اية نسخ المواريث من الاخوة في الدين
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص71-72.
2025-10-26
25
اية نسخ المواريث من الاخوة في الدين
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال : 72].
قال علي بن إبراهيم : الحكم في أوّل النبوّة أن المواريث كانت على الأخوة لا على الولادة ، فلما هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار ، فكان إذا مات الرجل يرثه أخوه في الدّين ، ويأخذ المال ، وكانا ما ترك له دون ورثته . فلما كان بعد ذلك أنزل اللّه {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا } [الأحزاب : 6] فنسخت آية الأخوة بقوله : {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ } . ونفس مضمون الحديث رواه الباقر عليه السّلام « 2 ».
وقال زرارة ، وحمران ، ومحمد بن مسلم سألنا أبا جعفر ، وأبا عبد اللّه عليه السّلام ، سألناهما عن قوله : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا }، قال : « بأنّ أهل مكة لا يرثون أهل المدينة » « 3 ».
وقال علي بن إبراهيم : إنها نزلت في الأعراب ، وذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم صالحهم على أن يدعهم في ديارهم ولم يهاجروا إلى المدينة ، وعلى أنه إن أرادهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم غزا بهم ، وليس لهم من الغنيمة شيء ، وأوجبوا على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه إذا دهاهم من الأعراب من غيرهم ، أو دهاهم داهم من عدوّهم أن ينصرهم ، إلا على قوم بينهم وبين الرسول عهد وميثاق إلى مدّة « 4».
______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 280 .
( 2 ) مجمع البيان : ج 4 ، ص 862 .
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 70 ، ح 81 .
( 4 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 280 .
الاكثر قراءة في الناسخ والمنسوخ
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة