المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مـنهجـيـة إدارة مـقاومـة الـتغيـيـر1
29-5-2020
بين السمع والبصر
10-7-2016
Morphemes and their allomorphs
2024-01-31
تفسير نشأة الاشكال الارضية الرئيسية بالصحاري
12/9/2022
Guy,s Conjecture
3-4-2022
أعطال المادة العازلة
26-11-2021


الهجاء السياسي  
  
5301   04:59 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص236-237
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-6-2021 4081
التاريخ: 2-9-2021 3376
التاريخ: 22-03-2015 8127
التاريخ: 25-4-2021 2783

راج الهجاء في العصر الاموي لاحتياج ولاة الأمر إليه بسبب الانقسام الذي قام بين الاحزاب المختلفة، وهو الهجاء السياسي. وكان أكثر الشعراء يأخذون بناصر الأمويين لأنهم أهل السيادة، وكان خلفاؤهم يبذلون الأموال للشعراء ليستعينوا بألسنتهم على اعدائهم، لتأثير الهجاء في نفوس العرب لشدة احساسها ونخوة أهلها.

وقد بدأت المهاجاة في الإسلام بين شعراء النبي واعدائه القرشيين. ثم صارت بين قريش واليمن. وكان لكل من الجانبين شعراء يردون عنهم الهجاء بأشد منه، وقد تقدمت الاشارة الى ذلك. وكان المسلمون يحفظون ما يقوله هؤلاء من المهاجاة

وينشدونه، كل طائفة تنتصر لأصحابها. ولما بلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهى عنه، وقال: (في ذلك شتم الحي بالميت وتجديد الضغائن) (1).

فلما أفضى الأمر الى معاوية، اقتضت سياسته ومصلحته ان يجدد تلك الضغائن .. فجعل يغري الشعراء الى الطعن في الأنصار لأنهم أصحاب علي بن أبي طالب خصمه. وكان يفعل ذلك تحت طي الخفاء. ومن الذين أغراهم على ذلك الطعن الاخطل الشاعر التخلي المشهور.. فعظم ذلك على الأنصار خصوصا لأنه نصراني، واستعان به معاوية على المسلمين. فغضب متكلم الأنصار وشاعرهم، وهو يومئذ النعمان بن بشير، ودخل على معاوية وانشده قصيدة في الدفاع عن الأنصار مطلعها:

معاوي إلا تطلعنا الحق تعترف        لحى الأزد مشدودا عليها العمائم

أيشتمنا عبد الاراقم خلة      وماذا الذي تجري عليك الاراقم

فما لي ثأر دون قطع لسانه        فدونك من يرضيه منك الدراهم

ثم تخلص الى الفخر بأعمال الأنصار وانسابهم، وختم القصيدة بالطعن على خلافة معاوية الى ان قال (2):

واني لأغضى عن امور كثيرة       سترقى بها يوما اليك السلالم

اصانع فيها عبد شمس وانني    لتلك التي في النفس مني اكاتم

فما أنت والامر الذي لست أهله      ولكن ولي الحق والامر هاشم

فلما سمع معاوية تهديده اظهر ان الأخطل فعل ذلك من عند نفسه، وامر ان يدفع إليه ليقطع لسانه. وأوشك ان يفعل، لو لم يستجر الأخطل بيزيد بن معاوية فأجاره وأرضى النعمان. وعرف الأمويون هذا الفضل للأخطل، فجعله عبد الملك بن مروان شاعر الدولة. وسنعود الى ذلك.

وتحولت المهاجاة بين الأنصار وقريش الى المشاتمة بين بني هاشم وبني أمية، وانتشر ذلك في أطراف المملكة الإسلامية. وكان سديف الشاعر يخرج في جماعة من موالي بني هاشم في مكة، وشبيب يخرج في جماعة من موالي بني امية، فيفتخرون ثم يتشاتمون ثم يتجادلون بالسيوف، وكان يقال لهم السديفية والشبيبية، وكان أهل مكة منقسمين بينهما في العصبية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأغاني ج4

(2)الأغاني ج14

 

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.