المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06



الأخفش الكبير  
  
2539   12:26 صباحاً   التاريخ: 27-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد أباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص69- 72
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / أوائل النحويين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-07-2015 4293
التاريخ: 27-03-2015 8543
التاريخ: 27-03-2015 3929
التاريخ: 27-03-2015 7760

لقد كان الأخفش الكبير، أبو الخطاب من العلماء الذين وثّقوا عرى الصلات بين أبي عمرو و ابن أبي إسحق الحضرمي و بين سيبويه. و الحديث عنه في الكتاب، و إن كان قليلا، لا يقاس بما روي عن الخليل و يونس، فإنه مع ذلك يدل على أن سيبويه قرأ عليه، و تثبّت مما قاله و وثّقه فيما قال. فذكر أنه سأله غير ما مرة، عن لغة بني سليم و إعمالهم للقول بمعنى (الظن)(1)، و عرف منه أنهم ممن يوثق بعربيتهم، و سأله عن عدم صحة استعمال «أيهم مررت

ص69

به، فقال له «لأن» أيهم حرف الاستفهام، لا تدخل عليه الألف. و إنما تركت الألف استغناء فصارت بمنزلة الابتداء، ألا ترى أن حد الكلام أن تؤخر الفعل في «أيهم رأيت» كما تفعل ذلك بالألف (ألف الاستفهام) فهي نفسها بمنزلة الابتداء(2).

و سمع منه شواهد، منها ما هو في باب التنازع، مثل قول المرار الأسدي:

فردّ على الفؤاد هوى عميدا                       و سوئل لو يبين لنا سؤالا 
وقد نغنى بها و نرى عصورا                     بها يقتادنا الخرد الخدالا(3) 
و منها في تعليق «خال» في قول اللعين:
أبا لأراجيز يا ابن اللؤم توعدنيو               في الأراجيز خلت اللؤم و الخو(4)
و أنشده في باب الصفة المشبهة باسم الفاعل قول الحارث بن ظالم:
فما قومي بثعلبة بن سعدو                         لا بفزارة الشعر الرقابا(5)
و روى عنه:
أتوعدني بقومك يا ابن حجل                       أشابات يخالون العبادا 
بما جمّعت من حصن و عمرو                    و ما حصن و عمرو و الجيادا(6)
و حدثه أنه سمع من يوثق بعربيته (و قد تكررت هذه العبارة فيما يعزى له) يقول:
كأنّا يوم قرّى إنما نقتل إيانا       قتلنا منهم كل فتى أبيض حسّانا (7)

كما استفسر منه معنى لبيك و سعديك، فعرف منه أن لبيك من الإلباب و هو الدنو، و أن سعديك من المساعدة و هي متابعة الأمن(8)، و أوضح معنى (وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ اَلْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلاٰماً ) (الفرقان- الآية 63) ، و فيها معنى «البراءة» و التسليم، و استدل له بأن الآية مكية، و بأنّ المسلمين حينئذ لم يؤمروا بالتسليم على المشركين، و إنما هو قولهم: لا خير بيننا و لا شر. و قال إنه قول أمية بن أبي الصّلت:

سلامك ربّنا في كل فجر                        بريّا ما تغنّتك الذموم

ص70

أي برأتك ربنا من كل سوء(9)

و أخذ عنه توجيه قراءة من قال: (وَ مٰا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهٰا إِذٰا جٰاءَتْ لاٰ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام- الآية 109) «قائلا بوجود وقف بعد قوله تعالى:وَ مٰا يُشْعِرُكُمْ. و بعد الوقف جيء بالابتداء بإن المكسورة(10)

و قليل ما خصصه مؤرخو النحاة لأبي الخطاب الأخفش الكبير، عبد الحميد بن عبد المجيد، سوى أنهم قالوا إنه من أكبر علماء العربية في عصره، و إنه سمع من العرب في ديارهم، و أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، و إن سيبويه كان من تلامذته.

و هذه الإشارات المقتضبة لا تمثل في الحقيقة الدور الذي قام به أبو الخطاب في إعداد تدوين النحو-و الرجوع إلى كتاب سيبويه و تتبع المسائل التي روى عنه تعطي صورة أوضح عن أهمية هذا الدور، و إن كانت روايته عنه لا تتعدى نحوا من الأربعين، لكن قيمة مدلولاتها أعلى من عددها، ذلك أن أبا الخطاب نبه سيبويه على ثلاثة مستويات من اللغة التي تشكل أساسا للسماع:

الأول: مستوى الاستعمال عند من يوثق بعربيتهم و أعطى منه نماذج عدة.

الثاني: لغات تعتبر فصيحة، و لكنها غير مطردة اطرادا تاما، مثل ما نسب إلى أهل الحجاز في تثنية الكباء، بالواو(11)، و كسر عين نعم عند هذيل(12) و بعض هذه اللغات غير منسوب إلى قبيلة مخصوصة، مثل الذين يقولون «أرآهم» في مضارع رأيت(13)، و من يقول «راءة» في (راية)(14) و من يقف على الياء و الواو، في مثل رامي و غازي(15)، و كالذين

يجمعون أرضا، على أراض بوزن أفعال(16)، و من يقولون «ثوب» أكياش، يجعلونها مفردا مثل الأنعام(17).

الثالث: هو مستوى استعمال خارج من القواعد العامة و غير معروف إلا عند بعض قبائل العرب، على مستوى لهجات محلية، فذكر أبو الخطاب من

ص71

ذلك أن فزارة و ناسا من قيس و طيء، يقولون في الوقف حبلي، و أفعي(18) (و كيد زيد أن يقوم) و «ما زيل» بدلا من كاد و زال (19)، و منهم من يقول هبيّ و هبيّة يعني صبيّ و صبية (20)، و حي هلى الصلاة، بدلا من حي على الصلاة (21).

و قد اعتبر سيبويه هذه المستويات، فتحدث عن لغة من يوثق بهم، و عن اللغات الفصيحة القليلة، و عن اللغات الرديئة.

و من الأفكار التي أخذها سيبويه عن أبي الخطاب، فكرة التعليل بالتوهم.

و ذكر ذلك في الكتاب راويا عنه مرتين. إحداهما بما قال: و حدثني أبو الخطاب أنه سمع العرب ينشدون هذا البيت:

يحدو ثماني مولعا بلقاحها                        حتّى هممن بزيغة الإرتاج 
فقاله إن الشاعر توهم أن ثماني جمع ثمينة، فلم ينون (22)

الثانية، قوله «و زعم أبو الخطاب أن ناسا من العرب يقولون: ادعه من دعوت، فيكسرون العين، كأنها لما كانت في موضع الجزم توهموا أنها ساكنة، إذ كانت آخر شيء في الكلمة في موضع الجزم فكسروا حيث كانت الدال ساكنة لأنه لا يلتقي ساكنان كما قالوا رد يا فتى. و هذه لغة رديئة. و إنما هو غلط كما قال زهير:

بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى                  و لا سابق شيئا إذا كان جانبا 
و قول سيبويه «غلط» يعني به توهم، دليله استشهاد ببيت زهير الذي عطفت فيه سابق بالجر على مدرك، توهما أنه قال لست بمدرك (23).

_______________________

(1) الحلقة المفقودة، ص 304 نقلا عن الموضح، ص 74.

(2) سيبويه: الكتاب، ج1 ص 124.

(3) سيبويه: الكتاب، ج1 ص 126.

(4) المصدر نفسه، ج1 ص 78.

(5) المصدر نفسه، ج1 ص 120.

(6) المصدر نفسه، ج1 ص 201.

(7) المصدر نفسه، ج1 ص 304.

(8) المصدر نفسه، ج 2 ص 111.

(9) المصدر نفسه، ج1 ص 353.

(10) سيبويه: الكتاب، ج1 ص 325.

(11) المصدر نفسه، ج3 ص 123.

(12) المصدر نفسه، ج3 ص 387.

(13)) المصدر نفسه، ج 4 ص 440.

(14) المصدر نفسه، ج3 ص 546.

(15) المصدر نفسه، ج3 ص 468.

(16) المصدر نفسه، ج 4 ص 183.

(17) المصدر نفسه، ج3 ص 616.

(18) المصدر نفسه، ج1 ص 230.

(19) سيبويه: الكتاب، ج 4 ص 181.

(20) المصدر نفسه، ج 4 ص 343.

(21) المصدر نفسه، ج 4 ص 412.

(22) المصدر نفسه.

(23) المصدر نفسه.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.