأثقلنا ظهرا وأعظمنا وزرا قد أمرتنا بالمسير إلى هذا العدو وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولاية وأظهرنا لهم العداوة نريد بذلك ما يعلم الله تعالى من طاعتك أليس الذي نحن عليه هو الحق المبين والذي عليه عدونا هو الحوب الكبير
فقال عليه السلام بلى شهدت أنك إن مضيت معنا ناصرا لدعوتنا صحيح النية في نصرنا قد قطعت منهم الولاية وأظهرت لهم العداوة كما زعمت فإنك ولي الله تسبح في رضوانه وتركض في طاعته فأبشر أبا زينب وقال له عمار بن ياسر اثبت أبا زينب ولا تشك في الأحزاب أعداء الله ورسوله فقال أبو زينب ما أحب أن لي شاهدين من هذه الأمة شهدا لى عما سألت من هذا الأمر الذي أهمني مكانكما.
خطبة يزيد بن قيس الأرحبي
ودخل يزيد بن قيس الأرحبي على علي عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين نحن أولو جهاز وعدة وأكثر الناس أهل قوة ومن ليس به ضعف ولا علة فمر مناديك فليناد الناس يخرجوا إلى معسكرهم بالنخيلة فإن أخا الحرب ليس بالسئوم ولا النئوم ولا من إذا أمكنته الفرص أجلها واستشار فيها ولا من يؤخر عمل الحرب اليوم لغد وبعد غد.
خطبة زياد بن النضر
فقال زياد بن النضر لقد نصح لك يزيد بن قيس يا أمير المؤمنين وقال ما يعرف فتوكل على الله وثق به واشخص بنا إلى هذا العدو راشدا معانا فإن يرد الله بهم خيرا لا يتركوك رغبة عنك إلى من ليس له مثل سابقتك وقدمك وإلا ينيبوا ويقبلوا وأبوا إلا حربنا نجد حربهم علينا هينا ونرجو أن يصرعهم الله مصارع إخوانهم ثم بالأمس.
خطبة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي
ثم قام عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فقال يا أمير المؤمنين إن القوم لو كانوا الله يريدون ولله يعملون ما خالفونا ولكن القوم إنما يقاتلوننا فرارا من الأسوة وحبا للأثرة وضنا بسلطانهم وكرها لفراق دنياهم التي في أيديهم وعلى إحن في نفوسهم وعداوة يجدونها في صدورهم لوقائع أوقعتها يا أمير المؤمنين بهم قديمة قتلت فيها آباءهم وأعوانهم ثم التفت إلى الناس فقال كيف يبايع معاوية عليا وقد قتل أخاه حنظلة وخاله الوليد وجده عتبة في موقف واحد والله ما أظنهم يفعلون ولن يستقيموا لكم دون أن تقصف فيهم قنا المران وتقطع على هامهم السيوف وتنثر حواجبهم بعمد الحديد وتكون أمور جمة بين الفريقين.
أدب الامام علي عليه السلام وكرم خلقه
وخرج جحر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة من أهل الشأم فأرسل علي عليه السلام إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما فأتياه فقالا يا أمير المؤمنين ألسنا محقين قال بلى قالا أوليسوا مبطلين قال بلى قالا فلم منعتنا من شتمهم قال كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرؤون ولكن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا ومن أعمالهم كذا وكذا كان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم اللهم احقن دماءهم ودماءنا وأصلح ذات بينهم وبيننا واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله ويرعوى عن الغي والعدوان منهم من لهج به لكان أحب إلي وخيرا لكم
فقالا يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك.
مقال عمرو بن الحمق
وقال له عمرو بن الحمق يومئذ والله يا أمير المؤمنين إني ما أحببتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك ولا إرادة مال تؤتينيه ولا التماس سلطان ترفع ذكري به ولكنني أحببتك بخصال خمس إنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه وأبو الذرية التي بقيت فينا من رسول الله صلى الله عليه وآله وأسبق الناس إلى الإسلام وأعظم المهاجرين سهما في الجهاد ولو أني كلفت نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي حتى يأتي علي يومي في أمر أقوى به وليك وأهين عدوك ما رأيت أني قد أديت فيه كل الذي يحق علي من حقك
فقال علي عليه السلام اللهم نور قلبه بالتقى واهده إلى صراطك المستقيم ليت أن في جندي مائة مثلك
فقال حجر إذن والله يا أمير المؤمنين صح جندك وقل فيهم من يغشك.
مقال حجر بن عدي
وقام حجر بن عدي فقال يا أمير المؤمنين نحن بنو الحرب وأهلها الذين نلقحها وننتجها قد ضارستنا وضارسناها ولنا أعوان وعشيرة ذات عدد ورأي مجرب وبأس محمود وأزمتنا منقادة لك بالسمع والطاعة فإن شرقت شرقنا وإن غربت غربنا وما أمرتنا به من أمرنا فعلنا
فقال الامام علي عليه السلام أكل قومك يرى مثل رأيك؟
قال ما رأيت منهم إلا حسنا وهذه يدي عنهم بالسمع والطاعة وحسن الإجابة
فقال له علي عليه السلام خيرا.
مقال هاشم بن عتبة
وقال زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بن بديل الخزاعي إن يومنا ليوم عصبصب ما يصبر عليه إلا كل مشبع القلب صادق النية رابط الجأش وايم الله ما أظن ذلك اليوم يبقى منهم ولا منا إلا الرذال
فقال عبد الله بن بديل أنا والله أظن ذلك
فبلغ كلامهما عليا عليه السلام
فقال لهما ليكن هذا الكلام مخزونا في صدوركما لا تظهراه ولا يسمعه منكما سامع إن الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتيه منيته كما كتب الله له فطوبى للمجاهدين في سبيله والمقتولين في طاعته
فلما سمع هاشم بن عتبة ما قالاه أتى عليا عليه السلام فقال سر بنا يا أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وعملوا في عباد الله بغير رضا الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله واستهوى بهم الشيطان ووعدهم الأباطيل ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى وقصد بهم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة وانتجاز موعد ربنا وأنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله رحما وأفضل الناس سابقة وقدما م يا أمير المؤمنين يعلمونمنك مثل الذي نعلم ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بهم الأهواء وكانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا تنصرك على من خالفك وتولى الأمر دونك جذلة والله ما أحب أن لي ما على الأرض فما أقلت ولا ما تحت السماء فما أظلت وأني واليت عدوا لك وعاديت وليا لك فقال علي عليه السلام اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك والموافقة لنبيك
خطبة الإمام علي عليه السلام
ثم إن عليا عليه السلام صعد المنبر فخطب الناس ودعاهم إلى الجهاد فبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم قال إن الله قد أكرمكم بدينه وخلقكم لعبادته فانصبوا أنفسكم في أداء حقه وتنجزوا موعوده واعلموا أن الله جعل أمراس الاسلام متينة وعراه وثيقة ثم جعل الطاعة حظ الأنفس ورضا الرب وغنيمة الأكياس عند تفريط العجزة وقد حملت أمر أسودها وأحمرها ولا قوة إلا بالله ونحن سائرون إن شاء الله إلى من سفه نفسه وتناول ما ليس له وما لا يدركه معاوية وجنده الفئة الطاغية الباغية يقودهم إبليس ويبرق لهم ببارق تسويفه ويدليهم بغروره وأنتم أعلم الناس بالحلال والحرام فاستغنوا بما علمتم واحذروا ما حذركم الله من الشيطان وارغبوا فيما عنده من الأجر والكرامة واعلموا أن المسلوب من سلب دينه وأمانته والمغرور من آثر الضلالة على الهدى فلا أعرفن أحدا منكم تقاعس عني وقال في غيري كفاية فإن الذود إلى الذود إبل ومن لا يذد عن حوضه يتهدم ثم أني آمركم بالشدة في الأمر والجهاد في سبيل الله وان لا تغتابوا مسلما وانتظروا النصر العاجل من الله إن شاء الله
خطبة الامام الحسن بن علي عليه السلام
ثم قام بعده الامام الحسن عليه السلام فقال الحمد لله لا إله غيره ولا شريك له ثم قال إن مما عظم الله عليكم من حقه وأسبغ عليكم من نعمه مالا يحصى ذكره ولا يؤدى شكره ولا يبلغه قول ولا صفة ونحن إنما غضبنا لله ولكم إنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم واستحكمت عقدتهم فاحتشدوا في قتل عدوكم معاوية وجنوده ولا تخاذلوا فإن الخذلان يقطع نياط القلوب وإن الأقدام على الأسنة نخوة وعصمة لم يتمنع قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إلى معالم الملة ثم أنشد والصلح تأخذ منه مارضيت به والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
خطبة الامام الحسين بن علي عليه السلام
ثم قام الحسين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يأهل الكوفة أنتم الأحبة الكرماء والشعار دون الدثار جدوا في إطفاء ما وتر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم إلا إن الحرب شرها وريع وطعمها فظيع فمن أخذ لها أهبتها واستعد لها عدتها ولم يألم كلومها قبل حلولها فذاك صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن لا ينفع قومه وأن يهلك نفسه نسأل الله بقوته أن يدعمكم بالفيئة ثم نزل.
خطبة عبد الله بن عباس
وكتب الامام علي عليه السلام إلى ابن عباس بالبصرة أما بعد فاشخص إلي بمن قبلك من المسلمين والمؤمنين وذكرهم بلائي عندهم وعفوي عنهم في الحرب وأعلمهم الذي لهم في ذلك من الفضل والسلام فلما وصل كتابه إلى ابن عباس قام في الناس فقرأ عليهم الكتاب وحمد الله وأثنى عليه وقال:
أيها الناس استعدوا للشخوص إلى إمامكم وانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرءون القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب ولا يدينون دين الحق مع أمير المؤمنين وابن عم رسول الله الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والصادع بالحق والقيم بالهدى والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لائم.
خطبة لمعاوية
ولما نزل الامام على عليه السلام النخيلة متوجها إلى الشأم وبلغ معاوية خبره وهو يومئذ بدمشق قد ألبس منبر دمشق قميص عثمان مخضبا بالدم وحول المنبر سبعون ألف شيخ يبكون حوله لا تجف دموعهم على عثمان خطبهم وقال يأهل الشأم قد كنتم تكذبونني في علي وقد استبان لكم أمره والله ما قتل خليفتكم غيره وهو أمر بقتله وألب الناس عليه وآوى قتلته وهم جنده وأنصاره وأعوانه وقد خرج بهم قاصدا بلادكم ودياركم لإبادتكم يأهل الشأم الله الله في دم عثمان فأنا وليه وأحق من طلب بدمه وقد جعل الله لولي المقتول ظلما سلطانا فانصروا خليفتكم المظلوم فقد صنع القوم ما تعلمون قتلوه ظلما وبغيا وقد أمر الله تعالى بقتال الفئة الباغية حتى تفئ إلى أمر الله ثم نزل فأعطوه الطاعة وانقادوا له وجمع إليه أطرافه واستعد للقاء علي عليه السلام
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|