أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-23
1353
التاريخ: 28-6-2017
673
التاريخ: 2023-06-25
800
التاريخ: 26-2-2019
692
|
محصول قصب السكر من المحاصيل المجهدة للتربة فهو يستنفد كميات كبيرة من العناصر الغذائية الموجودة في التربة، أو التي تضاف إليها في صورة أسمدة معدنية. ومن المعروف أن قصب السكر تمتد فترة بقائه في الدورة الزراعية الواحدة مدة لا تقل عن أربع سنوات، وقد تصل أكثر من ذلك لدى بعض المزارعين، وعلى ذلك فان الكميات التي يستهلكها محصول القصب من العناصر الغذائية الموجودة في التربة الزراعية كبيرة، ومن هنا لابد أن يتوافر في الأراضي التي يزرع فيها قصب السكر بعض الصفات نذكر منها:
1- جودة وخصوبة التربة الزراعية
نظرة إلى الكميات الكبيرة من العناصر الغذائية التي يستهلكها المحصول لا بد أن تكون أراضي زراعة القصب من الأراضي عالية الخصوبة، حيث توجد علاقة موجبة بين خصوبة التربة والمحصول المتوقع، ويمكن المحافظة على خصوبة التربة باتباع الآتي:
1) اتباع دورة زراعية.
2) إضافة السماد العضوي (البلدي) للتربة بعد إزالة القصب.
3) خلط بقايا المحصول والأوراق الجافة في التربة.
2- سهولة الري:
يمكث قصب السكر في الأرض لمدة عام يستهلك خلالها كمية كبيرة من المياه تقدر بما يستهلكه محصول صيفي وشتوي معا، هذا بالإضافة إلى أنه محصول ينتج كميات كبيرة من المادة الجافة، مما يجعله موضع اتهام مستمر بأنه يستهلك كميات كبيرة من المياه تصل إلى 10-12 ألف متر مكعب من المياه في الأراضي التي تزرع بنظام الغمر أو الري السطحي، غير أن الدراسات الحديثة المعهد بحوث المحاصيل السكرية لنظم الري السطحي المطور أدت إلى خفض كمية المياه المستهلكة إلى 7-8 ألاف متر مكعب ماء مع المحافظة على نفس كمية المحصول الناتج.
3- سهولة الصرف:
تحتاج الأراضي المزروعة بقصب السكر إلى كميات كبيرة من المياه، وهذا يستدعي أن تكون جيدة الصرف وأن تكون شبكة الصرف محكمة لضمان التخلص من أضرار ارتفاع مستوى الماء الأرضي، وتجنب الأملاح الزائدة وتوفير التهوية اللازمة لضمان سلامة الإنبات من جهة، وزيادة كفاءة المجموع الجذري لامتصاص العناصر الغذائية اللازمة لنمو المحصول من جهة أخرى.
4- سهولة المواصلات:
ينبغي الإسراع بتوريد قصب السكر إلى شركات السكر بعد الحصاد، ويتحقق ذلك عندما تكون أراضي القصب قريبة من محطات الشحن مما يساعد على سرعة التوريد وتقليل الفقد. تعتمد زراعة قصب السكر على الأخذ بالحسبان خصائص النبات البيولوجية:
1) تأثره الايجابي بالحرارة والإضاءة، وخصوبة التربة، وتوافر الرطوبة.
2) قدرته على إعطاء خلفات أو إشطاءات، وبصورة سنوية.
3) قدرة جذوره على البقاء حية ولفترة زمنية طويلة.
تتوقف طول فترة النمو من الإنبات، وحتى النضج التكنولوجي على الظروف البيئية وخصائص الصنف، ومنطقة الزراعة، حيث تطول فترة النمو مع انتقال الزراعة من خط الاستواء باتجاه الشمال أو الجنوب (حتى خط عرض 30 ونادرا حتى 40) وكذلك عند زراعته في المناطق المرتفعة (1600 فوق سطح البحر)، ويتم في الظروف الإنتاجية استخدام نباتات قصب السكر الحولية والمعمرة.
ويقصد بقصب السكر الحولي قطع السوق لمرة واحدة فقط، حيث تتم الزراعة هنا لمدة 8-9 أشهر وحتى 24 شهرا لتتم عملية قطع السوق النباتية في مرحلة النضج التكنولوجي، ثم تليها عملية حراثة التربة وإزالة المخلفات النباتية. وتعد هذه الطريقة عالية الفعالية في زراعة قصب السكر، حيث يمكن أن تصل الإنتاجية من السوق التكنولوجية إلى 200 طن. هكتار-1 شرط توافر الظروف المثالية للنمو. في حين يقصد بقصب السكر المعمر أن يتم قطع السوق أو الحصاد على عدة دفعات، وتعتمد هذه الزراعة على قدرة البراعم تحت الأرضية على إعطاء أفرع نمو جديدة (إشطاءات)، وعلى قدرة الجذور على البقاء حية لعدة سنوات. وينتشر هذا النوع في معظم الدول النامية.
تؤدي زراعة قصب السكر في التربة ذاتها عدة سنوات متتالية دون إعادة التشتيل إلى استنزاف التربة وتدهور خصوبتها، وانتشار الأمراض والحشرات وبالتالي انخفاض شديد في الإنتاجية، فقد بينت التجارب المنفذة في الولايات المتحدة الأمريكية (ولاية لويزانا) أنه عند زراعة قصب السكر بدون إعادة التشتيل لمدة 18 عاما انخفضت الغلة من 85 إلى 33 طن . هكتار-1، وكان الانخفاض حادا في كوبا وبنسبة 40% في العامين الرابع - السادس للزراعة بدون إعادة تشتيل. ولوحظ في مجال التطبيق العملي أن استخدام السماد بكميات كبيرة بالإضافة للري المناسب يمكن من الحصول على إنتاجية جيدة من السوق النباتية عند القيام بالحصاد الثاني، والثالث، والرابع. وفي ظروف الإنتاج، وعند الرغبة بزراعة قصب السكر لمدة 10 سنوات أو أكثر بدون إعادة تشتيل فإنه ينصح بزراعته في الأراضي عالية الخصوبة إذ إن الزراعة في الأراضي متوسطة الخصوبة لن تطيل فترة نموه لأكثر من 5 سنوات.
الدورة الزراعية Crop rotation:
نظرا إلى ارتفاع تكاليف زراعة قصب السكر، فإنه من المفيد زيادة عدد سنوات بقاء المحصول في الحقل إلى الحد الذي لا يضر بالإنتاج. وينبغي عدم زيادة عدد سنوات بقاء المحصول في الحقل عن أربع سنوات لأن ذلك يؤدي إلى ضعف المحصول الناتج وتدهور صفاته، ولا يغطى العائد منه تكاليف الإنتاج. ونظرا إلى أن محصول قصب السكر من المحاصيل المجهدة للتربة فينبغي مراعاة أن يسبقه في الزراعة محصول بقولي أو زراعته عقب بور.
تضم الدورة الزراعية لقصب السكر 2-5 محاصيل، ويفضل عادة تبوير الأرض لمدة عام أو أكثر بعد إزالة قصب السكر، وفي الزراعة الحديثة تتم زراعة هذا المحصول بعد القمح والذرة الصفراء، وبعد الرز في مناطق الغمر.
تعد عملية ترتيب قصب السكر في الدورة الزراعية وتناوبه مع المحاصيل على درجة كبيرة من الأهمية ومن أكثر المحاصيل استخداما المحاصيل البقولية والحبية حسب مناطق الزراعة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية (ولاية لويزانا) يزرع قصب السكر لمدة عامين ثم ذرة صفراء أو محصول بقولي علفي، وفي كوبا 4-5 سنوات قصب سكر ثم تزرع الأرض بالفاصولياء ليعاد زراعتها بالقصب من جديد، وفي مصر وجد أن الدورة الخماسية أفضل الدورات حيث يتم زراعة القصب في العام الأول، ونأخذ الإنتاج من السوق في الأعوام الثاني والثالث والرابع، يليه محصول صيفي من المحاصيل المنتشرة بالمنطقة مثل (السمسم، الفول سوداني، الذرة صيفي، فول صويا).
إعداد الأرض للزراعة Seedbed preparation:
تهدف عمليات تحضير الأرض للزراعة إلى خلق مهد جيد لزراعة قصب السكر ونموه وتربيته. تمتد فترة زراعته محصول القصب إلى 4 سنوات أو أكثر من هنا فإنه لابد من إعداد الأرض الإعداد الجيد الذي يساعد على استمرار نمو المحصول بنفس الكفاءة عبر السنوات المتتالية. وهناك العديد من العمليات الزراعية التي يكون لها دور في زيادة الإنتاج أهمها:
1- حراثة التربة:
تمتد الجذور السطحية للقصب حتى عمق 35-45 سم، وهي الجذور المسؤولة عن امتصاص الماء والعناصر الغذائية في الظروف الطبيعية، لذلك ينبغي أن تكون التربة مفككة تماما في هذه المنطقة، وعليه ينصح بالحراثة من 2-3 مرات بعمق 30-45 سم، وذلك في ثلاثة اتجاهات مختلفة بحيث تتفكك الطبقة السطحية تماما وهي مجال انتشار الجذور السطحية، تنفذ الفلاحة الأساسية الأولى قبل التشتيل ب 2-3 وحتى 6 أشهر. وقد يتم اللجوء لإجراء فلاحات سطحية بين الفلاحات العميقة وخاصة عند ظهور الأعشاب، ويتراوح عدد هذه الفلاحات السطحية بين 3-7 حسب درجة ظهور الأعشاب.
2- التسوية:
تعد هذه العملية أحد أهم العمليات الزراعية التي تسهم مباشرة في انتظام توزيع مياه الري، وتوفير الوقت اللازم لتنفيذ الري بالإضافة إلى الاستفادة التامة من كميات السماد المضافة. وتتم التسوية بعدة طرق تتوقف على ظروف الأرض ومساحتها، ففي حال المساحات الصغيرة وغياب الفرق الواضح في المناسيب يمكن إجراء عملية التسوية باستخدام التجهيزات البسيطة المعروفة، أما في المساحات الكبيرة أو التي بها اختلاف في المناسيب فيفضل استخدام التسوية بأجهزة الليزر، وهي متوافرة في جميع مناطق زراعات القصب. وترجع أهمية استخدام أجهزة الليزر في التسوية إلى ما يأتي:
1) خفض كميات المياه المستخدمة نحو 15 – 20% من كميات المياه التي تستخدم في حالة الري السطحي وباستخدام التسوية العادية.
2) خفض الوقت اللازم لعملية الري بنحو 30% على الأقل.
3) ضمان انتظام توزيع مياه الري مما يساعد على تماثل الإنبات، وزيادة نسبة الإنبات وانتظام النمو، وينعكس بدوره على زيادة كمية المحصول النهائي عند الحصاد.
3- التخطيط:
التخطيط إحدى العمليات الأساسية في نجاح زراعة محصول قصب السكر التي تؤدي دورا كبيرا في تهيئة الظروف الجيدة لنمو المحصول، وعادة ما ينصح بالتخطيط بمعدل 14 خطا في كل 100 متر مربع للقصب الخريفي و 16خطا كل 100متر للقصب الربيعي وتكون المسافة بين الخطوط نحو 90-100 سم ويفضل عادة التخطيط الواسع لما له من مزايا أهمها:
1) سهولة تنفيذ عمليات الري والعزيق.
2) توفير في كمية التقاوي بما يوازي 25% أي نحو 1.5 طن.
3) التخطيط الواسع يزيد من تعريض النباتات لأشعة الشمس، وبالتالي زيادة كفاءة النباتات وقدرتها على تكوين السكر.
4) التخطيط الواسع يقلل من انتشار الإصابة بالثاقبات.
وقد يلجأ بعض المزارعين إلى زيادة عدد الخطوط اعتقادا منهم أنها ستزيد كمية المحصول وهذا الاعتقاد خاطئ لان التخطيط الضيق يؤدي إلى:
1) الإسراف في كمية التقاوي.
2) صعوبة مقاومة الأعشاب، وعدم وجود مساحة أرضية أو هوائية كافية لنمو القصب، فيزداد التنافس بين النباتات على المكان (الغذاء)، وعلى الفراغ (الضوء)، فتصبح النباتات ضعيفة، ويقل سمك السوق.
3) زيادة فرصة الإصابة بالأمراض والحشرات.
4) زيادة فرصة الرقاد خاصة قرب مرحلة النضج مما يتسبب في زيادة تكاليف الحصاد على المزارع، والحقول الراقدة تكون فيها سوق القصب منحنية، فتزداد تكاليف الشحن لأن العربات يصعب تحميلها بكميات كبيرة كما هو الحال في حالة القصب غير الراقد.
5) صعوبة تنفيذ عمليات الخدمة، وخاصة عملية الري.
6) زيادة نسبة الألياف مع انخفاض كمية العصير المستخلص من السوق، وبالتالي تنخفض كمية الناتج النهائي من السكر.
موعد الزراعة Planting date:
يتم تحديد مواعيد زراعة قصب السكر في كل منطقة بالاعتماد على موسمية الأمطار، طول فترة هطولها، وفي حال عدم توافر مياه الري فإنه يجب أن تتم الزراعة في تلك الفترة بحيث تكون رطوبة التربة معتدلة في بداية النمو، مثالية في مرحلة النمو الكثيف (77-80 من السعة الحقلية)، وأدني ما يمكن في نهاية فترة النمو. وأكثر المواعيد الزراعية انتشارا هو الموعد الربيعي وحتى بداية هطول الأمطار الموسمية، ويمكن اللجوء للزراعة الخريفية عند عدم توافر الأمطار أو ندرة الهطول، بحيث يتم ظهور البادرات وتكوين الجذور الأولية في الموسم الجاف بينما يؤمن موسم الأمطار الظروف المثالية لنمو الساق، لذلك تتم الزراعة في شهر تشرين الأول - تشرين الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية وفي نهاية شهر تشرين الثاني أو كانون الثاني - شباط في البيرو.
ويزرع قصب السكر في مصر خلال موسمين:
1- الموسم الربيعي Spring cane أفضل موعد للزراعة خلال شباط وآذار.
2- الموسم الخريفي Autumn plant cane أفضل موعد للزراعة خلال شهر أيلول وتشرين الأول.
أضرار التأخر بالزراعة:
1- انخفاض المحصول 15-25 %.
2- تأخير موعد الزراعة الخريفي عن شهر تشرين الأول يبطئ من نمو البراعم نتيجة لانخفاض درجات الحرارة، مما قد يعرضها للتلف وعدم الإنبات، وبالتالي انخفاض المحصول.
3- تأخير موعد الزراعة لا يسمح بإعطاء النباتات الفترة اللازمة والكافية للنمو والنضج، وتنخفض نسبة المحصول والسكروز.
ومن مميزات الزراعة الخريفية المبكرة:
1- إعطاء الفترة الكافية لنمو المحصول وبلوغه مرحلة النضج مما يزيد المحصول والسكر خاصة في الأصناف المتأخرة النضج.
2- إمكانية تحميل القصب ببعض المحاصيل الحقلية أو الخضار.
3- زيادة المحصول عن الزراعة الربيعية، وذلك لطول فترة النمو في الزراعة الخريفية.
4- تجنب تعرض النباتات لنقص المياه خلال فترة الإنبات أو التفريع.
5- وفرة الأيدي العاملة في الموسم الخريفي لعدم وجود محاصيل منافسة تحتاج العمالة كثيرة مثل الزراعة الربيعية التي تتزامن مع موسم زراعة المحاصيل الصيفية الأخرى وحصادها.
معدل الزراعة Seeding Rate:
يعد الصنف حجر الزاوية في الإنتاج الزراعي، كما يعد اختيار التقاوي في المحاصيل التي تزرع خضريا هو الركن الأساسي في الإنتاج خاصة وإن محصول قصب السكر يزرع لعدة سنوات يتوقع منها المحصول العالي اعتمادا على الاختيار الجيد لتقاوي الغرس.
يختلف معدل الزراعة أو التشتيل تبعا لطريقة الزراعة أي نظام وضع العقل في بطن الخط (عادة ما تستخدم لزراعة الهكتار من 4-5 طن عقل) كما يختلف باختلاف قدرة الصنف على الإشطاء، فالصنف كثير التفرع يزرع بمعدل 3-4 طن. هكتار-1، كما يختلف معدل الزراعة أو التشتيل تبعا للمساحة الغذائية المخصصة للنبات، وحجم العقلة، نوعية مادة الزراعة (تعرف بنسبة الإنبات أو بنسبة نمو البراعم). يتراوح المعدل بين 20-25 ألف عقلة، أو بين 2-4 وحتى 10 أطنان/هكتار. وقد تبين أنه عند استخدام كميات كبيرة من السماد يتم الحصول على أعلى غلة عندما تكون الكثافة قليلة. فمثلا في الهند ومن خلال التجارب تبين أن أعلى إنتاجية في القطاع غير المسمد تم الحصول عليها عندما كانت الكثافة 20 ألف نبات/هكتار، وعند إضافة السماد بمعدل 120 كغ /هكتار تم الحصول على أعلى إنتاجية عند الكثافة 15 ألف نبات. هكتار-1. عموما، تتم زراعة الأصناف رفيعة الساق في خطوط ضيقة 90 سم، وذات الساق الثخينة في خطوط أعرض 120 سم. وتختلف المسافة بين خطوط الزراعة حسب الدول وتتراوح بين 70-200 سم ( 70-90 سم في مصر، 70-120 سم في الهند، 150-180 سم في كوبا، البرازيل، البيرو، الولايات المتحدة، 160-180 سم في اندونيسيا). وتتراوح المسافة بين العقل ضمن الخط الواحد بين 2-3 وحتى 30-40 سم.
يتم تحضير الشتول أو العقل في قطع خاصة من الحقل، لكن يتم أولا تحديد نباتات الأم الجيدة التي تكون بعمر 6-8 أشهر، ثم يتم بوساطة مقصات خاصة تحضير العقل منها. يؤدي ارتفاع محتوى السكريات الأحادية والأملاح المعدنية في القسم العلوي من الساق إلى نمو جيد لبراعم هذه المنطقة، علما أن الساق المجموعة بغرض الحصول على العقل يجب أن تحتوي 84% ماء، 1.8% آزوتا، وأن يكون معامل النضج 0.7 (وهو العلاقة بين محتوى المادة الجافة في الأجزاء العلوية والسفلية للساق معبرا عنها بنسبة مئوية). ومن أجل التشتيل الربيعي فإنه يتم استخدام عقل مأخوذة من نباتات العام الماضي الخريفية وبالنسبة إلى التشتيل الخريفي الشتوي فيتم استعمال سوق نباتات التشتيل الربيعي. وتؤخذ العقل من القسم العلوي والأوسط للساق بطول 20-30 سم (ليس أقل من 2-3 براعم على العقلة) وتجمع في ربطات (10-15 عقلة في كل ربطة)، وفي حال ضرورة نقلها تحفظ لمدة 2-3 أيام في أماكن مظلمة بعد ربط أوراقها. يجب أن تشكل مساحة المشتل 1/10 من مساحة الأرض الدائمة، بمعنى أن مشتل مساحته هكتار واحد يجب أن يؤمن عقلا لنحو 10 هكتارات من الأرض الدائمة أو المخصصة لزراعة قصب السكر. ومن أجل تأمين حاجة البراعم من العناصر الغذائية في وقت النمو وحمايتها من الأمراض، فإنه يجب ألا تقل المسافة الفاصلة بين منطقة القطع والبرعم عن 2-3 سم، على أن يكون سطح القطع أملس، علما أنه كلما كان الزمن الفاصل بين تحضير العقل وزراعتها قصيرة كان ظهور البادرات أسرع وأكثر تجانسا، ويجب العناية والاهتمام بأن تكون العقل نقية غير مخلوطة.
طرائق الزراعة Planting methods:
تتبع طريقة الزراعة في الأرض الجافة، وبعد الزراعة تتم تغطية العقل المزروعة بحيث لا يزيد سمك التراب عن 3-5 سم، وتؤدي المبالغة في سمك التراب إلى تأخير ظهور النباتات فوق سطح الأرض، بينما انخفاض سمك التراب فوق العقل يسبب تكشف العقل بعد الري وجفافها وفقدان جزء من المساحة المزروعة. وبهدف تسريع الإنبات يفضل زراعة العقل بعد قطعها مباشرة، وتغطيتها بطبقة ترابية، وتتم زراعة قصب السكر بطرائق مختلفة: الأثلام، الخطوط، المساكب مع التحضين اللاحق لها يدويا أو آليا. وتعد الطريقة الأولى هي الأكثر انتشارا وفيها يتم تقسيم الحقل إلى أثلام توضع فيها العقل ثم تغطى بالتراب، ويختلف عمق الثلم باختلاف طبيعة التربة وخواصها الفيزيائية ورطوبتها، وهو 20-35 سم في أغلب الحالات، وقد يصل حتى 45 سم في الأراضي الجافة، وهنا يفضل ري هذه الأخاديد بصورة مسبقة مع نقع العقل بالماء قبل الزراعة، ويفضل إجراء التشتيل بوجود الماء، وعندما تكون الحرارة المنخفضة (صباحا) وتغطى بالتراب الرطب نوعا ما. ويتم وضع العقل بطرق مختلفة: الطريقة التقليدية العشوائية في سطور، أو في جور، أو الزراعة المضاعفة. توضع العقل بعد إزالة الأوراق عنها وفق الطريقة الأولى بشكل يمنع تداخل بعضها مع بعض، وعندها تكون المسافة بين النباتات أو العقل في الخط الواحد أدني ما يمكن مما يضمن ظهور أكبر عدد من النموات، ولا توجد عندها حاجة لعملية الترقيع. تعطي هذه الطريقة إنتاجية جيدة في العامين الأول والثاني وتصبح السوق رفيعة جدا في السنوات اللاحقة بسبب الإشطاء القوي مما يعني انخفاض مردود وحدة المساحة، لذا ينصح باللجوء إلى هذه الطريقة في تلك المناطق التي تنتشر فيها زراعة محصول قصب السكر لمدة 2-3 سنوات بالحقل نفسه (جزر الهاواي). وهنا توضع العقل بصورة أفقية ونادرة بزاوية أو بصورة عمودية، والتي يتم اللجوء إليها في حال الرطوبة الزائدة في التربة، بينما يتم اللجوء للطريقة الأفقية في حال عدم توافر الكمية الكافية من الرطوبة. وتنتشر بشكل واسع طريقة الزراعة في سطور عادية، حيث يتم وضع عقل قصب السكر في قاع الأخدود في سطر واحد، وتكون المسافة بينها أدني ما يمكن 1-3 وحتى 10سم أو أكثر. وتستخدم هذه الطريقة مع سابقتها في حال عدم توافر العقل بالعدد الكافي، وعند الرغبة في إكثار الأصناف القيمة. تؤمن طريقة التشتيل المضاعف تجانسا عاليا للنباتات وتطورها بشكل جيد، ويتم تنفيذها كما هو الحال في طريقة السطور البسيطة، وتتم بوضع عقلتين في قاع الأخدود وبمسافة 2-3 سم، وتترك مسافة 10-15، وحتى 50 سم أو أكثر بين كل زوج من العقل، علما أنه في مناطق الرطوبة الزائدة يتم اللجوء إلى الزراعة العمودية المضاعفة. يسمح التشتيل الآلي بتوحيد سائر العمليات الزراعية حيث تقوم الآلة بتحديد مكان الأخدود وإنشائه، ووضع العقل بداخله، ثم تتم عملية تغطيتها بالتراب بالإضافة لكونها أكثر اقتصادية، حيث يتم تنفيذ العمليات السابقة بأقل ما يمكن من نفقات العمل. لا يحب نبات قصب السكر التظليل، لذا تتم زراعته على خطوط عريضة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتتوقف المسافة بين الخطوط على خصوبة التربة ونسبة الرطوبة وخصائص الصنف، حيث يتم اللجوء إلى الخطوط العريضة في الأراضي الخصبة: ففي الهند تتم الزراعة على مسافة 75-90 سم في الأراضي قليلة الخصوبة و90-105 سم في متوسطة الخصوبة، و 120 سم في الأراضي الخصبة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|