المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Euler Polynomial
17-9-2019
Characteristic Polynomial
21-4-2022
بلاد اليمن.
2024-08-14
علي (عليه السلام) الاخ والوزير
30-01-2015
اﻷزﻣـﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤـﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ (اﻷزﻣـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ)
22-7-2019
الفطرة تدلنا على خالق الكون
25-3-2018


الخطابة في عصر صدر الإسلام  
  
23026   05:36 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص187-189
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-6-2021 2890
التاريخ: 22-03-2015 4599
التاريخ: 25-4-2021 1854
التاريخ: 22-03-2015 28744

الفرق بين الخطابة في الجاهلية وفي الإسلام ان الإسلام زادها بلاغة وحكمة بما كان يتوخاه الخطباء من تقليد اسلوب القرآن واقتباس الآيات القرآنية. وقد كان للقران نحو هذا التأثير في الشعر أيضاً. ولكن الخطابة اوسع مجالا للاقتباس، فأخذ الخطباء يرصعون خطبهم بالآيات القرآنية تمثلاً او اشارة او تهديداً حتى لقد يجعلون

الخطبة برمتها مجموع آيات كما فعل مصعب بن الزبير لما قدم العراق واراد ان يحرض أهله على الطاعة لأخيه عبدالله، فصعد المنبر وقال : (بسم الله الرحمن الرحيم طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون، ان فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحي نساءهم انهك كان من المفسدين (واشار بيده نحو الشام) ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (واشار بيده نحو الحجاز) ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون (واشار بيده نحو العراق)(1).

وزادت الخطابة بعد الإسلام قوة ووقعا في النفوس بنهضة العرب للحروب وانتصارهم في أكثر مواقعها، فازدادوا انفة وسمت نفوسهم فسما بها ذوقهم في البلاغة وشحذت قرائحهم بما شاهدوه في البلاد الجديدة والأمم الجديدة والالسنة الجديدة، فبلغت الخطابة عندهم مبلغا قلما سبقهم فيه أحد من الامم التي تقدمتهم بلاغة وايقاعا وتأثيرا .. حتى اليونان والرومان، ولا ننكر ما كان من تفوق هاتين الامتين في الخطابة وما نبغ بين رجالها من الخطباء الذين لا يشق لهم غبار: كديموستنيس، وبروتاجوراس، وبريكليس، من خطباء اليونان، وشيشرون، وبوليوس قيصر، من خطباء الرومان. ولكن العرب لم يأتوا بأقل مما أتى به أولئك بلاغة ووقعا. وربما كان الخطباء في الإسلام أكثر عددا، وخطبهم أوفر وابلغ مع اعتبار الفرق بين الامتين لغة وخلقا وأدبا.

فقد ذكروا لديموستنيس اخطب خطباء اليونان 61 خطبة نصفها منسوب إليه خطأ، وهذه خطب الامام علي تعد بالمئات. وأما كثرة الخطباء فالعرب كانوا في صدر الإسلام من أكثر الامم خطباء لأن خلفاءهم واسراءهم وامراءهم وقوادهم كان معظمهم من الخطباء حتى النساك والزهاد (2). ولا غرابة في ذلك لان العرب أهل خيال وذوو نفوس حساسة، وللبلاغة تأثير شديد في عواطفهم قعدهم وتقيمهم. وقد كان ذلك من جملة ما ساعد في نشر الإسلام بينهم. وكثيرا ما توقف فتح البلد او الحصن على خطاب يتلوه القائد على رجاله فتثور فيهم النخوة وتسري في عروقهم الحماسة، فيستميتون في الدفاع او الهجوم. وفي أخبار الفتوح ادلة كثيرة لا يساعد المقام على ايرادها. وكثيرون من القواد انما ساعدهم على النصر قوة عارضتهم وتأثير خطبهم في نفوس رجالهم.

وإذا رجعت الى حوادث الفتح او جمع الاحزاب او اخماد الثورات رأيت عجبا. وأول ثورة كادت تهب في الإسلام ثورة أهل المدينة لما بلغهم موت الرسول، فهاجوا حتى خاف الصحابة سوء العاقبة، فقام أبو بكر خطيبا فقال: (أيها الناس ان يكن محمد قد مات فان الله حي لم يمت ..) وتلا الآية الكريمة: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، افئن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم (3))) فهذه الكلمات القليلة كانت كافية لإخماد تلك الثورة. وقس على ذلك خطب السقيفة وخطب من تولى بعده من الخلفاء الراشدين.

وأعظم الخطباء في عصر صدر الإسلام الرسول والخلفاء والقواد. وترى امثله من اقوالهم متفرقة في السيرة النبوية وكتب الغزوات والفتوح والتاريخ، وفي العقد الفريد وغيره من كتب الادب، وكلها مطبوعة ومشهورة. وأشهر خطبا ذلك العصر الامام علي بن أبي بن أبي طالب، فقد جمعت خطبه في كتاب (نهج البلاغة) جمعها الشريف المرتضى المتوفي سنة 436هـ، ولا نظن كل ما حواه من الخطب له. وقد شرح نهج البلاغة غير واحد، وطبع مرارا في الشام ومصر. ومنه شرح مطول لعبد الحميد ابن أبي الحديد المعتزلي طبع في طهران في عشرين جزءا، وفيه فوائد جمة عن تاريخ الإسلام وتمدنه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البيان ج2

(2) البيان ج1

(3)البيان ج1والشهرستاني ج1

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.