x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

العلاقة بين الذنب والفساد

المؤلف:  ناصر مكارم الشيرازي

المصدر:  تفسير الامثل

الجزء والصفحة:  ج10, ص182-184

19-12-2016

1867

ممّا لا شك فيه أن كل ذنب يترك أثره في المجتمع، كما يترك أثره في الأفراد عن طريق المجتمع أيضاً... ويسبب نوعاً من الفساد في التنظيم الاجتماعي، فالذنب والعمل القبيح، وتجاوز القانون، مثلها كمثل الغذاء السيء والمسموم، إذ يترك أثره غير المطلوب والسيء في البدن شئنا أم أبينا، ويقع الإنسان فريسة للآثار الوضعية لذلك الغذاء المسموم.

(الكذب) يسلب الاعتماد.

و(خيانة الأمانة) تحطّم الروابط الاجتماعية.

و(الظلم) يسبب إيذاء الآخرين وظلمهم.

والإفراط في الحرية يجرّ إلى الديكتاتورية، والديكتاتورية تجر إلى الانفجار.

و(ترك حقوق المحرومين) يورث العداوة والحقد والبغضاء، و(تراكم الأحقاد والعداوات) يزلزل أساس المجتمع!.

والخلاصة، أن كلّ عمل غير صحيح له أثره السيّء سواء كان ذلك في دائرة محدودة أم واسعة، وأحد تفاسير الآية {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم:41] هو هذا

[وهذا يبيّن العلاقة الطبيعية بين الذنب والفساد (هنا) ] .

إلاّ أنّه يستفاد من الروايات الإسلامية أنّ كثيراً من الذنوب ـ إضافة لما ذكرنا ـ تجلب معها سلسلة من الآثار السيئة، وعلاقتها وارتباطها مع تلك الآثار ـ من الناحية الطبيعية على الأقل ـ غير معروفة.

فمثلا ورد في الرّوايات الإسلامية أن قطع الرحم يقصر العمر، وأن أكل المال الحرام يورث ظلمة القلب، وأن كثرة الزنا يورث فناء الناس ويقلل الرزق(1).

حتى أنّنا لنقرأ حديثاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) يقول فيه: (من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال) (2).

وقد ورد في القرآن نظير هذا المعنى في تعبير آخر، حيث يقول القرآن: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96].

إذن فالفساد ـ في الآية محل البحث ـ هو الفساد الأعمّ (الذي يشمل المفاسد الاجتماعية، والبلايا، وسلب النعم والبركات).

وممّا يستلفت الانتباه أن الآية المتقدمة يستفاد منها ضمناً أن واحداً من حكم الآفات والبلايا تأثيرها التربوي على الناس، إذ عليهم أن يروا رد الفعل الناتج من أعمالهم.. ليفيقوا من نومهم وغفلتهم، ويعودوا إلى الطهارة والتقوى!

ولا نقول: إنّ جميع الشرور والآفات هي من هذا القبيل، ولكننا نقول: إن قسماً منها ـ على الأقل ـ فيه هذه الحكمة والغاية وبالطبع فإنّ له حكمة أُخرى بحثناها في محلها.

_____________

1ـ في حديث عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) أنّه قال: (للزنا عقوبات ثلاث منها في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأمّا العقوبات في الدنيا فإنه يسلب النور من الإنسان، ويبتله بموت الفجأة، ويقطع الرزق. وأمّا التي في الآخرة فهو على سوء الحساب وغضب الله والخلود في نار جهنم) (سفينة البحار ـ مادة زنى).

2 ـ سفينة البحار (مادة ذنب).