x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
انتقاء الزوج
المؤلف: السيد شهاب الدين الحسيني
المصدر: تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة: ص٣٠ـ٣١
24-7-2016
2171
للأب الدور الاكبر في تنشئة الاطفال وإعدادهم نفسياً وروحياً، ولذا أكّد الإسلام في أول المراحل على اختياره طبقاً للموازين الاسلامية التي يراعى فيها الوراثة والمحيط الذي ترعرع فيه وما يتصف به من صفات نبيلة وصالحة، لأنه القدوة الذي يقتدي به الاطفال وتنعكس صفاته وأخلاقه عليهم، اضافة إلى اكتساب الزوجة (الأم) بعض صفاته واخلاقه من خلال المعايشة المستمرة. وقد أكد رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) على اختيار الزوج الكفؤ وعرّفه بقوله (صلى الله عليه و آله وسلم) : ( الكفؤ أن يكون عفيفاً وعنده يسار) (1).
والكفؤ هو الذي ينحدر من سلالة صالحة وذو دين وخُلق سامٍ .
وحذّر الإمام الصادق (عليه السلام) من تزويج الرجل المريض نفسياً فقال: (تزّوجوا في الشكاك ولا تزوّجوهم، لان المرأة تأخذ من أدب زوجها ويقهرها على دينه) (2).
وجعل الإسلام التديّن مقياساً في اختيار الزوج، قال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) : (اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه) (3).
وحرّم الإسلام كما هو مشهور من تزويج غير المسلم حفاظاً على سلامة الاطفال وسلامة العائلة من جميع جوانب السلامة، في العقيدة وفي السلوك وفي الظواهر الروحية والنفسية لتأثر الزوجة والاطفال بمفاهيم الزوج وسلوكه في الحياة.
ونهى الإسلام عن تزويج غير المتديّن والمنحرف في سلوكه عن المنهج الاسلامي في الحياة، لتحصين العائلة والاطفال من الانحراف السلوكي والنفسي، فنهى الإمام الصادق (عليه السلام) عن تزويج الرجل المستعلن بالزنا حيثُ قال (عليه السلام): (لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا، ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنا إلاّ أن تعرفوا منهما التوبة) (4).
وحذّر الإمام الصادق (عليه السلام) من تزويج شارب الخمر فقال : (من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها) (5).
فالمنحرف يؤثر سلبياً على سلامة الاطفال السلوكية، لانعكاس سلوكه عليهم وعدم حرصه على تربيتهم، اضافة إلى المشاكل التي يخلقها مع الزوجة التي تساعد على اشاعة الاضطراب والقلق النفسي في اجواء العائلة، وجعل الحياة العائلية بعيدة عن الاطمئنان والاستقرار والهدوء الذي يحتاجه الاطفال في نموّهم الجسدي والنفسي والروحي.
وقد كانت سيرة رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) قائمة على أساس اختيار الاكفاء لأبنائهم وبناتهم، فرسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) لم يزوّج فاطمة لكبار الصحابة، وكان جوابه لهم انه ينتظر بها نزول القضاء (6) ثم زوّجها بأمر من الله تعالى إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) (7).
وشجّع رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) احدى المسلمات وهي الذلفاء المعروفة بانتسابها إلى أُسرة عريقة، والمتصفة بالجمال الفائق من الاقتران بأحد المسلمين وهو جويبر الذي لا يملك مالاً ولا جمالاً إلاّ التديّن (8).
__________________
1ـ الكافي ٥ : ٣٤٧ / ١ باب الكفؤ.
2ـ الكافي ٥ : ٣٤٨ / ١ باب مناكحة النصاب والشكاك.
3ـ الكافي ٥ : ٣٤٧ / ٢ ، ٣ باب آخر منه.
4ـ مكارم الاخلاق : ٣٠٥.
5ـ وسائل الشيعة ٢٠ : ٧٩. الكافي ٥ : ٣٤٧ / ١ باب ٢٩.
6ـ مجمع الزوائد ، للهيثمي ٩ : ٢٠٦ ـ دار الكتاب العربي ١٤٠٢ ه ط ٣.
7ـ مجمع الزوائد ٩ : ٢٠٤. المعجم الكبير للطبراني ٢٢ : ٤٠٨. الصواعق المحرقة ، لابن حجر الهيتمي.
8ـ الكافي ٥ : ٣٤٢ / ١ باب ان المؤمن كفؤ المؤمنة.