المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الكلّي العقلي
13-9-2016
الملا حسين قلي الهمذاني الدرجزيني
23-6-2017
الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر
7-03-2015
منحني تكراري نسبي Relative Frequency
20-12-2015
Thermal Conductivity Detectors
4-2-2020
حكم الظهار
8-5-2017


البدل  
  
2207   05:32 مساءاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : أبو يعلى التنوخي
الكتاب أو المصدر : القوافي
الجزء والصفحة : ص16-17
القسم : الأدب الــعربــي / العروض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2021 2257
التاريخ: 25-03-2015 3873
التاريخ: 24-03-2015 2642
التاريخ: 24-03-2015 2877

وهو تغير حرف الروي على غير ما تقدم ذكره في الإكفاء. ومن ذلك قوله:

يَا قَبَّحَ اللهُ بَنِي السَّعْلاتِ ... عَمْراً وَفَانُوساً شِرَارَ النَّاتِ

لَيْسُوا بِأَخْيَارٍ وَلاَ أَكْيَاتِ

يريد الناس وأكياس، فأبدل حرف الروي لضرورته إلى ذلك.

وهذا أقبح من الإكتفاء وأقل.

قيل سبب هذا الشعر أن عمرو بن يربوع بن حنظلة من بني تميم تزوج السعلاة. فقال له أهلها: إنك لا تزال معها بخير ما لم تر برقاً. قال: فجعل عمرو إذا لمع البرق ستر وجهها عنه. ثم إنها رأته ذات ليلة، فقعدت على بكر وقالت:

أمْسِكْ بَنيِكَ عَمْرُو إنِّي آلِقُ ... بَرْقٌ عَلَى أرْضِ السَّعَالِي آلِقُ

ويروى لعمرو في ذلك:

رَأى بَرْقاً فَأوْضَعَ فَوْقَ بَكْرٍ ... فَلا بِكَ مَا أَغَامَ ولا أسَالا

قوله: فلا بك مثل قوله: لا والله، ولا البيت. فقال بعضهم الأبيات المتقدمة يهجو أولاد عرو.

ومن البدل قول الشاعر:

إذَا ما المرء صُمَّ فَلَم يُكَلَّمْ ... وَأعْيَا سَمْعَهُ إلاَّ نِدَابَا

وَلاَعَبَ بِالعَشِيِّ بَنِي بَنِيه ... كَفِعْلِ الهِرِّ يَلْتَمِسُ العَطَايَا

فَلا تَظْفَرْ يَداهُ وَلاَ يَؤُوبَنْ ... وَلاَ يُعطَى مِنَ المَرَضِ الشَّفَايَا

فَذَاكَ الهَمُّ ليس له دواءٌ ... سِوَى المَوْتِ المُنَطَّقِ بِالمَنَايا

فقلب الهمزات الثلاث ياءات لإتيانه بالمنايا، وهذا مما يجب ألا يلتفت إليه، ولا يقاس عليه.

الإيطاء وهو إعادة القافية في الشعر، مأخوذ من قولك: وطئت الشيء، وأوطأته سواي.

وهذا عائد إلى الموافقة قيل: ومنه قوله تعالى: " .........ليواطئوا عدة ما حرم الله ". أي ليوافقوا.

وأقبح الإيطاء ما تقارب مثل أن يكون البيتان متجاورين أو بينهما بيت أو اثنان أو ثلاثة على قدر ذلك. ومن أقبحه ما ينشد لابن مقبل:

نَازَعَتْ أَلْبَابُهَا لُبِّي بِمُخْتَصَرٍ ... مِنَ الأَحَادِيثِ حَتَّى زِدْتُهُ لِينَا

ثم قال:

مِثلَ اهتِزَازِ رُدَينِيٍّ تَعَاوَرَهُ ... أيدِي التِّجَارِ فَزَادُوا مَتْنَهُ لِينَا

فإن اتفق اللفظ واختلف المعنى لم يكن ذلك إيطاء كما أنشد المبرد:

أأسْلَمْتَنِي يَا جَعْفَرُ بْنَ أبِي الفَضْل ...وَمَنْ لِي إذا أسْلَمْتَنِي يَا أبا الفَضْلِ

فَقُلِ لأبي العَبَّاسِ إن كُنْتُ مُذْنِباً...فَأنْتَ أحَقُّ النَّاسِ بالأخْذِ بِالفَضْلِ

وَلاَ تَجْحَدُونِي وُدَّ عِشْرِينَ حِجَّةً ..وَمَا تُفْسِدُوا مَا كانَ مِنْكُم مِنَ الفَضْلِ

والأول كنية والثاني من العفو والثالث من الإعطاء والتفضل.

فإن جاء في بيت رجل وفي بيت آخر الرجل بالألف واللام، لم يكن ذلك عندهم إيطاء. وكذلك إذا قلت: يضرب، وأنت تضرب، وأنا أضرب، لم يكن ذلك إيطاء، لاختلاف المعاني. وقال بعضهم: هو الإيطاء.

وكذلك إذا قلت: ذهب من الذهاب، ثم قلت: ذهب تريد المصوغ، لم يكن إيطاء، فإن قلت زوج تريد المرأة، ثم قلت: زوج تريد الرجل، فذلك إيطاء، لأنه يقال لهما: زوجان.

قال تعالى: " .........من كل زوجين اثنين ".

فإن أردت بالزوج النمط، لم يكن ذلك إيطاء.

وكذا إذا قلت العين تريد عين النظر، ثم قلت العين تريد عين السحاب والعين تريد عين الماء، والعين مصدر عانه يعينه إذا أصابه بعينه، والعين الذهب، وما بالدار من عين أي أحد، وعين الركبة: النقرة عن تمين الرضفة وشمالها، لم يكن في شيء من ذلك إيطاء.

فإن قال: شيء يريد غير الأول كان ذلك إيطاء، لأن قوله: شيء لا يختص بهذا دون هذا.

فإن قلت: كذا ثم قلت: بذا ولذا فقد قيل: إنه ليس بإيطاء.

وكذلك إن قلت: رمى بك ومضى بك قال قوم: مضى بك اسم مضمر والمضمر مع ما قبله بمنزلة شيء واحد فليس بإيطاء.

وذا اسم ظاهر، فإذا قلت: بذا ولذا كان إيطاء، وقال قوم: إن جعلت الروي الألف من ذا فهو إيطاء، لأن اللام والباء مع ذا قد صارتا كالشيء الواحد.

فإن قلت: عرس تريد المرأة، وعرس تريد الرجل، فهو إيطاء كالزوج والزوج تقول العرب: هذا عرس، وهذه عرس: قال العجاج:

أَكْرَمُ عِرْسٍ جُبِلا وَعِرْسِ

يريد: أكرم رجل وامرأة جبلا.

فإن قلت: غلامي وغلام منكراً، لم يكن إيطاء.

قيل: وقدم رجل لأعرابي لوناً من الطعام مرتين فقال: أوطأت في طعامك.

فصل: قال خلف الأحمر: لو قلت برجل ولرجل لم يكن إيطاء لاختلاف المعاني، ويقول: إن قول الراجز:

إِنَّكَ لَوْ أكَلْتَ خُبْزاً صَالِحاً ... ثُمَّ أدِمْتُ الخُبْزَ أدْماً صَالِحاً

لُقْتُ بِالقَوْمِ سِيَاقاً صَالِحا

ليس بإيطاء لاختلاف ما قبله.

وقاسه على الياء والكاف في المضمر، إذا قلت: عندي، ومنّى، ولك، بك بينهما فرق لأن المضمر مع ما قبله كالشيء الواحد وليس كذلك الظاهر ومما أوطئ فيه باتفاق اللفظ والمعنى قول الراجز:

يَارَبِّ إنِّي رَجُلٌ، كمَا تَرَى ... عَلَى قَلُوصٍ صَعْبَةٍ، كَمَا تَرَى

أخَافَ أنْ تَصْرَعَنِي كَمَا تَرَى

قال بعض أصحاب القوافي: فخذ بتحريك الخاء مع فخذ بإسكانها إيطاء.

وفي هذا نظر من جهة العروض، لأن فعلن لا يجتمعان إلا في رابع السريع المقيد، وفخِذ وفخِذْ وعُنُق وعَنْق إنما يماثلهما فعلن وفعلن بالتنوين الذي فيهما.

وإذا نونا لم يلزم هناك تقييد. والشعر المطلق لا يجوز أن يكون قبل رويه تارة ساكن وتارة متحرك، إلا أن يكون من قال هذا أراد شعراً على ووي الكاف كاف الخطاب، فَخِذك بكسر الخاء، ثم يقول فَخْذك بسكونها.

وقد روى في بعض ضروب الكامل شعر مبني على فعلن وفعلٌ. وهذا شاذ.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.