المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التركيب الكيميائي لثمار الافوكادو ( الزيدية )
2023-03-14
العوامل التي تساعد على ادراك التقرير الصحفي
13-2-2022
Jacobian
29-9-2018
Collective Nouns
1-4-2021
هدفهم الاحسان وليس المقام
29-11-2021
عوامل الجذب السياحي في بوهول
14-6-2018


المواربة  
  
4196   04:01 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : علي بن نايف الشحود
الكتاب أو المصدر : الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص89
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015 8829
التاريخ: 26-09-2015 1728
التاريخ: 25-03-2015 1593
التاريخ: 25-03-2015 10481

تعريفُها (1): هي أن يجعلَ المتكلِّمُ كلامَه بحيثُ يمكنهُ أن ْيُغيِّرَ معناهُ بتحريفٍ، أو تصحيفٍ. أو غيرهِما، لِيَسْلمَ من المؤاخذةِ ، كقول أبي نواس (2):

لَقَدْ ضَاعَ شِعْرِي عَلَى بَابِكُمْ ... كَمَا ضَاعَ دُرٌّ عَلَى خَالِصَهْ

فلما أُنكرَ عليه ذلك، قال أبو نواسُ: لم أقلْ إلا:

لقد ضَاءَ شِعْري على بابكم كما ضاء عقدٌ على خالصَه

فأما شاهد ما وقع من المواربة بالتحريف، فقول عتبان الحروري (3):

فإنْ يكُ منكم كان مروانُ وابنُه ... وعمرو ومنكم هاشمٌ وحبيبُ

فمنا حصينٌ والبطينُ وقعنبٌ ... ومنا أميرُ المؤمنين شبيبُ

فإنه لما بلغ الشِّعر هشاماً، وظفر بهِ قال له: أنتَ القائلُ:

ومنا أميرُ المؤمنينَ شبيبُ

فقال: لم أقل كذا وإنما قلتُ:

ومنا أميرَ المؤمنينَ شبيبُ

فتخلص بفتح الراء بعد ضمها، وهذا ألطف مواربة وقعت،

ودونها قول نصيب (4):

أَهِيمُ بدَعْدٍ ما حَيِيتُ فإِنْ أَمُتْ ... أُوَصِّ بدَعْدٍ مَنْ يَهيمُ بها بَعْدِى

وقيل له: اهتممتَ بمنْ يفعل بها بعدَك، فقال: لم أقل كذا، وإنما قلتُ:

فوا كمَدي ممنْ يهيمُ بها بعدي

فتخلصَ بإبدالِ كلمةٍ من كلمةٍ، فهذا وأشباهُه يحتملُ أنْ يكونَ الدخلُ وقعَ فيه للشاعر وقتَ العملِ، ويحتملُ ألا يكونَ وقعَ له، وارتجلَ التخلصَ عند سماعِه، والذي لا يحتملُ أن يكونَ فطنَ لهُ حتى قيلَ لهُ قولُ الأخطلِ (5):

لقد أوقعَ الجحافُ بالبشرِ وقعةً ... إلى الله منها المشتكَى والمعولُ

فإلاَّ تغيرْها قريشٌ بملكها ... يكنْ عن قريشٍ مستمازٌ ومزحلُ

فقال له عبد الملك بن مروان: إلى أين يا بن اللخناء؟ فقالَ: إلى النارِ، فضحكَ منه، وسكتَ عنه، فتخلَّصَ بهذهِ النادرةِ.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - الحماسة البصرية - (ج 1 / ص 71) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 43) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17) وعلم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 7)

(2) - مقامات بديع الزمان الهمذاني - (ج 1 / ص 37) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 17) وعلم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 7)

(3) - غرر الخصائص الواضحة - (ج 1 / ص 60) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 43)

(4) - البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 40) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 151) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 427) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 43) والكشكول - (ج 1 / ص 136) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 61) وشرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 419) والبيان والتبيين - (ج 1 / ص 316)

(5) - منتهى الطلب من أشعار العرب - (ج 1 / ص 256) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 43)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.