المحرّم من الأفعال والصفات / نوح النائحة بالباطل
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 509 ــ 510
2025-11-27
15
ومنها: نوح النائحة بالباطل:
وهو وصف الميت بما ليس فيه من المحاسن، أو تبرئته ممّا فيه من المساوي، أو بما لا يسوغ ذكره، كأن يصفه بما يرفعه في دنياه ويضعه في آخرته، أو يعدّ أفعاله القبيحة، وصفاته الذميمة شرعًا، ولا بأس بالنوح بغير ذلك إذا لم يعرضه عنوان محرّم، من غناء، أو سماع أجنبيّ صوتها، أو نحو ذلك، وعلى الأوّل يحمل ما نطق بالنهي عن النياحة [1]، وانّ النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب [2]، جمعًا بينه وبين الأخبار المجوّزة.
نعم، لا يبعد القول بالكراهة [3] إلّا بالنسبة إلى المعصومين عليهم السّلام فإنّه مستحّب [4]، ولا يبعد إلحاق ذريّتهم، بل والفقهاء رضوان اللّه عليهم بهم [5].
وكلّما حرمت النياحة، حرمت أجرتها، وحرم الاستئجار أيضًا [6].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الفقيه: 4/3 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1: ونهى عن النياحة والاستماع إليها.
[2] مستدرك وسائل الشيعة: 1/144 باب 71 حديث 15.
[3] ربّما يكون وجه الكراهة هو انّ الموقف هو موقف عاطفّي لفقدان عزيز وقلّ من لا يؤثر عليها الموقف فالنائحة وان كانت لا تريد إلّا النياحة بالحق لكن الموقف العاطفي يسيطر عليها غالبًا وتنحرف عن القول الحق إلى الباطل واللّه العالم.
[4] انّ النياحة والبكاء والجزع في مصاب سادات الأنام والأئمة الهداة ومن خصّهم بالنسب لمن أقرب القربات وأشرف العبادات وهي أيضًا من أظهر مظاهر الموالاة لهم عليهم السّلام والبراءة من أعدائهم وظالميهم عليهم اللعنة والعذاب وسيرة أئمّة الهدى عليهم السّلام وحثّهم على البكاء والنياحة للحسين عليه السّلام بقولهم - فعليه فلتبكي البواكي وتندب النوادب - كلّ ذلك ممّا لا يشوبه شك وريب بل اليوم انحصرت الدعوة إلى دين اللّه الذي ارتضاه لعباده بقوله عزّ اسمه: {...ورضيت لكم الإسلام دينًا} بمجالس العزاء والشعائر الحسينيّة وما حرص أعداء أهل البيت عليهم السّلام لغلق أبواب هذه الشعائر إلّا لما فيها من تقويه الحق وفضح الباطل فالقول باستحباب النياحة والبكاء وكلّ مظهر من مظاهر الحزن في مصاب أئمة الدين هو المتعيّن.
[5] الالحاق في المقام لانتسابهم بهم عليهم السّلام وأحد موارد ما يتقوّى به الحق ويوهن به الباطل.
[6] الحكم المذكور على القاعدة المتسالم عليها من انّ ما حرم فعله حرم أخذ الثمن عليه والسعي في إيجاده.
الاكثر قراءة في الجهل و الذنوب والغفلة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة