المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

اسم الآلة
18-02-2015
تبادل الحمل في الزيتون
2024-01-03
تفسير آية (33) من سورة النساء
10-2-2017
David Kennedy Picken
27-4-2017
معنى (أحد) في قوله {قُلْ هُو اللّٰهُ أَحَدٌ}
27-11-2015
الساميون والعرب
17-8-2018


الخلفاء الأمويون والتشبيب  
  
2165   05:33 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص235-236
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2021 2681
التاريخ: 5-12-2021 2866
التاريخ: 11-7-2021 5131
التاريخ: 22-03-2015 2554

كان الامراء والكبراء يغضبون لنسائهم اذا شبب بهن احد لغلبة طبائع البدو عليهم. وينقمون على المشيب ويعيبونه حتى عدوا شعر ابن أبي ربيعة عصيانا لله (1).

وقد يكبر على الخليفة ان يظهر غضبه على الشاعر إذا شبب ببعض أهله فينتقم منه بالإهمال، كذلك كان يفعل معاوية (2) وهو اوسع الناس صدرا. واقتدى به عبد الملك بن مروان (3) اما ابنه الوليد بن عبد الملك فلم يسع صدره ذلك الكظم،

فأخذ يتوعد الشعراء إذا شببوا. وبلغه ان وضاح اليمن شبب بامرأته فقتله فيما يقال (4) وكذلك فعل عمر بن عبد العزيز فمنع ابن أبي ربيعة عن التشبيب. وكان العمال يقتدون بالخلفاء او يعملون بأوامرهم في ذلك، فان عامل المدينة نفى الاحوص الشاعر لأنه شبب ببعض نسائها (5).

ولكن المرأة كان يسرها ان يشبب بها شاعر مشهور وان كانت لا ترجو التزوج به، ولكن يسرها ما في التشبيب من الاعجاب بجمالها (والغواني يغرهن الثناء) سواء في ذلك الاميرة والحقيرة. ذكروا ان زوجة الوليد بن عبد الملك هي التي اقترحت على وضاح اليمن ان يشبب بها .. واقترحت ام محمد بن مروان ابن الحكم أخت عبد الملك على عمر بن أبي ربيعة ان يشهرها بشعره، وبعثت إليه الف دينار.. فأبى ان يؤجر على التشبيب، فابتاع بالجائزة حللاً وطيبا واهداه اليها فردته. فقال فيها ابياتا مطلعها:

أيها الراكبُ المُجِدُّ ابتكارا     قد قضى من تِهامةَ الأوْطارا(6)

وبالجملة فان التشبيب على نحو ما هو عليه الآن نشأ في العصر الأموي.

1-                               المهاجاة بين الشعراء: كان الجاهليون يتنافسون ويتفاخرون فيذكر أحدهم ما في قبيلته من الشجاعة والنجدة وما أوتوه من النصر او الغلبة او ما هم عليه من هذه الفضائل. ويندر فيهم من يتخطى ذلك الى الهجو. وأكثر من تخطاه منهم المخضرمون كما تقدم. وقد كثر الهجو واتسعت دائرته في العصر الأموي واجاد الشعراء فيه. ولبعضهم مهاجاة ونقائض تدخل في كتاب ضخم.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الاغاني ج1

(2) الأغاني ج13

(3) الأغاني 6

 (4) الأغاني ج6

(5) الأغاني ج4

(6) الأغاني ج1

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.