المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

The Periodic Table
9-5-2017
Vowels
2024-03-19
حرمان المنافقين من نور الرسالة والإمامة
2023-09-22
الصـدق
22-8-2016
الرّمادي الكندي
24-7-2016
الجهاز الهضمي في الحشرات The digestive system
17-1-2016


منزلة امير المؤمنين في الدنيا والاخرة  
  
3424   10:41 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله) لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج4, ص246.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ، قال : حدّثنا محمد بن عمر بن الحسين الحافظ البغدادي ، حدّثني عبد الله بن يزيد ، حدّثني محمد بن ثواب ، حدّثنا إسحاق بن منصور ، عن كادح أبي جعفر البجلي ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الرحمان بن زياد ، عن سالم بن يسار ، عن جابر بن عبد الله قال : لما قدم علي على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بفتح خيبر ، قال له رسول الله : والله لولا أن يقول فيك طوائف من أُمتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم ؛ لقلتُ اليوم فيك مقالاً لا تمرّ بملأ إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك ، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وإنّك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنّتي ، وإنّك غدا على الحوض خليفتي ، وإنّك أوّل مَن يرد على الحوض ، وإنّك أوّل مَن يُكسى معي وإنّك أوّل داخل الجنّة من أُمتي ، وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضّة وجوههم حولي ، أشفع لهم ويكونون غداً في الجنّة جيراني ، وإنّ حربك حربي وسِلمك سِلمي ، وإنّ سرّك سرّي وعلانيّتك علانيّتي ، وإنّ سريرة صدرك كسريرة صدري ، وإنّ ولدك ولدي ، وإنّك  تنجز عداتي ، وإنّ الحقّ معك وعلى لسانك وقلبك وبين عينيك ، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وإنّه لن يرد على الحوض مبغض لك ولن يغيب محبّ لك حتى يرد الحوض معك .

قال : فخرّ علي ( عليه السلام ) ساجداً وقال : الحمد لله الذي أنعم عليَّ بالإسلام وعلّمني القرآن  وحبّبني إلى خير البريّة خاتم النبيين وسيّد المرسلين إحساناً وفضلاً منه عليَّ .

قال : فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : لولا أنت لم يُعرف المؤمنون بعدي . 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.