المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الشيعة يغالون بأئمتهم ويقولون بان لديهم معجزات كمعجزات الأنبياء عليهم السلام
14-11-2016
محسن بن محمد ابن الناصر
21-8-2016
Why Do Clothes Wrinkle
5-1-2016
ما معنى البرهان
9-12-2015
The social interaction source
5-1-2022
الوقاية Prophylaxis
30-9-2019


العكس  
  
1976   04:02 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : علي بن نايف الشحود
الكتاب أو المصدر : الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص80ــــــــ81
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 7982
التاريخ: 25-03-2015 4289
التاريخ: 25-09-2015 1335
التاريخ: 26-09-2015 2065

تعريفُه(1): هو أنْ تقدِّمَ في الكلام جزءاً ثم تعكِسُ، بأنْ تقدِّمَ ما أخرَّتَ، وتؤخِّرَ ما قدَّمتَ، ويأتي على أنواع:

أ - أنْ يقعَ العكسُ بين أحدِ طرفي جملةٍ، وما أضيفَ إليه ذلكَ الطرَفُ، نحو: كلامُ الملوك ِملوكُ الكلام ِ ،

وكقول المتنبي (2):

إذا مَطَرَتْ مِنهُمْ ومنكَ سَحائِبٌ فَوَابِلُهُمْ طَلٌّ وَطَلُّكَ وَابِلُ

يعني أنَّ كثيرَهم قليلٌ بالإضافةِ إليكَ وقليلكَ كثيرٌ بالإضافةِ إليهم .

ب - أنْ يقعَ العكسُ بين متعلِّقي فعلينِ في جملتينِ، كقوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } (19) سورة الروم .

وكقول الحماسي(3) :

فردَّ شُعورهنَّ السُّود بيضَا ... ورَدُّ وُجُوهنَّ البيض سُودَا

يقول: جرَّ المقاديرُ على نسوة آل حربٍ نوبةً من نوائبِ الدهر أثرَّتْ في عقولهن، حتى غفلنَ عن أسبابِ الدين والدنيا كلِّها، وحتى شيبتهنَّ ولفحتْ وجوههنَّ، فردتِ السودَ منْ شعورهِن بيضاً، والبيضَ من وجوهِهنَّ سوداً.

ج - أنْ يقعَ العكسُ بينَ لفظينِ في طرفي الجملتينِ ، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (10) سورة الممتحنة . ونحو قوله تعالى : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (187) سورة البقرة، ونحو قوله تعالى : {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} (52) سورة الأنعام .

وقال الحسن البصريُّ للمغيرةِ بن مُخارِش التميمي:" إنَّ مَنْ خوّفكَ حتَّى تلقَى الأمنَ، خيرٌ لك ممَّنْ أمّنكَ حتَّى تلقَى الخوفَ "(4) .

ومثله قول أبي الطيب (5):

إذا حارَبَ الأعداءَ وَالمَالَ زَنْدُهُ فَلا مَجْدَ في الدّنْيَا لمَنْ قَلّ مَالُهُ

أي الفقيرُ الذي لا مالَ له لا يبلغُ الشرفَ، والذي لا مجدَ له كأنه ليسَ له مالٌ وإنْ كان مثرياً لأنه إذا لم يطلبْ بماله المجدَ فكأنه لا مالَ له لمساواتهِ الفقيرَ .

وكقول الشاعر (6):

إنَّ اللياليَ للأنامِ مناهلٌ ... تطوى وتبسط دونها الأعمارُ

فقصارهنَّ مع الهموم طويلةٌ ... وطوالهنَّ مع السرور قصارُ

د- أنْ يقعَ العكسُ بين طرفي الجملتينِ ، نحو قول الشاعر(7):

طَويتُ بإحرازِ الفنونِ ونيلِها رداءَ شبابٍ والجنونُ فُنونُ

فحينَ تعاطيتُ الفنونَ وحظَّها تبينَ لي أنَّ الفنونَ جُنونُ

هـ -أنْ يكونَ العكسُ بترديدِ مصراعِ البيتِ معكوساً ،نحو قول الشاعر(8):

إنَّ للوجدِ في فؤادي تراكمٌ ليتَ عيني قبلَ المماتِ تراكم في هواكُم

يا سادتي متُّ وَجداً متُّ وجْداً يا سادتي في هواكُم

 

 

 

__________

 (1) - زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 213) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 4) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 5و8) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 60) والكشكول - (ج 1 / ص 207) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 113) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

(2) - شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 270) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 49 / ص 53) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

(3) - زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 201) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 8) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 111) والحلل في شرح أبيات الجمل - (ج 1 / ص 11) وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 164) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 70) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 60) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 309) وشرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 292) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 113)

(4) - الإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 113) و البيان والتبيين - (ج 1 / ص 265)

(5) - زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 45) وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 320) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 66) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 232) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 94) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 48 / ص 444) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 113)

(6) - البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 9) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 94) والكشكول - (ج 1 / ص 320) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 32) والمستطرف في كل فن مستظرف - (ج 1 / ص 423) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 113)

(7) - جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

(8) - جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16)

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.