المهور الغالية
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 120 ــ 121
2025-11-01
31
أن قضية المهر في الاسلام تعد قضية مهمة للغاية ودقيقة، وتحظى ببالغ الاهتمام، وقد أكد الاسلام على المهور الخفيفة، وأعلن رفضه للمهور الغالية، فما كان ذو قيمة واهمية بإمكان أن يصبح مهراً وصداقاً للمرأة سواء كان مالاً أو عملاً، اذ يمكن أن يكون البستان أو المتجر أو الأرض أو لعقار مهمة أو المال أو التعليم وما شابه ذلك مهراً للمرأة.
هنالك روايات مهمة وردت عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) في الكتب المعتبرة بهذا الشأن تلفت انتباهكم هنا إلى طائفة منها، وهذه الروايات تؤكد على تخفيف المهور وتجنب المهور الغالية لأنها تدفع الشباب إلى الاعراض عن الزواج وبالتالي بقاء البنات جليسات الدار.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أفضل نساء أمتي أصبحن وجها واقلهن مهراً) (1).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تغالوا بمهور النساء فتكون عداوة) (2).
نعم، فعندما يتوجه الشاب لخطبته بنت من أقاربه أو جيرانه أو غيرهم ويواجه بفرض الصداق الباهظ الذي لا طاقة له به. ويجدانه قد فشل في خطوته نحو الزواج، فإن ذلك يثير الضغينة لديه تجاه البنت وأسرتها، وبصاب باليأس ويضيع عمره بانغماسه في الفساد لا سمح الله، ويستعرض شبابه وحيويته إلى اضرار لا يمكن تفاديها.
يقول الصادق (عليه السلام): (من بركة المرأة خفة مؤونتها وتيسير ولادتها، ومن شؤمها شدة مؤونتها وتعسير ولادتها).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تغالوا بمهور النساء فإنما هي سقيا الله سبحانه).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لامرأة تدعى حولاء: (يا حولاء والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، ما من امرأة ثقّلت على زوجها المهر إلا انقل الله عليها سلاسل من نار) (3).
أن المهر الغالي يعد سبباً في عزوف الشباب عن الزواج ووقوعهم في الرذيلة والموبقات، وأن من يفرض المهر الغالي شريك في انحراف الشباب وبهذا فهو يستحق العذاب الالهي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البحار: ج 103، ص 347.
2ـ المصدر السابق.
3ـ مستدرك الوسائل: ج 14، ص 241.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة