تفرع اللغة الى لهجات ولغات (اختلاف مناحي الفصحى باختلاف فنون القول) |
944
11:30 صباحاً
التاريخ: 9-4-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-1-2019
2209
التاريخ: 1-4-2019
1255
التاريخ: 16-3-2019
608
التاريخ: 16-3-2019
1747
|
اختلاف مناحي الفصحى باختلاف فنون القول
لغة الآداب وخصائصها وأنواعها، الشعر والنثر وظيفتا اللغة: الدلالة والإيحاء
كما تنشعب لغة المحادثة إلى لهجات مختلفة تبعًا لاختلاف الأقاليم وما يحيط بكل إقليم من ظروف وما يمتاز به من خصائص، تنشعب كذلك لغة الكتابة أو اللغة الفصحى, إلى شعب مختلفة تبعًا لاختلاف فنون القول التي تستخدم فيها، وما يمتاز به كل فن منها: الشعر، النثر الأدبي، الخطابة، القصة، الرسالة، التاريخ، القانون، تدوين العلوم ... إلخ. وذلك أن كل فَنٍّ من هذه الفنون يختلف عما عداه في طبيعته وأغراضه البيانية، ومناهج الاستدلال فيه، ومقدار صلته بكل من الناحيتين الوجدانية والإدراكية، ومدى إقبال الجمهور عليه, وأثره في نفسه, وتلاؤمه مع اتجاهاته وحاجاته، ومبلغ نشاط المشتغلين به وما يخترعونه فيه من اصطلاحات, ويدخلونه من أساليب, ويقتبسونه عن اللغات الأجنبية من مفردات وأفكار ... وهلم جرا.
وغنيٌّ عن البيان أن الاختلاف في هذه الأمور وما إليها يؤدي حتمًا إلى اختلاف كل فن من الفنون السابق ذكرها عما عداه؛ في مفرداته وأساليبه ومعانيه وأفكاره وطريقة علاجه للحقائق ... وما إلى ذلك. وقد تتسع مسافة الخلف بين هذه الفنون فتصبح لغة كل منها أشبه شيء بلغة مستقلة, وهذا هو المشاهد الآن في كثير من اللغات الراقية؛ فبمجرد سماع عبارة من اللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات الراقية, يستطاع بسهولة معرفة الفن الذي تتصل به؛ فعلى ضوء مفرداتها وأسلوبها ونظمها وتراكيبها وطريقة إبانتها عن الحقائق ... يستطاع بسهولة الحكم إن كانت شعرًا أم خطابة أم كتابة رسائل أم مقالًا صحفيًّا أم بحثًا علميًّا ... وهلم جرا.
ص186
ومن أهم شعب اللغة الفصحى ما يسمونه لغة الأدب "Langue Litteraire"، وهي التي تستخدم في الأدب شعره ونثره, وتمتاز هذه الشعبة عن أخواتها بأن ما يتخذه غيرها وسيلة تتخذه هي غاية، أو توجه إليه على الأقل أكبر قسط من العناية؛ ففي جميع الشعب الأخرى "لغة العلوم، لغة الفلسفة، لغة التاريخ ... " يتخذ الكلام مجرد وسيلة للتعبير عن الحقائق, أما في هذه الشعبة فيتخذ البيان نفسه غرضًا في ذاته, ويوجه إلى تجويده أكبر قسط من المجهود, فأهم ما يقام له وزن في لغة الأدب هو جمال القول، ورقة الأسلوب، وحسن البيان، ورصانة اللفظ، وفصاحة الكلام، وبلاغة التعبير ... وهلم جرَّا.
وتنقسم لغة الآداب نفسها إلى فنون كثيرة؛ أهمها: الشعر وملحقاته، والنثر الأدبي، والخطابة، والقصة, ويختلف كل فن من هذه الفنون عن أخوته؛ في طبيعته، وموضوعاته، ومواطن استخدامه، ومقدار صلته بالوجدان والإدراك، ومبلغ نشاط المشتغلين به، وما يناله من تطور وتجديد، وما يرمي إليه من أغراض ... إلخ, وقد ترتَّبَ على ذلك أن كان لكل فن منها خصائصه اللغوية, ومميزاته في النظم والوزن، والتأليف الموسيقي، وجرس الألفاظ، وتركيب الجمل، وطريقة الاستدلال، وشرح الحقائق، ومنحى الأسلوب.
وأهم ما يمتاز به الشعر عن غيره أنه يتجه أولًا, وبالذات إلى مخاطبة الوجدان والعواطف لا الإدراك والتفكير، وأن غرضه الأساسي هو الإيحاء بالحقائق والإحساسات, لا شرح المسائل وتقريبها إلى الأذهان, ولذلك يظهر فيه تعمد الغموض والميل إلى الإبهام، ويسيطر على أساليبه الخيال، ويكثر في عباراته التشبيه واستخدام الكلمات والعبارات في غير ما وضعت له عن طريق الكناية والمجاز، ويبدو فيه النفور من تحليل الحقائق وكراهة التعمق في الشرح والاستدلال. أما نظم العبارات في أوزان خاصة, فهو مجرد شرط شكلي في الشعر: فإن جنح كلام منظوم إلى الشرح والاستدلال والتعمق في توضيح الحقائق, وتغلبت فيه وجهة الدلالة على وجهة الإيحاء، فإنه يصبح
ص187
مجرد نظم, ولا يعد شعرًا على الرغم من أوزانه وقوافيه، كما هو الشأن فيما اشتهرت تسميته في اللغة العربية باسم "المتون".
ص188
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|