أقرأ أيضاً
التاريخ:
1509
التاريخ: 24-09-2015
1424
التاريخ: 25-03-2015
3356
التاريخ: 25-03-2015
44540
|
تعريفُه (1) : هو أن ينكرَ الأديبُ صراحةً، أو ضمناً، علةَ الشيءِ المعروفةِ، ويأتي بعلةٍ أخرى أدبيةٍ طريفةٍ، لها اعتبارٌ لطيفٌ، ومشتملةٌٌ على دقةِ النظرِِ، بحيثُ تناسبُ الغرضَ الذي يرمي إليه، يعني أنَّ الأديبَ: يدّعي لوصفٍ علّةً مناسبةً غيرَ حقيقيةٍ، ولكنَّ فيها حسناً وطرافةً، فيزداد بها المعنى المرادُ الذي يرمي إليه جمالاً وشرفاً ،كقول المعري في الرثاء (2):
وما كلْفةُ البَدْر المُنير قديمةً ولكنها في وجْههِ أثرُ اللَّطم
يقصدُ: أنَّ الحزنَ على (المرثي) شملَ كثيراً من مظاهر الكون، فهو لذلك: يدَّعي أنَّ كُلفة البدر (وهي ما يظهر على وجهه من كُدرة) ليستْ ناشئةً عن سبب طبيعيٍّ، وإنما هي حادثةٌ من (أثر اللطم على فراقِ المرثي) .
ومثله قول الشاعر الآخر (3):
أَما ذُكاءُ فَلمْ تَصْفَرَّ إذْ جَنَحَتْ … …إلا لِفُرْقَةِ ذَاكَ الْمَنْظَر الْحَسَن
يقصدُ: أنَّ الشمسَ لم تصفرَّ عند الجنوحِ إلى المغيب للسببِ المعروفِ ولكنها (اصفرتْ مخافةَ أنْ تفارقَ وجهَ الممدوحِ) .
ومثله قول الشاعر الآخر(4):
ما قصرَ الغَيْثُ عن مصرٍ وترْبتها ... طبعاً ولكنْ تعدَّاكم من الخَجَلِ
ولا جَرَى النِّيلُ إلاَّ وهو معترفٌ ... بسبقكمْ فلذَا يَجْري على مَهْلِ
ينكرُ هذا الشاعرُ: الأسبابَ الطبيعيةَ لقلةِ المطر بمصر، ويلتمسُ لذلك سبباً آخر: وهو (أنَّ المطرَ يخجلُ أنْ ينزلَ بأرضٍ يعمُّها فضلُ الممدوحِ وجودُه) لأنهُ لا يستطيعُ مباراتهِ في الجودِ والعطاءِ.
ولا بدَّ في العلةِ أن تكون ادعائية، ثم إنَّ الوصفَ أعمُّ من أنْ يكونَ ثابتاً فيقصدُ بيانُ علته، أو غيرُ ثابتٍ فيرادُ إثباتُه.
وهذا الوصفُ الذي يدَّعَى له العلةَ واحدٌ من أمرين : ثابتٌ وغيرُ ثابتٍ
الأولُ- الثابتُ وهو نوعان :
(أ)- وصفٌ ثابتٌ غيرُ ظاهر العلَّة - كقول الشاعر(5):
بينَ السيوفِ وعينيها مشاركةٌ من أجلِها قيلَ للأجفانِ أجفانُ
وقول الشاعر(6) :
زَعَمَ البنفسجُ أنه كعِذاره ... حُسناً فسلُّوا من قفاه لسانَهُ
فخروجُ ورقةِ البنفسجِ إلى الخلفِ لا علَّة له، لكنه ادَّعى أنَّ علَّته الافتراءُ على المحبوبِ.
(ب) - وصفٌ ثابتٌ ظاهرُ العلةِ، غيرُ التي تذكَرُ، كقول المتنبي (7):
ما بهِ قَتْلُ أعاديهِ ولكِنْ يَتّقي إخلافَ ما ترْجو الذّئابُ
فإنَّ قتلَ الملوكِ أعداءَهم في العادةِ لإرادةِ هلاكهِم وأنْ يدفعوا مضارَّهم عنْ أنفسهِم حتى يصفوَ لهم ملكهُم من منازعتهِم ، لا لما ادعاهُ من أنَّ طبيعةَ الكرمِ قدْ غلبتْ عليهِ، ومحبَّتُهُ أنْ يصدقَ رجاءَ الراجينِ بعثتَهُ على قتلِ أعدائهِ لما عُلم أنهُ لمَّا غدا للحربِ غدتِ الذئابُ تتوقعُ أنْ يتسِعَ عليها الرزقُ من قتلاهُم، وهذا مبالغةٌ في وصفهِ بالجودِ، ويتضمَّنُ المبالغةَ في وصفهِ بالشجاعةِ على وجهٍ تخييليٍّ أي تناهَى في الشجاعةِ حتى ظهرَ ذلكَ للحيواناتِ العُجم ،فإذا غدا للحربِ رجتِ الذئابُ أنْ تنالَ منْ لحومِ أعدائهِ ،وفيه نوعٌ آخرُ من المدحِ، وهو أنه ليسَ ممنْ يسرفُ في القتلِ طاعةً للغيظِ والحنقِ .
والثاني - وصفٌ غيرُ ثابتٍ، وهو نوعانِ :
(1)- إمَّا ممكنٌ ، كقول مسلم بن الوليد (8):
يا واشِياً حَسُنَتْ فينَا إِسَاءَتُهُ ... نَجَّى حِذَارُكَ إِنْسَانِى مِنَ الغَرَق
فاستحسانُ إساءة الواشي ممكنٌ، ولكنه لما خالفَ الناسَ فيه، عقبهُ بذكرِ سببه، وهو أنَّ حذاره منِ الواشي منعَه من البكاءِ، فسلمَ إنسانُ عينهِ من الغرقِ في الدموعِ. وما حصلَ ذلك فهو حسنٌ
(2) وإما غير ممكن - كقول الخطيب القزويني (9) : لَوْ لَمْ تكنْ نِيَةُ الجَوْزاءِ خِدْمَتَهُ ... لَمَا رَأَيْتَ عليها عِقْدَ مُنْتَطِقِ
فقد ادّعى الشاعرُ: أنّ الجوزاءَ تريدُ خدمةَ الممدوحِ، وهذه صفةٌ غيرُ ممكنةٍ، ولكنه علّلها بعلةٍ طريفةٍ، ادَّعاها أيضاً ادّعاءً أدبياً مقبولاً ،إذ تصوَّر أنَّ النجومَ التي تحيطُ بالجوزاء، إنما هي نطاقٌ شدَّته حولَها على نحو ما يفعلُ الخدمُ، ليقوموا بخدمةِ الممدوحِ .
__________
(1) - الإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 117) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 260-275) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 645) والبلاغة الواضحة بتحقيقي - (ج 1 / ص 9) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15).
(2) - المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 281) وصبح الأعشى - (ج 1 / ص 307) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 128) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15) والخلاصة في علوم البلاغة كامل - (ج 1 / ص 2)-الكلفة: حمرة كدرة تعلو الوجه.
(3) - معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 271) و جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15) والبلاغة الواضحة بتحقيقي - (ج 1 / ص 9)
(4) - معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 269) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15) والبلاغة الواضحة بتحقيقي - (ج 1 / ص 9)
(5) - جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15)
(6) - لباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 62) والكشكول - (ج 1 / ص 422) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 117) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 40) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 273) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15)
(7) - شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 114) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 301) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 47 / ص 385)و الإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 117) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 260) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15) وعلم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 6)
(8) - تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 58) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 182) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 301) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 118) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 261)
(9) - نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 301) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 118) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 267) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 645) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 15)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|