المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تكوين جمعية السلطة ودورات انعقادها
6-4-2016
حكم الكافر اذا اسلم
12-8-2017
اعتزال الامام الناس بعد وفاة السيدة الصديقة
9-5-2016
هجرات النبي (ص)
1-6-2021
Algebra Tiles
1-1-2016
أنواع التسجيل لنظام الضريبة على القيمة المضافة
6-3-2022


عيسى بن عمر  
  
2273   12:58 صباحاً   التاريخ: 27-03-2015
المؤلف : د. محمد بن احمد ولد أباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص63- 65
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / أوائل النحويين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-03-2015 3934
التاريخ: 27-03-2015 2540
التاريخ: 15-07-2015 9789
التاريخ: 14-07-2015 4293

ذهب النحو جميعا كلّه                غير ما أحدث عيسى بن عمر 

ذاك إكمال و هذا جامع                    و هما للناس شمس و قمر 
وهما بابان صارا حكمة                   و أراحا من قياس و نظر(1)
هذان الكتابان هما أول ما تحدث عنه مؤرخو النحو في مستهل عصر التدوين و يقول ابن الأنباري إنه ما رآهما  و لا رأى من رآهما. غير أن أبا الطيب اللغوي روى أن أحدهما مبسوط، و الآخر مختصر، و أن المبرد قد قرأ منهما أوراقا(2). أما القفطي فيورد أن

ص63

عيسى كتب نيفا و سبعين كتابا في النحو. و أن جامعه هو كتاب سيبويه، و إنما زاد فيه و حشاه، و لما أحضره للخليل قال فيه الأبيات المذكورة، و إشارته في قوله «و هذا جامع» تدل على أن جامع عيسى بن عمر هو ما قدم سيبويه إلى الخليل (3).

و الرواية الأخيرة غير محتملة، لأن كل ما في الكتاب معزو لمن نقل عنه مثل الخليل و يونس و عيسى بن عمر نفسه، و قد تكون هذه الرواية من اختلاق خصوم سيبويه الذين يسعون إلى التقليل من شأنه، مثل قولهم إن الكتاب اجتمع على تأليفه أكثر من أربعين عالما (4).

و صحة نسبة أصول الكتاب لسيبويه لا تنقص من قدر عيسى بن عمر الذي افتتح به عصر التدوين النحوي. فقد كانت دراسة النحو من قبله تقتصر على تصورات أولية لقواعد اللغة العامة من خلال رصد الظواهر الإعرابية، و وضع المصطلحات المميزة لكل ما يوصل إليه القياس و التعليل من تنظيم و تبويب.

و كان هذا النشاط متداولا في شكل دروس و مناظرات، و مجالس و حلقات تتحول مضامينها إلى روايات محفوظة، و قد يقل ما كان مكتوبا منها، لأن الاعتماد كان على الذاكرة و القياس و النظر، حتى جاء عيسى بن عمر و أراح الناس من (القياس و النظر) .

و كتاب عيسى بن عمر لم يره الناس، لأنهم استغنوا عنه بكتاب سيبويه الذي أكمل عملية التدوين. و لكن يبقى لعيسى بن عمر فضيلة السبق في التأليف. غير أن استغناء النحويين عن كتبه لا يعنى أن ذكره قد اضمحل عندهم، لقد سجل المؤرخون مناظراته، و حفظوا كلماته في الغريب، و دونوا بعض آرائه و اختباراته.

سبقت الإشارة إلى مناظرته مع أبي عمرو بن العلاء في إعراب «ليس الطيب إلا المسك» و إلى إقرار انتصار خصمه فيها، و يروي الزبيدي له مناظرة أخرى مع الكسائي حول «همّك ما أهمك» و لما جاء الكسائي باحتمالات إعرابها، قال له عيسى: «إنما أريد كلام العرب، و ليس هذا الذي تأتي به من كلامها» ، و كأنه بهذا الإنكار كان من رواد منتقدي الكسائي في التوسع في دائرة السماع (5).

ص64

و من آرائه التي اشتهر بها أنه لا يسلم للعرب فصاحة كل ما قالوه، فقد عاب على النابغة قوله:

فبتّ كأنّي ساورتني ضئيلة              من الرّقش في أنيابها السّمّ ناقع 
فقد قال إن من حق «ناقع» أن تكون منصوبة (6)، و عيسى كان ميالا إلى النصب، و لقد قرأ (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) (هود-الآية 78) ، بنصب (أطهر) و لم يوافقه أبو عمرو في هذا الحرف، و إن كانا قد اتفقا في نصب (وَ اَلطَّيْرَ) من قوله تعالى:  (يٰا جِبٰالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ اَلطَّيْرَ) (سبأ-الآية 10) و لكنهما اختلفا في التوجيه، فيقول عيسى إنها عطف على محل النداء، بينما يرى أبو عمرو أنها نصبت بإضمار (و سخرنا) (7).

و مما حفظ عنه الغريب، قوله ليوسف بن عمر بن هبيرة، (إن كانت إلا أثياب في أسيفاط قبضها عشاروك)(8)، و قوله لأبي عمرو: (و ما شعرت حتى وقع قرانهما في عنقي فلبج بي فافرنقع عني و الناس ينظرون)(9). و من الغريب حقا أن يقول الناس أن أبا عمرو ملئ غيظا من فصاحة هذا القول الذي أصدق ما يمكن أن يقال عنه ما قاله الناس حينما سمعوا عيسى لما أفاق من صرعة وقعت به، فقال أحدهم (إنّ جنّيّه يتكلم بالهندية)(10). فليس هذا النوع من الغريب مصدر تقدير عيسى بن عمر، فكان من جملة شيوخ الخليل، و رواد مدرسة البصرة الذين عناهم يحيى بن المبارك اليزيدي في قوله:

يا طالب النحو ألا فابكه                            بعد أبي عمرو و حمّاد 
و ابن أبي إسحق في علمه                         و الدين في المشهد و النادي 
عيسى و أشباه لعيسى و هل                        يأتي لهم دهر بأنداد 
و يونس النحوي لا تنسه                            و لا خليلا جنة الوادي (11)
ص65
______________________

(1) المصدر نفسه، ص 47.

(2) المصدر نفسه، ص 46.

(3) إنباه الرواة، ج 2 ص 375.

(4) المصدر نفسه، ج 2 ص 347.

(5) طبقات النحويين، ص 42.

(6) الزبيدي: طبقات النحويين، ص 41.

(7) المصدر و الصفحة نفسها.

(8) طبقات النحويين، ص 42.

(9) المصدر نفسه، ص 44.

(10) القبطي، انباه الرواة، ج2 ص377.

(11) ابن الانباري: نزهة الألباء، ص30.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.