اصحاب العقبة ومسجد ضرار
المؤلف:
الشيخ عباس القمي
المصدر:
منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة:
ج1,ص130-131.
11-12-2014
7713
كانت قصة اصحاب العقبة و هم رهط من المنافقين أرادوا ان يعقروا بعير النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في العقبة و يقتلوه فجاء جبرئيل (عليه السّلام )فأخبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ذلك، فركب دابته و أمر عمارا أن يقودها و أمر حذيفة أن يسوقها فلما وصل الى العقبة أمر أن لا يجتازها أحد قبله فصعد بنفسه العقبة و رأى المنافقين و على وجوههم الأقنعة كي لا يعرفوا، فصاح بهم الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) فانهزموا و أخذ عمار و حذيفة يضربان رواحلهم.
قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لحذيفة: من عرفت من القوم فقال: لم أعرف منهم أحدا فأخبره بأسمائهم و أمره بالكتمان، و لذا كان حذيفة يمتاز عن سائر الصحابة لمعرفته بالمنافقين و يقال له: صاحب السرّ الذي لا يعلمه غيره.
و قد روى البعض هذه القصة في رجوع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) من حجة الوداع، و في رجوعه من تبوك هدم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مسجد ضرار الذي بناه المنافقون كي يكون في مقابل مسجد قبا، و لكي يصلي فيه أبو عامر الفاسق، فأمر (صلّى اللّه عليه و آله) بقلعه من اساسه فصار موضع يقذف فيه الخبائث ، فنزلت في شأنه و شأن مسجد قبا هذه الآية الشريفة: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا} [التوبة: 107]... .
فلمّا دخل (صلّى اللّه عليه و آله) المدينة و قد بقي من شهر رمضان بقية، ذهب الى المسجد كعادته فصلّى فيه ركعتين ثم ذهب الى البيت.
و بعد رجوع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) من تبوك و في العشرة الاخيرة من شوال مرض عبد اللّه بن أبيّ رأس المنافقين و بقي عشرين يوما على تلك الحالة حتى مات في ذي القعدة، و امّا سبب رعاية النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لحقه و عنايته له فمن أجل ابنه عبد اللّه و لاجل حكم أخرى لم يقف عليها أحد، و اعتراض عمر على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) مذكور في محله .
وفي هذه السنة أرسل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ابا بكر الى مكّة لقراءة الآيات الاوائل من سورة البراءة، فلمّا خرج من المدينة أحرم من ذي الحليفة و ذهب الى مكة فنزل جبرئيل (عليه السّلام )على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و معه سلام من اللّه عليه فقال: لا يؤديها الّا أنت أو رجل منك و في رواية أخرى قال: لا يبلّغ عنك الّا عليّ.
فأمر عليّا (عليه السّلام )بالذهاب خلف ابي بكر و أن يأخذ الآيات منه و يبلّغها بنفسه و يقرأها على الناس، فلقيه في منزل (الروحاء) فأخذ الآيات منه ثم ذهب الى مكة فقرأها على الناس.
وروي عن الصادق (عليه السّلام )في أحاديث معتبرة ان عليّا (عليه السّلام )وافى بها الموسم فبلّغ عن اللّه و عن رسوله بعرفة و المزدلفة و يوم النحر عند الجمار و في ايام التشريق كلها ينادي بالايات التي بعث بها مخترطا سيفه قائلا: لا يطوف بالبيت عريان و لا عريانة و لا مشرك الا من كان له عهد عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فمدّته الى هذه الاشهر الاربعة.
وفي رواية انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) أرسل أبا بكر في اول ذي الحجة فلحقه عليّ (عليه السّلام )في اليوم الثالث في الروحاء فأخذ الآيات منه و ذهب الى مكة و رجع أبو بكر الى المدينة.
والاخبار في عزله و ارسال عليّ (عليه السّلام )كثيرة في كتب العامة و الخاصة.
وتوفي في السنة التاسعة النجاشي سلطان الحبشة، ففي اليوم الذي مات فيه أخبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بموته في ذلك اليوم و قال لهم: اليوم مات رجل صالح قوموا للصلاة عليه.
قيل: ان جنازته ظهرت امام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فصلّى عليه مع أصحابه.
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة