جهود الإمارات العربية المتحدة في مجال تكنولوجيا النانو
المؤلف:
منير نايفة
المصدر:
النانوتكنولوجي- عالم صغير ومستقبل كبير- صفات سلامة
الجزء والصفحة:
ص226
2025-10-25
48
الحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على الاهتمام بتكنولوجيا النانو التي تعد تكنولوجيا المستقبل في كافة المجالات وتمثل مستقبل الدول وتشكل اقتصاد العالم، والتي تلعب دوراً متنامياً في العالم العربي، وأصبح هناك ضرورة لإيجاد وعي علمي وطلابي ومجتمعي بعلوم وأبحاث وتطبيقات تكنولوجيا النانو، تمثل اهتمام دولة الإمارات بهذه التكنولوجيا في الاهتمام المتزايد بالأبحاث التي تتناول مجال النانوتكنولوجي وتطبيقاتها وفي استضافة والمشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل، وإقامة العديد من الشراكات والاتفاقيات، وإنشاء مراكز لأبحاث وعلوم تكنولوجيا النانو في الجامعات. فعلى سبيل المثال تم تأسيس "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة"، بموجب مبادرة من قبل حكومة دبي عام 2006، وتواصل مسيرتها في تعزيز خطى الدولة نحو تطوير اقتصاد قائم على العلم والمعرفة ودعم التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي لدولة الإمارات، من خلال التركيز والحث على الابتكار العلمي والتطوير التقني، حيث تقوم المؤسسة بإنجاز عدد من المشاريع المستقبلية من بينها الأبحاث في مجال تقنية النانوتكنولوجي.
ومن بين المؤتمرات المهمة التي عقدت في الإمارات، المؤتمر الأول للنانوتكنولوجي الذي عقد في مدينة العين في العام 2006، بهدف تعريف المنطقة بالنانوتكنولوجي، وأيضاً "مؤتمر الشارقة الدولي الأول الستقانة السنانو وتطبيقاتها العملية"، الذي عقد في الجامعة الأميركية في الشارقة في الفترة من 10 إلى 12 نيسان/أبريل 2007، ونظمته جامعة الشارقة والجامعة الاميركية في الشارقة، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وشارك فيه ما يزيد عن 200 عالم وباحث من أكثر من 20 دولة من دول العالم من بينهم سنة علماء بارزين على المستوى العالمي من أوروبا والولايات المتحدة وتناول المؤتمر مختلف جوانب النانو تكنولوجيا وعلى رأسها التطبيقات في مجالات الطاقة والصناعات الغذائية والبيئة والمواد الجديدة والهندسة الصناعية وتطبيقاتها.
وفي الفترة من 16 إلى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، نظمت كلية الهندسة بجامعة الإمارات، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في أبو ظبي، والقمة الخامسة للمنتدى الأسيوي لتكنولوجيا النانو المؤتمر الدولي الثاني للنانوتكنولوجي تحت عنوان "الأفاق المستقبلية في المنطقة"، وذلك بمركز أبو ظبي الوطني للمعارض، وبرعاية ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقد نظمت القمة الخامسة لمنتدى النانو الآسيوي بدعم تقني من المنتدى الآسيوي لتكنولوجيا النانو ودعم من مؤسسة الإمارات للاتصالات، وشارك في القمة أكثر من 30 مشاركاً يمثلون وفود13 دولة أسيوية، لتحديد الاتجاهات الاستراتيجية والاقتصادية لتكنولوجيا النانو في آسيا للسنوات المقبلة، ويشارك في عضوية منتدى أسيا لتكنولوجيا النانو 13 دولة أسيوية، ويضم في عضويته أهم وأبرز علماء آسيا في هذا المجال الحيوي الجديد، وتعد الإمارات الدولة العربية والخليجية الوحيدة العضو في هذا المنتدى العلمي المتخصص، حيث شاركت كل دولة من الدول الأعضاء بثلاثة متحدثين في أعمال المنتدى، ومن بين أهداف استضافة ومشاركة دولة الإمارات في أعمال هذا المنتدى، إيجاد وعي علمي ومجتمعي وطلابي بمفهوم تكنولوجيا النانو، وقد اشتملت جلسات القمة على عدد من المحاضرات وورش العمل قدمها عدد من الخبراء ذوي الإنجازات العلمية والتأثير في مجال البحث والتطوير في تكنولوجيا النانو، تناولت آخر ما توصلت إليه الأبحاث والتطورات والسياسات المتعلقة بتكنولوجيا النانو في دولهم وورش مفتوحة عن تطبيقات تكنولوجيا النانو في مجالات الطاقة والمياه، وآفاق التعاون المستقبلي بين المشاركين، حسيث نظم معهد التكنولوجيا التطبيقية في أبو ظبي، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث والمجلس الوطني للعلوم (يوان) بتايوان ورشة عمل مشتركة بعنوان "تعليم تقنيات النانو للمراحل المدرسية، تم خلالها دعوة 15 من أساتذة الجامعات ومعلمي المدارس المتخصصين في تدريس تكنولوجيا من مدارس تايوان لعرض تجاربهم أمام نظرائهم من أ أساتذة ومعلمي مادة العلوم من مختلف مدارس الإمارات لنقل خبراتهم العلمية والمعرفية في ما يتعلق بمناهج تعليم وتدريس تكنولوجيا النانو في جميع المراحل الدراسية في تايوان، حيث سيكون هؤلاء المعلمون النواة لتعريف طلاب الإمارات بمفهوم وماهية علم تكنولوجيا النانو ووفقاً للمقترح الذي تقدم به المشاركون في أعمال هذا المنتدى، ستقوم جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث بإنشاء "مركز لأبحاث وعلوم تكنولوجيا النانو" بمقر الجامعة في أبو ظبي.
وقد ركز مؤتمر الإمارات الدولي الثاني للنانوتكنولوجي على التطلعات المستقبلية لتقنية النانو في المنطقة، وناقش حوالى 132 ورقة علمية تناولت الجوانب الرئيسية لتكنولوجيا النانو وآثارها على المنطقة، حيث ركزت على 4 محاور رئيسية تضمنت آليات إدخال تكنولوجيا النانو في المناهج الدراسية في أنظمة التعليم المختلفة، وخاصة بالنسبة إلى الأطفال، واستخدام تكنولوجيا النانو في حل أزمات المياه، واستخدام تكنولوجيا النانو في المنتجات الصيدلانية، والمستجدات في علاج الأمراض السرطانية. وشاركت جامعة الإمارات في المؤتمر بعدة أبحاث عن استخدام النانوتكنولوجي ومنها بحث حول علاج الأورام والأمراض السرطانية. وقد افتتح المؤتمر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل لهيان وزير التعليم والبحث العلمي الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وأعلن فيه أن جامعة الإمارات بصدد إنشاء "مركز الإمارات العلوم وهندسة النانو"، وأن الهيئة الوطنية للبحث العلمي وافقت على تمويل هذا المركز كجزء من البنية التحتية التقنية، وسيسهم هذا المركز في أن تحقق الإمارات الريادة في مجالات النانو تكنولوجي، وكذلك في تطوير وتطبيق الاستراتيجية الوطنية لتقنية النانو، مع التركيز على المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة، إضافة للدخول في شراكات مع كبرى مراكز البحوث على مستوى العالم. وأوضح أن الدولة أنشأت عدداً من المراكز المختصة في تكنولوجيا النانو للمشاركة في التطور العالمي، وأن هناك ضرورة لتكوين شراكات إقليمية وعالمية ليتسنى معرفة افضل الممارسات والخبرات الناجحة ودعم بحوث تقنية النانو وتطويرها في كل البلدان. وقال إن الإمارات تتفهم جيدا أهمية استخدام التقنية لتحسين رفاهية الإنسان وما يتطلب ذلك من التحليل المتعمق لكافة جوانب التقنية وإمكاناتها الهائلة، وتلتزم بتحقيق ذلك من خلال إنشاء الشبكات الوطنية والإقليمية والدولية للهيئات الحكومية والشراكات في مجالات التعليم ومؤسسات البحث العلمي التي من شأنها تسهيل عملية مشاركة وتبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا.
ومن الندوات العلمية المهمة عن تقنية النانوتكنولوجي، والتي نظمتها إدارة المباني في "بلدية دبي" ضمن سلسلة برنامج التعليم المستمر وثقافة البناء، الندوة العلمية التي عقدت في تشرين الأول/أكتوبر 2005 حول "النانو تكنولوجي مفتاح القرن القادم"، ودعيت إليها كافة الدوائر والمؤسسات المعنية بالصحة والبيئة وكليات الهندسة بجامعات الدولة، إضافة إلى المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات بإمارة دبي. وتناولت الندوة محاور ثلاث جمعت بين الجانب البيئي والصحي والتقني متعرضة لمشاكل صحية وحلولها من خلال نماذج عملية لإحدى منتجات النانوتكنولوجي..
وفي الفترة من 8 إلى 10 حزيران/ يونيو 2008، وفي مركز دبي العالمي للمعارض قام "معرض الفنادق في دبي" المتخصص في توفير مستلزمات قطاع الضيافة والترفيه بتسليط الضوء على التطبيقات والمنتجات المستقبلية لتكنولوجيا النانو في الغرف الفندقية، والتي ستحدث ثورة حقيقية في عالم الفنادق والتي من بينها استخدامها في إنتاج وسائد تومض في الظلام وأغطية ذكية" تقرأ درجة حرارة جسم النزيل. وتأتي هذه التطبيقات نتيجة التطورات الهائلة في تكنولوجيا النانو، حيث حقق علماء تكنولوجيا النانو اختراقات تكنولوجية كبرى ستقود قريبا إلى إنتاج خيوط "ذكية" قوية وخفيفة ومرنة لصناعة الملابس والأغطية وأقمشة موصلة للكهرباء والحرارة ومقاومة للحشرات وتتمتع بأسطح صحية ولها أغلفة ذاتية التنظيف.
تشمل التطبيقات المحتملة للمواد النانوية أيضاً إنتاج أسطح حمامات مقاومة للبكتريا وأغطية سرير تقاوم التلف والأوساخ وتتكيف وفق راحة المستخدم، ووسائد تومض في الظلام حينما يقوم الضيف بالقراءة. ومن منتجات هذه التكنولوجيا أيضاً أغطية سرير "ذكية" تقرأ درجة حرارة الضيف وتعدل كمية حرارة الجسم لتوفير الراحة له. فحينما يقرأ الغطاء أن قدمي الضيف باردتان يتم نقل الحرارة عبر أنابيب نانوية" في الغطاء من مناطق مثل الصدر وتوجيهها إلى القدمين. وحينما يشعر الضيف بالحر "تتنفس" ألياف القماش بفتح المسامات وطرد الحرارة للخارج.
كما يمكن لعلماء النانو المساعدة في جعل الفنادق أقل كلفة وأكثر توفيراً لاستهلاك مصادر الطاقة وأكثر التزاما بالقواعد البيئية ومن أمثلة ذلك الطلاءات "الشافية" التي تستطيع إزالة وتحييد الملوثات من الجو المحيط بالمبنى.
الاكثر قراءة في الفيزياء الجزيئية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة